أحمد إبراهيم الشريف

"كفاحى" هتلر فى مدارس ألمانيا..كيفية مواجهة الأفكار المرعبة

الأحد، 03 يناير 2016 07:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأفكار سواء كانت جيدة أو سيئة لا تموت يمكن محاصرتها بعض الشىء، لكنها تظل تنتشر فى الهواء ويتبادلها الناس سرا وعلانية ويختبرونها بأنفسهم أو بمعرفتهم بأثرها الواضح على السابقين، ولعل كتاب كفاحى للنازى الأشهر هتلر هو أكبر الأدلة على ذلك.

الكتاب الذى يحوى مذكرات هتلر التى كتبها خلال فترة اعتقاله بقلعة لاندسبرج عقب محاولة الانقلاب الفاشلة فى نوفمبر عام 1923 ونشره سنة 1926 وتم منع طبعه فى ألمانيا بعد الهزيمة وانتحار هتلر فى نهاية الحرب العالمية الثانية، ها هو يعود بعد نحو 70 عاما، وبعد أن أصبحت ملكيته عامة ليؤرق مشاعر الغرب ويشعرهم بالخوف من الرجل القصير الميت، فالألمان يخشون، لأن الكتاب منذ بداية هذا العام 2016 يمكن لأى إنسان أن ينشره ورقيا أو يحمله عل جهازه ويقرأه فى المواصلات العامة ولا يخبؤه من المحيطين به، وستصبح هذه هى المرة الأولى التى يطبع فيها الكتاب فى ألمانيا، ومع الاتفاق بجنون هتلر وغرابة أفكاره وعنصريته لكن أمر هذا الكتاب يحتاج لوقفة متأملة:
بداية تضع ألمانيا يدها على قلبها خشية أن يبعث هذا الكتاب الحماس داخل النازيين الجدد، فتصبح هناك أزمة داخل ألمانيا، والكتاب فعلا قادر على ذلك لأنه وإن كان يحكى عن مذكرات هتلر إلا أن ألمانيا القوية التى كان يحلم بها هتلر موجودة داخل كل سطور الكتاب، لكن الأهم والذى يعد درسا لنا هو: كيف واجهت ألمانيا هذا الخطر؟
قررت ألمانيا مواجهة الخطر بتدريسه فى مدارسها، حيث قالت وزيرة التعليم الألمانية يوهانا فانكا، إنه من الضرورى استخدام الطبعة المذيلة بتعليقات من كتاب «كفاحى» للزعيم النازى أدولف هتلر فى المدارس لتوعية التلاميذ فى ألمانيا بشأن ادعاءات هتلر، النسخة التى اختارتها الوزيرة ستصدر عن معهد ميونيخ لدراسات التاريخ المعاصر وتهدف إلى المساهمة فى تعميق الثقافة السياسية، وهى «لذلك مصوغة بشكل مفهوم للجميع» على حد قول الوزيرة.

وتتوقع الوزيرة أنه سيكون لدى التلاميذ والتلميذات أسئلة ومن الصحيح أن يطرحوا هذه الأسئلة فى الحصة المدرسية وأن يتحدثوا عن الموضوع.. نعم سيسأل التلاميذ لكنهم سيجدون إجابات ولن يفكروا وحدهم فى البحث عن حلول.

إن شئنا أن نعرف كيف يأتى التطرف فهو يأتى بسبب الأسئلة المعلقة فى الفراغ، التى لا تجد إجابة شافية فنذهب نحن لنبحث وحدنا ونحن نخبئ سؤالنا فى داخلنا، وبالتالى سنجد إجابة خاطئة ومشوهة، لا وقت لإضاعته وليس علينا أن نخبئ الأفكار لأن الإخفاء سيجعل الإجابة خطأ، لنطرح كل الأفكار التى نخشاها أمام أبنائنا ونسمح لهم بطرح أسئلتهم بصوت عال، ونتعلم من ألمانيا كيف تواجه الأفكار المخيفة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة