يوسف أيوب

ماذا تعنى 25 يناير؟

الإثنين، 25 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا تعنى 25 يناير؟.. لم أشارك فى 25 يناير 2011، لأننى كنت خارج البلاد وقتها، حيث كنت فى إثيوبيا لتغطية فاعليات القمة الأفريقية التى كان يترأس وفدها آنذاك وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، ولا أدرى إن كنت سأشارك فى 25 يناير لو تواجدت فى القاهرة أم لا؟ فالشعارات التى تم رفعها فى ميدان التحرير وبقية الميادين «عيش - حرية عدالة - اجتماعية»، تلخص مطالب كل المصريين وقتها، بل إنها مطالب مستمرة وتلازم الإنسان طيلة حياته، لكنى فى الوقت نفسه كنت أخشى من مصير ما سيحدث، لعدم وجود قيادة تحرك من خروج إلى الشوارع والميادين.

فى أديس أبابا دارت حوارات كثيرة بين الوفد الصحفى المصرى حول مآلات الوضع فى مصر، واشتركنا فى حوارات أخرى مع وزير الخارجية أبو الغيط الذى كان يدرك خطورة الوضع، وقدم لنا شرحاً وتصوراً شاهدناه يتحقق بعدها بأيام وربما بشهور، المهم أن كل الحوارات التى انتهت إلى ضرورة أن يرحل نظام مبارك، لكنها كانت تخشى من المصير بعد ذلك، وهنا ظهر السؤال الجوهرى، أين القائد فيما يحدث؟ والقائد هنا ليس رئيس الدولة، وإنما الشخص الذى يقود المظاهرات وله رؤية واستراتيجية يسعى لتطبيقها حال نجاح هذه المظاهرات فى خلع رأس النظام، فالصورة العامة من بعيد وأنت خارج حدود مصر تبدو قاتمة، نعم هناك مطالب مشروعة تم رفعها فى الشوارع والميادين، وكل المؤشرات تقول إن القوات المسلحة التى نزلت إلى الشارع عصر 28 يناير، ستنحاز لرأى الشارع ومطالب المصريين، لكن لم يكن متصوراً أن القوات المسلحة هى من ستقود هذه التحركات، وبالتالى فأين القائد؟
القائد للأسف كان غائباً، ومن هنا كانت بداية المشاكل التى عانت منها مصر بعد ذلك، حينما بسطت جماعة الإخوان يديها بقوة على مجريات الأمور، بعدما كانت فى الخلف ولا تريد أن تظهر فى المقدمة، لكن حينما رأت الأمور تسير فى طريق تتمناه اقتنصت الفرصة وانقضت على الجميع لتعلن أنها المالك الحقيقى لـ25 يناير، وساعدها فى ذلك انقسام الشباب إلى مجموعات وائتلافات تعدت السبعين ائتلافاً، فضلاً عن عدم وضوح رؤية الدكتور محمد البرادعى الذى كان المنقذ فى رأى عدد كبير من الشباب، لكن هذا المنقذ لم يكن فوق مستوى الشبهات، كما أنه أراد القيادة دون أدنى مسؤولية ولا مشاكل أيضاً.

هذه هى المشكلة الرئيسية فى 25 يناير، وهى غياب الرؤية المستقبلية النابعة من عدم وجود قائد أو قيادة واحدة تستطيع تحريك الأمور إلى الطريق الذى تراه صحيحاً، عكس 30 يونيو التى كانت لها قيادة منذ البداية فتحركت مصر إلى طريق صحيح، واستطاعت تصحيح مسار 25 يناير التى اختطفتها جماعة الإخوان لصالح أجندتها الخاصة.

25 يناير تعنى الكثير بالنسبة للمصريين، فهى كانت بداية خروج الشعب عن المألوف والمعتاد، لكن هذا ليس كافياً ونحن نحيى الذكرى الخامسة لـ25 يناير، فالخروج على المألوف ليس مطلوباً فى هذه المرحلة، لأن التظاهرات لن تحقق شيئا، ومن يريد أن يطبق شعارات 25 يناير بحق عليه أن يبدأ بنفسه أولاً، وأن يجعل من نفسه حلقة مهمة فى دورة العمل والإنتاج بالبلد، حتى ننتشل اقتصاد مصر الذى يحتاج لعمل وجهد كبير، لكن أن نظل نرفع الشعارات ونهدد دون أن يكون لنا دور فى عملية الإنتاج فإن ذلك أول مهددات الاستقرار التى لن تجعل مصر تتقدم خطوة واحدة للأمام، كما أن الاقتصاد سيعانى ركوداً، لأنه ليس متصوراً أن يقبل مستثمر على ضخ أمواله فى السوق المصرى وهو يشاهد هذه المشاهد العبثية التى يدعو لها من يطلقون على أنفسهم نشطاء يناير.

من يريد أن يكون ناشطاً، عليه أن ينشط لصالح مصر وليس ضدها، وعليه أن يتعلم من دروس الماضى وألا يسير خلف أوهام تصورها له جماعات اتخذت الإرهاب منهج عمل لها، هذا ما نريده من 25 يناير، لا نريد التخريب والتدمير، وإنما نريد البناء والتنمية.

بقيت نقطة وهى توجيه التحية لشهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل أن تبقى مصر، شهداؤنا من القوات المسلحة والشرطة والشباب ممن كانت دمائهم شريان حياة لنا، هؤلاء هم القدوة لنا جميعا، علينا أن نتحلى بخلقهم ودورهم فى الدفاع عن بلدهم، شهداء مصر هم الأولى بأن يكونوا مثالا لكل شاب مصرى يبحث عن طريقة يخدم بها بلده، بأن يشارك فى بناء مصر، وأن يختار مستقبله بنفسه، وألا يضعه رهينة بجماعات إرهابية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة