"عاوز تشترى موبيل... عاوز تشترى غسالة ... روح شارع عبد العزيز" يعتبر شارع عبد العزيز من أشهر الشوارع التجارية فى مصر الخاصة ببيع الأجهزة الكهربائية الجديدة والمستعملة ، لعل ذلك هو السبب فى ازدحامه دائماً بالمارة والسيارات وأتوبيسات النقل العام، ولكن هل تخيلت يوماً شكل هذا الشارع قديماً، أو ما الذى مر به هذا الشارع العريق من رحلة تطور طويلة.
"مدفن" هكذا كانت بداية شارع عبد العزيز قديماً فى عهد محمد على، كما ذكر المؤرخ "حمدى أبو جليل" فى كتاب القاهرة شوارع وحكايات عن تاريخ شارع "عبد العزيز" الذى كان قديماً ساحة واسعة لدفن الموتى، ولم تكن الحياة تدب فيه سوى لتشييع جنازة أحد الراحلون.
1870 هى بداية ميلاد هذا الشارع العريق الذى أفتتحه الخديوى إسماعيل لأول مرة عام 1870 ليهديه إلى السلطان العثمانى عبد العزيز الذى زار مصر فى عهده ومن بعدها أطلق اسم عبد العزيز على الشارع نسبة له وتخليداً لأسمه وتعبيراً عن مدى ولاء الخديوى للدولة العثمانية، فقد قام الخديوى بإزالة كل هذه المدافن لأنها لا تليق كهدية للسلطان العثمانى أن يهديه للسلطان العثمانى وحوله لمدافن، كما أنه أحاطه بالأشجار والمناظر الطبيعية الخضراء، وأضاء حوله العديد من أعمدة النور ليظهر بشكل حضارى ومميز أمام السلطان العثمانى عبد العزيز.
مرحلة أخرى عاشها الشارع فى عهد تدهور الدولة العثمانية، فتحول الشارع الذى كان هدية ملكية إلى منطقة شعبية مصرية أصيلة، فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، ولم يكن مصطلح المناطق الشعبية فى هذا الوقت مصطلح يوحى بقلة مستوى المكان، ولكن على العكس تماماً كانت كلمة شعبية توحى بأهل هذا المكان من شعب مصر الأصيل، وعاداتهم وتقاليدهم، كما كانت المناطق الشعبية القديمة توحى بذوق المصريين ونظافتهم واحترامهم لشارعهم، مع مرور الوقت انهار هذا المطلح ولم يعد الشارع كما سبق، لم تعد أصوله الملكية واضحة سوى فى لمحات بسيطة لا يلاحظها سوى أهل الشارع على الأبنية التى مازالت تحمل عبقاَ تاريخياً يعود للملوك، أما ما تبقى من الشارع فتحول لسوقاً تجارياً ضخماً لبيع الأجهزة الكهربائية ومستلزمات الهواتف النقالة، وتحولت أزقة الشارع وزواياه إلى منصات وأكمشاك ومحلات متجاورة خاصة بالبيع والشراء، وبقى تاريخه منسياً فى الأركان التى حوت قديماً لمسات ملكية سجلها التاريخ.
حكاية شارع عبد العزيز..هدية ملكية من خديوى مصر تحولت لسوق أجهزة كهربائية
الأحد، 03 يناير 2016 03:06 م
شارع عبدالعزيز ـ صورة أرشيفية
كتبت هدير الصادق
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة