الأطفال هم صانعو الحياة وحاملو جينات البناء، والآخذون بأيدينا للمستقبل، يحدث ذلك لكون الخيال زادهم ومعينهم فى تجاوز المشكلات، وفى سبيل وصولهم لذلك الخيال يحتاجون مادة تساعدهم على تحفيز عقولهم لإفراز البديع والجميل والحالم لهذا المجتمع المعقد، والمعروف أن المجلات جزء أساسى من صناعة هذا الخيال لدى الأطفال، لكن هناك أماكن فى مصر المفروض أن دورها هو الارتقاء بالأطفال ولكى تفعل ذلك يجب أن تكون لديها آليات منها «المجلات»، لكن مجلات الأطفال فى معاناة، وسبل المعاناة متعددة، ووزارة الثقافة مسؤولة عن كل ذلك.
لنا أن نتخيل أن مركز ثقافة الطفل لا تصدر عنه مجلة للأطفال، وهيئة الكتاب لديها سلاسل وليس لديها مجلات، ومجلة قطر الندى بها مشكلات وتريد مضاعفة أعدادها، وهذا ليس ادعاء، بل كلام أكدته ميرفت مرسى، رئيس مركز ثقافة الطفل بقولها، إنهم كانوا يصدرون مجلة «تاتا تاتا» وهى مجلة فصلية متخصصة لأطفال ما قبل المدرسة، والتى أنشأتها الكاتبة فاطمة المعدول، وبعدها تم إصدار مجلة شمس وقمر وهى مجلة منوعة غير دورية، أسستها الدكتور نبيلة حسن، ولكن هذه المجلات توقفت عن الطبع بسبب عجز التمويل.
أما مجلة «قطر الندى» التى تصدرها قصور الثقافة، فبها مشكلاتها تكمن فى نجاحها فهى نصف شهرية ويصدر منها 10 آلاف نسخة يتم توزيعها كلها، فلا يوجد أى مرتجع من المجلة، لذا هيئة تحرير المجلة تطالب بزيادة الميزانية حتى يتمكنوا من إصدار 20 ألف نسخة.
والسؤال موجه للكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، هل التمويل المخصص لمركز ثقافة الطفل غير كاف لإصدار مجلة للأطفال حتى لو فصلية؟ وإن كان غير كاف لماذا لا تتم زيادة الميزانية؟ فالزيادة ضرورية ومهمة، فكيف لمركز متخصص فى ثقافة الطفل يقدم فعاليات وأنشطة لكنه لا يملك شيئا مستقرا فى اليد مثل مجلة؟ أما ما يتعلق بـ«قطر الندى» فعلى الوزير أن يفكر فى زيادة الأعداد مادامت المجلة عليها إقبال ومادام أطفالنا يسعون لقراءتها ويحرصون على ذلك.
وانطلاقا من كون حلمى النمنم كاتبا كبيرا، وله خبرة فى إدارة المؤسسات الثقافية فهو يعرف جيدا أهمية المجلة الورقية الملونة فى يد طفل ومدى تأثيرها على حياته ومستقبله، لذا عليه أن يتصرف من موقع المسؤولية التى يقوم بها الآن، ويجد حلا لهذه المشكلة، وهناك حلول عديدة لن تكلف الوزارة مصاريف جديدة، فقط الأمر يحتاج نوعا من الإرشاد، فهناك سلاسل كثيرة وكتب تصدر عن هيئة الكتاب وقصور الثقافة لا يقرأها أحد ولا تقدم التواصل اللازم، ويمكن للوزارة الاستغناء عنها وتخصيص مصروفاتها لمجلات الأطفال، فمجلة فى اليد خير من فعالية عابرة أو حكاية مسموعة، أو كتاب مهمل لا يقرأوه أحد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة