يزور مصر الآن رئيس الوزراء الروسى ديمترى اناتولفيتش ميدفيدف، وللرجل أهمية سياسية كونه صديق ورفيق الرئيس فلاديمير بوتين وتخرجا سويا من كلية الحقوق جامعة للينجراد المعروفة حاليا بـسان بطرسبرج، والطريف أنها ذات الكلية التى تخرج منها فلاديمير ايلتش لينين الرئيس الأول للاتحاد السوفيتى، ديمترى ميدفيدف هو رئيس الوزراء الثالث لروسيا، والأصغر سنا كونه من مواليد 24 سبتمبر 1965 وتخرج من كلية الحقوق 1987 ونال الدكتوراه 1990، وقد شكلت عام 2000 نقطة تحول فى حياته، حيث عين رئيس مجلس إدارة مجموعة «غاربروم» العملاقة لإنتاج ونقل الغاز الطبيعى، وهى من أهم الشركات الفاعلة فى مجال النفط العالمى، ولعبت التجربة السياسية دورا متعاظما آخر فى حياة الرجل، حيث عمل ميدفيدف فى مارس 2000 مديرا لحملة الرئيس فلاديمير بوتين الانتخابية، وبعد نجاح بوتين عين ميدفيدف فى منصب مدير الديوان الرئاسى بالكرملين خلفا لألكسندر فولوشين قبل أن يُرقى مرة أخرى، ليشغل 14 نوفمبر 2005 منصب نائب رئيس الوزراء الأول مكلف بالأشغال والمشاريع القومية ذات الأولوية «الصحة، التعليم، الشغل....».
أعلن ترشحه للرئاسة فى 10 ديسمبر 2007 وقد انتخب ميدفيدف فى الشوط الأول من انتخابات 2 مارس الرئاسية 2008 بنسبة %69.6 من أصوات الناخبين، متقدما على ثلاثة مرشحين، وكانت الأزمة فى أبخاريا وأوستيا الجنوبية أولى التحديات التى واجهها الرئيس الجديد، حيث ردت بلاده بقوته على التدخل العسكرى الجورجى فى أوسيتيا الجنوبية، وشنت عملية عسكرية استمرت أياما ضد جورجيا، انتهت بسحب الأخيرة قوتها من إقليم أوسيتيا الجنوبية.
وفى 8 مايو 2012 عاد مجددا لتسلم منصب رئاسة الوزراء بعد فوز فلاديمير بوتين بمنصب الرئاسة، إثر انتخابات فيما اعتبر من قبل العديد من المراقبين عملية تبادل للأدوار، خلفية ميدفيدف البترولية والاقتصادية تؤهلة لمزيد من التواصل المستمر بين الدولتين فى مجال إنتاج الطاقة من المصادر المختلفة، وتسهيل مشاركة شركات البترول الروسية فى عمليات الاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز فى مصر، وتسهيل الجانب الروسى ببحث إمكانية توريد الغاز المسال إلى مصر من خلال شركة “جازبروم»، وخبراته مع كبرى المؤسسات الاقتصادية الروسية تساعد فى تطوير العلاقات الاقتصادية، حيث يبلغ عدد المشروعات التى تم إنشاؤها باستثمارات روسية فى مصر 363 مشروعاً بإجمالى رأسمال مستثمر يقدر بحوالى 148.74 مليون دولار، وتركزت أغلب هذه المشروعات على قطاع السياحة والخدمات «143 مشروعا» الإنشاءات، فقطاع الصناعة «27 مشروعاً»، ثم قطاع الزراعة «13 مشروعاً».
وأخيراً قطاع الاتصالات «5 مشروعات» والقطاع التمويلى «3 مشروعات»، أكثر من نصف هذه المشروعات تم توقيعها بين الجانبين فى أوقات تبوأ ميدفيدف مناصبه المختلفة، أما عن الاستثمارات المصرية فى روسيا فهى تبلغ 450 مليون دولار أغلبها استثمارات فى بعض الصناعات، وللضيف باع كبير فى صناعة السياحة، حيث تمتلك عائلته العديد من الشركات والنفوذ فى قطاع السياحة الروسية، الأمر الذى أعطى للعلاقات السياحية بين البلدين قبلة الحياة، ابتداء من مارس المقبل، كون السياحة الروسية إلى مصر تأتى فى المرتبة الأولى على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وتشير آخر الإحصائيات إلى أن حجم السياحة الروسية لمصر خلال عام 2014 قد بلغ 3.4 مليون سائح، ومن ثم تهتم مصر بالتعاون مع روسيا فى مجال السياحة، فى ضوء كون السياحة الروسية تمثل ما يقرب من %20 من مجموع السياحة الوافدة إلى مصر، وانخفاض سعر الروبل، وتصدّرت مصر المرتبة الأولى فى ترتيب البلدان التى زارها السياح الروس 2015، زيارة الرجل ومحاولاته دعم العلاقات الاقتصادية ما هو إلا رغبة فى تحقيق الحلم الروسى فى الشرق الأوسط الذى لا يمكن تفسيره إلا فى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة