ماذا يريد الإعلام الغربى من مصر؟.. تستطيع أن تقرأ تقارير الإعلام الغربى عن مصر بالطريقة التى تريدها، لكن أليس المنطقى أن تسأل نفسك لماذا هذا الهجوم المرتب على مصر من جانب وسائل الإعلام الغربية، وتحديداً فى أوقات معينة؟.. قد يوافق المكتوب فى هذه التقارير رغباتك أو معارضتك للنظام الحالى فى مصر، لكن هل هذه المعارضة تجعلك من مؤيدى أن يكون الإعلام الغربى هو المسىء لمصر بهذا الشكل.
صحف معينة فى أمريكا والولايات المتحدة، وهناك بعض القنوات الإخبارية تعمل كل فترة على كتابة تقارير عن مصر تحمل فى طياته سما قاتلا للجميع، تكتبه هذه التقارير من زاوية الرأى والرأى الآخر، رغم أنها تعلم أن هذا الشعار بعيد عنها تماماً، بل إن بعض هذه الصحف تذهب فى افتتاحياتها للتحريض العلنى والدائم على مصر، لأن السياسة المصرية لم تصبح على هوى محددى السياسة التحريرية لهذه الصحفة، فعلى سبيل المثال صحيفة الجارديان البريطانية دائما ما تقف فى صف جماعة الإخوان وتنشر بياناتهم ومقالات قياداتهم الهاربة التى تتخذ من لندن مقراً لهم، وتزيد على ذلك بأن تخصص تقاريرها الخاصة وافتتاحياتها للهجوم على مصر، والحديث عن أشياء ليس لها وجود فى الواقع المصرى، ومن يتابع سياسة هذه الصحيفة فسيجد أنها دائمة العدائية لمصر، ربما لأن قطر أحد المساهمين الرئيسيين فى الصحيفة، أو لأن قيادات بالتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية لهم علاقات ليست فوق مستوى الشبهات مع قيادات الصحيفة ومسؤول صفحة الرأى بها، ومراسلى الشرق الأوسط بالصحيفة البريطانية.
ما يقال على الجارديان ينطبق على صحف أخرى من بينها نيويورك تايمز الأمريكية التى تحولت بشكل فجائى من صحيفة تدافع عن القيم والمفاهيم الليبرالية إلى صحيفة تتبنى المواقف اليمينية المتطرفة، فهى الوجه الإعلامى الدائم للإخوان فى الولايات المتحدة، فصفحاتها دائما مفتوحة أمام قيادات الجماعة مادام أنهم سيسبون مصر وقياداتها ويشنعون عليهم.
من يريد أن يتأكد من هذه الصحف وميولها التى لا تخفى على أحد، ويريد كشف حقيقهم فعليه أن يحاول نشر مقال أو إعلان مدفوع الأجر عن مصر لكن بصيغة مختلفة عما ينشر بها من هجوم دائم على الدولة المصرية، سيجد فى هذه الحالة رفضاً تاماً للنشر، وهنا تكمن القضية، فالأمر لا علاقة له بالمنهية، وإنما هى استراتيجية تمولها جهات أخرى لا تريد أن يكون لمصر صوت حيادى، وأن يكون كل ما يكتب عن الدولة المصرية هو ما يبث من دعايات كاذبة يروج لها الإخوان فى الخارج.
هذه بعض الأمثلة لوسائل الإعلام الغربية التى تنتهج مع مصر سياسة غريبة لا يستطيع أحد فهمها حتى الآن، وإن كنا ندرك خطورتها، لكن الغريب أن يكون فى مصر من يسعد لما تنشره هذا الإعلام عنا، من باب التشفى فى النظام الحالى، أى تشفى هذا الذى يستند لأكاذيب لا تمت للحقيقة بصلة، هذه الصحف روجت لقصة وهمية اسمها الاختفاء القسرى، وسار الجميع خلفها وتحولت التقارير الأخبارية إلى أدلة ثبوت لا تقبل الشكل، إلى أن وضحت الحقيقة التى لم تجد لها طريقاً للظهور والنشر فى هذه الصحف.
المؤكد أن الإعلام الغربى لا يسير وفق هوى شخصى لبعض الكتاب والمحررين أو ملاك هذه الصحف، وإنما تتحكم فيها رغبات أجهزة لا تخطئها العين، فالإعلام فى الولايات المتحدة وأوروبا هو أحد الآليات المهمة التى تعتمد عليها أجهزة المخابرات بهذه الدول لتمرير سياساتها، ولمعاقبة بعض الدول التى لا تسير فى نفس الفلك الغربى، والجارديان ونيويورك تايمز وغيرهما من الصحف الغربية لا تخرج عن هذا الإطار، فهما لسان هذه الأجهزة التى تريد أن تلعب كثيراً فى العقلية المصرية، بعدما تأكدت بالقبول المصرى المطلق لكل ما يكتب فى هذه الصحف، واعتبارها حقيقة لا تقبل الشك، فجرى استخدامها فى الترويج لما تريده وتحتاجه، وللضغط على مصر فى أتجاهات مختلفة.
الحقيقة أننا منحنا هذه الصحف القدرة على التحكم فينا، بعدما صدقنا ما تكتبه عنا بدون جدل، وكأنه دستور حياة، لم نتعامل مع المكتوب بها على أنها معلومة تقبل الصدق والكذب فى نفس الوقت، بل إننا تعاملنا معها على أنها حقيقة مطلقة، وكانت النتيجة أن هذه الصحف تحولت إلى أداة مهمة فى حرب المعلومات ضد مصر، وجزء مهم من حرب الجيل الرابع الذى عانينا منه فى أزمات متلاحقة، ومازلنا فى مرحلة الخطر إذا لم نستوعب السموم التى تبث لنا عبر هذا الإعلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة