واقعة «الكاندوم» تلخص الكثير من تفاصيل المرحلة التى نعيشها، وربما لا يراها كثيرون، مرحلة الكاميرات والكاراكترات والرغبة فى الشهرة، من دون حساب للعواقب، زمن الناشط الإعلامى والممثل السياسى والهدف الكاميرات. تأتى الثورة أو السلطة حجة، بينما الهدف هو الجمهور والشهرة.
واقعة «الكاندوم» تلخيص لحالة عامة من التعامل المخل، ويمكن توقع رد فعل كل شخص من مكانه وموقعه، أن يرى بعض مشجعى الثورة الواقعة أنها فعل ثورى، ينخفضون بالثورية إلى مجرد سخرية باهتة وفجة، ويرد المستنكرون بألفاظ وشتائم لا تقل أبدا عن فعل «الكاندوم»، بينما الأمر هو مشهد مهين لجنود الشرطة، مع ملاحظة أن اختصار الثورة فى حرب مع الشرطة تجاهل لأهدافها.
شادى وأحمد «كاندوم» نتاج حالة سخرية عبثية وعدمية هدفها الكاميرات، أحمد مالك نفسه اعتذر عن الخطأ وأنه كان وزميله يريدان تقديم عمل ساخر، نفس ما قاله شادى وزاد أنه لا يرى خطأ، وأنه لم يعرِ ولم يضرب، المشترك أنهما اتفقا أن يقدما عملا يضرب، لم يحسبا حساب رد الفعل، وقد نجحا فى لفت الأنظار وحصلا على شهرة ما كانا يحصلان عليها فى سنوات، ثم إن فكرة تقديم أعمال ساخرة موضة صنعها نجاح باسم يوسف، الذى اشتهر من يوتيوب وصنع عقدة لدى كثيرين يريدون اللحاق به، بأى طريقة.
وفى واقعة أحمد وشادى «كاندوم» يمكن توقع موقف كل فريق من دون مفاجآت، يؤيده طالما يتماشى مع مصالحه ويرفضه طالما جاء من المعسكر الثانى، ومن أيدوا أحمد وشادى هاجموا ريهام سعيد وطالبوا بعقابها ومقاطعتها. بعضهم يعانى من خلطة «بارانويا»، وإحباط يدفعهم للبحث عن شعور بالانتقام، ويرى الهراء فعلا ثوريا ويبرره بأن هناك مخطئين من الشرطة لم يعاقبوا فيبررون جريمة بأن هناك مجرمين، وكل القصة لن تتجاوز 48 ساعة، لا تستحق أن نصنع زعماء يرتبط اسمهم بواقعة «الكاندوم».
أما الفريق الذى ضد أحمد وشادى فهو يرتكب نفس الشتائم، وهؤلاء يقعون كثيرا فى نفس مأزق السب والتشاتم للمختلفين معهم، بعض الإعلاميين أرادوا التعبير عن إدانتهم لتصرف الأخوين «كاندوم» فوقعوا فى سيل من السب والقذف والشتائم للشابين وعائلتيهما والأم والأب. بما يدخل ضمن نظريات «الكاندوم» التى ينتمى إليها أحمد وشادى، وهو أمر يدخل فى سياق «نظرية الكندمة» سواء من مدعى الثورة أو كمدعى النفاق العام ممن يفعلون أفعالا يدينونها.
أحمد أشار إلى الإحباط مع أنه شاب ناجح وشغال وزميله له محاولات حتى لو اختلفنا معها فهى عمل يمشى على يوتيوب، أحمد فنان شاب له عشرات الصفحات على مواقع التواصل، ويمكن أن يكونا موهوبين، لكنها موهبة رسام يعمل فى تزوير العملة، وهى قصة مواهب كثيرة، تضيع فى محاولة سرقة شهرة، فيقعون فى فخ الاستهبال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة