سعيد الشحات

ثورة 25 يناير

الثلاثاء، 26 يناير 2016 07:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت نتيجة طبيعية لفساد زمن مبارك
تذكروا يوم 24 يناير 2011، حتى تتأكدوا أن ما حدث يوم 25 يناير كان ختاما طبيعيا لزمن طويل عاشته مصر وكان لابد له من نهاية.

يوم 24 يناير هو اليوم الذى وصل فيه كل فريق سياسى فى مصر إلى قول كلمته، فمن كان يعوم فى بحر الفساد ظل عائما، ومن كان يعوم فى نفاق السلطة ظل منافقا، ومن كان يستعد للتوريث بقى مستعدا، ومن تعب من النضال ورفع راية الاستسلام بقى على تعبه، ومن كان يستخرج من النظريات السياسية كلمات حتى يقنعنا بسلامة وصحة الأوضاع الموجودة ظل يفعل فعله الآثم، ومن كان يتطاول على الحقيقة ويزعم أن انتخابات مجلس الشعب التى فاز الحزب الوطنى بكل مقاعدها هى قمة النزاهة بقى على تطاوله، سخر هؤلاء من كل الاتهامات بتزويرها، وقالوا إن مروجيها مغرضون ومفلسون ومشككون وأعداء النجاح.

فى هذا اليوم (24 يناير )، بدا أن العقلاء صمتوا عن الكلام المباح، ليستمع الناس إلى كلام مثل الذى ذكره وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى: «لم تهتز شعرة واحدة فى رأس أى مسؤول»، وذلك فى حديثه التليفزيونى إلى مفيد فوزى مجيبا عن سؤال حول: كيف استقبل المسؤولون فى مصر أحداث تونس؟ كانت تونس تعيش ساعتها مع القدر، ويعبر أحد مواطنيها عما حدث بكلمته: «لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة».

فى هذا اليوم (24 يناير) بدا صمت العقلاء، بينما يعلو صوت أحد المنظرين الكبار لمرحلة «جمال مبارك»، الذى قال إن ما حدث فى تونس لن يحدث فى مصر، لأن الكتلة الحرجة من المصريين التى تمثل الموظفين والبسطاء والفلاحين والعمال مازالت تؤيد مبارك.

مضت أيام قبل 25 يناير دون أن يفهم نظام مبارك إشارات الإنذار التى تنطلق كل يوم، لم يفهم المظاهرات اليومية الصغيرة التى وجدت رصيف مجلس الوزراء ومجلس الشعب ملجأ لها، لم يفهم دلالة مواطن قام بإغلاق فمه بالخيط والإبرة، لم يفهم دلالة مواطن يشعل النار فى نفسه، لم يفهم دلالة مواطن يأتى بأطفاله الصغار ويجلس على الرصيف، لم يفهم دلالة مريض عاجز عن تدبير نفقات العلاج فيجلس على الرصيف رافعا لافتة تعبر عن محنته، لم يفهم نظام مبارك مظاهرات العمال ضحايا الخصخصة، ومظاهرات العمال احتجاجًا على سوء الإدارات وتخسير الشركات فى المحلة وكفر الدوار وحلوان التى كانت قلاع الصناعة فى مصر، لم يفهم النظام شكاوى أوجاع صغار المزارعين الذين تكويهم أسعار مستلزمات الإنتاج، وشكاوى الموظفين من قلة دخلهم، مما أدى إلى توسيع شرايين الفساد فى كل المؤسسات الخدمية التى تتعامل مع المصريين.

مضت أيام قبل 25 يناير، لم يستجب فيها نظام مبارك لكل التحذيرات من الاستبداد، وضعف الأحزاب وإضعافها، وتجذر الفساد بالقانون، فصفقات الخصخصة الفاسدة تتم بالقانون، وبقاء المسؤولين فى مناصبهم حتى بعد بلوغهم المعاش يتم بالقانون، ومكافآت طائلة يحصدها المسؤولون فى الشركات العامة رغم خسائرها تتم بالقانون، ومضت أيام تراجع فيها مستوى التعليم والبحث العلمى، وتراجع فيه الاهتمام بصحة المواطنين، فلم تعد هناك مستشفيات عامة لائقة تقدم الخدمة للمرضى الفقراء، وإذا ذهب مواطن إلى مصلحة لإنهاء مصلحة، فعليه أن يواجه العذاب إذا لم يقدم الرشوة.

هكذا كانت الأوضاع قبل ثورة 25 يناير، أوضاع لم تكن قابلة للبقاء بأى حال من الأحوال، وعليه فإن الثورة كانت نتيجة طبيعية لكل هذا الفساد الذى عاشته مصر زمن مبارك، ثورة صنعها الشعب المصرى، وستبقى رغم كل حملات التشويه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة