قلة أدب، وقلة تربية، وانحطاط أخلاقى، أقل ما يمكن أن يوصف به ما فعله الممثل أحمد كمال وصديقه شادى حسين مراسل برنامج أبلة فاهيتا، فإهانة جنود وضباط الشرطة فى عيدهم عن طريق إهدائهم «واقيا ذكريا» على أنه بلالين، وتصوير ذلك الفعل الخسيس بالفيديو من أول الفكرة إلى التنفيذ ونشره على مواقع التواصل، فضلا عن أنها جريمة موثقة بالصوت والصورة، محنة تكشف مدى ما وصلنا إليه من انهيار أخلاقى وقيمى.
هذا الانحطاط الأخلاقى نتيجة التسيب والإهمال فى التربية والتعليم من البداية، فلو أن هذين الشابين التافهين عرفا القيم والأصول والعيب، ما صدر عنهما هذا الفعل الإجرامى الموجع، ولو وجد هذان التافهان من يعلمهما الصح من الخطأ، لما تجرآ على إهانة حماة البلد فى عيدهم والسخرية منهم بهذا الشكل الفج، بل والتباهى بهذه الفجاجة أمام الناس، ماذا كان يقصد هذان التافهان من وراء ما فعلاه؟ الضحك والتريقة على الجنود الذين يضمنون الأمن لهما ولأسرتيهما؟ ماذا لو أن واحدا من هذين التافهين دخل على أخته عدد من المراهقين لاغتصابها وتصويرها بالفيديو، بمن ستستنجد إلا بهؤلاء الجنود الذين أهانهم؟ فكيف سيحميها عندئذ هؤلاء المهانون؟ سيتركونها تغتصب وتهان وتصور بالفيديو، وينتشر الفيديو على المواقع الإباحية إياها، وماذا لو طلع على أهاليهما لصوص مسلحون وهددوا حياتهم وممتلكاتهم، بمن سيستنجدون إلا بهؤلاء الجنود؟ سيتركونهم للسرقة والقتل فلماذا سيحمى أهلك هؤلاء الجنود المهانون وتحت أى شعار أو قيمة؟
هذان التافهان المجرمان حكما على نفسيهما بالنبذ والعزل والمهانة لسنوات طويلة، بصرف النظر عن العقاب القانونى جزاء ما ارتكبا من جريمة، وإياك أن يهون أحد من شأنها، مرة بداعى صغر سنهما ومرة أخرى بدعوى أنهما اعتذرا وخلاص، لأ يا روح أهلك منك ليه، هناك سفاحون ومغتصبون ولصوص من الأحداث ولا تتم مسامحتهم لمجرد أنهم دون 18 عاما، ثم إن مراسل برنامج أبلة فاهيتا فوق السن ويستحق الإهانة والعقاب جزاء اشتراكه فى هذا الجرم، فإياكم والتهوين من هذه الجريمة فى وسائل الإعلام.
المؤكد أن هذين التافهين لم ينهيا خدمتهما العسكرية الإلزامية، فلو فعلا لما كان هذا حالهما، وأول عقاب لابد أن ينالاه، أن يتم تجنيدهما فورا حتى لو كان أحدهما طالبا والثانى وحيدا أو معفيا، لأنها الوسيلة الوحيدة ليتعلما معنى الرجولة والتربية والأخلاق؟ وماذا يعنى أن تكون أحد حماة هذا الوطن، تتم حلاقة شعرهما بالموس زيرو، وتمنع عنهما الزيارات ويقضيان مدة خدمتهما الإلزامية فى مركز التدريب.
الآن فقط ندرك ضرورة عدم إعفاء أى شاب من الخدمة الإلزامية فى الجيش والشرطة، لأن الأجيال التى لم تمر بتجربة أداء الخدمة، ولا يعرفون معنى الوطن ولا ماذا يعنى السهر على أمنه وخدمته وحمايته، وهذه كارثة كبرى، فإذا ربطناها بحالة السيولة الأخلاقية والسخرية العدمية من كل شىء السائدة منذ سنوات، عرفنا إلى أى درجة نحن فى خطر، فالمجتمعات تنهار قيميا وأخلاقيا قبل أن تسقط اقتصاديا أو عسكريا، وإذا لم نتدارك أمورنا سريعا فعلى الأرض السلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة