تحتفل مصر فى يناير من كل عام بمعرض الكتاب.. أكبر احتفالية ثقافية تنتظرها مصر من العام إلى العام وينتظرها عشاق القراءة والمعرفة والثقافة.. احتفالية مبهجة فعلا تعطى أملا فى زيادة الوعى الثقافى للشعب المصرى بجميع طوائفه.. تلك الاحتفالية التى يتمنى جمهور القراء والمثقفين من تكرارها فى العام عدة مرات وأن تكون تلك الاحتفالية فى عدة محافظات أخرى وأن لا تقتصر على القاهرة فقط وهذه واحدة من سلبيات المعرض التى نريد أن تختفى فى الأعوام القادمة.
إن منظر الزحام الشديد على منافذ الدخول إلى المعرض يدعو إلى الفخر والسعادة فى بلد نسبة القراءة فيها ضئيلة للغاية مقارنة بدول أخرى.. ورغم الزحام الشديد الذى شاهدناه فى بعض أيام المعرض العام الماضى إلا أن عدد الزائرين لم يتجاوز المائتين وخمسين ألف زائر وهذا يعتبر رقم ضئيل جدا مقارنة بعدد السكان فى مصر فإذا كان عدد السكان 90 مليون مواطن منهم نسبة تقترب من 40% أميين و10% تقريبا مغتربين ومهاجرين ونسبة تقترب من 30% من كبار السن والأطفال إذا فالنسبة الباقية من الشباب ومن هم فى سن القراءة تقترب من 20% من عدد السكان ومع هذا فمن زار المعرض عدد قليل جدا من الشعب المصرى.. لذلك نرجو أن يزيد الاهتمام هذا العام ويزداد عدد الزائرين حيث أن المعرض يعتبر فرصة طيبة جدا للأسر لكى تصطحب أبنائها معها لتشجيعهم على القراءة.. كما أن الإقبال على المعرض يعطى رسالة للعالم الخارجى كله على قدرة مصر على تنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية وأن مصر بلد الأمن والأمان وستظل مصر هكذا دائما كما ستظل كذلك قبلة فى الفن والثقافة والعلوم.. منارة تنير للكل من حولها ومعرض الكتاب شاهد على ذلك بكل هذا العدد من الزائرين وكل هذا العدد من المؤلفين وكل هذا الزخم من الندوات والعروض المسرحية والسينمائية فى تلك الاحتفالية.
يرى العض حاليا أن تزايد عدد المؤلفين فى الفترة الحالية ظاهرة سلبية ويعيبون عليها والبعض يقول أن عدد المؤلفين حاليا أكثر من عدد القراء، ولكننى أعتقد أن تلك الظاهرة لها شق إيجابى حيث أن كثرة عدد العناوين المعروضة وكثرة عدد المؤلفين ستعطى مساحة أكبر للقارئ لكى يستطيع الاختيار بين عدة مجالات مابين الرواية بأنواعها رومانسية أو اجتماعية أو بوليسية أو رعب.. وبين القصة القصيرة والخواطر والأشعار والكتب الساخرة.. وكلما زادت تلك العناوين كلما زادت فرصة الاختيار للقارى الذى عليه عملية الفرز والتنقيب والتمحيص والفلترة من أجل اختيار الأفضل والبقاء للأفضل دائما.. أنها فرصة ذهبية فى الوقت الحالى لهذا الجيل حيث تتعدد دور النشر ويكثر المؤلفين وتتعدد العناوين فدورك إيه القارئ أن تختار الأفضل لكى يبقى.. ودور الدولة أن تكرر مثل تلك المعارض فى كل المحافظات من أجل إثراء الحياة الثقافية ومن أجل زيادة عدد القراء أملا فى أن ترتفع نسبة القراءة لدينا وأملا فى أمة تقرأ وتتعلم وتطبق ما تعلمته.. !!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة