أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

ما قبل إعدام «النمر» وما بعده

الإثنين، 04 يناير 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البيان المفاجئ الذى أصدرته الداخلية السعودية بتنفيذ القصاص «الإعدام» فى 47 متهما بالإرهاب، بينهم القيادى الشيعى باقر النمر، لن يمر مرور الكرام، فطبول الحرب الطائفية الكبرى يبدو أن دقاتها موقوتة بالعام الجديد، والمستوى الثانى من الربيع الدموى العربى بحسب التخطيط الأمريكى يبدو أن موعده مرهون بانتهاء الاحتفالات بالسنة الجديدة، ووداع القديمة بكل ما شهدته من كوارث ومواقف وانهيارات !!

الأسئلة كثيرة والتداعيات أكثر لبيان الداخلية السعودية، أولها لماذا الآن؟ هل هناك تقييم أمنى حقيقى لقرار الإعدام الجماعى؟ ماذا عن رد فعل طهران؟ وهل نسيت السعودية التهديدات الرسمية لأية الله على خامنئى؟

أما التداعيات فقد بدأت بالمظاهرات الشيعية بالمنطقة الشرقية وتحديدا بالقطيف، ولا أعتقد أنها ستنتهى سريعا، رغم كل الإجراءات المتوقعة لإخمادها، كما أن الحدود العراقية السعودية والحدود الإيرانية السعودية لن تعود ساكنة تماما كما كانت قبل قرار «الإعدامات»، فهل المملكة مستعدة لجبهات جديدة أسخن وأكثر دموية من الجهة اليمنية بالجنوب؟

الاحتجاجات شديدة اللهجة من الخارجية الإيرانية، والرد التصعيدى السعودى عليها يبدو أنه مقدمات لما بعد، وليس مجرد رد فعل لتسجيل موقف أو أزمة محدودة جديدة، ضمن الأزمات المتراكمة بين الرياض وطهران، وإن كان الأمر كذلك وهو بالفعل، فهل درست السعودية وإيران مواطئ أقدامهما فى هذه الأزمة المتصاعدة بسرعة؟

الموقف الأمريكى غامض كالعادة فى مثل هذه المواقف، فهو يتراجع خطوة إلى الوراء ليكتفى بالتحذيرات من خطورة تصاعد الصراع الطائفى فى المنطقة، وكأن واشنطن لم تصمم البرنامج أصلا، ولم تضع خريطة الصراع الطائفى بين السنة والشيعة والمسلمين والأقباط، وغلاة السنة وسائر الإثنيات والعرقيات الأخرى! لكن إذا كنا نعرف طبيعة البرنامج الأمريكى للحرب الطائفية فى الخليج والشرق الأوسط، فكيف ننجر لتنفيذه بحذافيره كما تقول عناصر البرنامج؟ وكيف نتغاضى فى الدول العربية عن المخاطر التى يتضمنها المشروع الأمريكى بالحرب الدموية والفوضى، وتفتيت المجتمعات الكبرى بالحرب الأهلية ثم التقسيم إلى دويلات؟

هل غابت عن أذهاننا تفاصيل الحرب العراقية الإيرانية فى الثمانينيات من القرن الماضى لاحتواء طهران بدوافع وتخطيطات أمريكية؟ وكيف تورط صدام حسين إلى حرب إبادة دموية دفع العراق فيها ثمنا باهظا، وهل نسينا حرب تحرير الكويت التى قسمت العرب وقصمت ظهورهم ودمرت العراق تماما وصولا إلى غزوه وتفتيته كما نراه الآن؟ لماذا إذن نسمح بالسيناريو الأمريكى الأسود يتكرر فى المنطقة، وكأننا منومون مغناطيسيا أو كأننا نتلقى الأوامر بالتدمير الذاتى فنهرع إلى التنفيذ وكأن فى ذلك خلاصنا؟

التنسيق السعودى مع تركيا من جانب ومع مصر من جانب آخر لمواجهة أى عدوان إيرانى محتمل، أمر إيجابى، رغم عدم الثقة فى نظام أردوغان، لكن هذا التنسيق لا يحل المشكلة بل يزيد مساحة الحرب الطائفية فى المنطقة، كما أن الاعتماد على الراعى الأمريكى لتوفير الدعم والسلاح والحماية أحيانا فى مواجهة طهران ليس مضمونا مائة فى المائة، والدروس القديمة تؤكد ذلك بوضوح. إذن لا بد من التحرك وبسرعة لاحتواء تصاعد الأزمة الناتجة عن تنفيذ قرارات الإعدام فى السعودية داخليا وخارجيا، فآخر ما تحتاجه الرياض حاليا هو إشعال الفتنة واستمرار الاحتجاجات فى المنطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، كما أن التراخى فى احتواء الأزمة مع طهران والسماح بوصول الأمر إلى مناوشات عسكرية أو تحرك الحرس الثورى لتنفيذ عمليات داخل الأراضى السعودية، سيكون طريقة اللاعودة فى حرب دموية تمتد إلى المصالح السعودية المتشابكة من لبنان إلى سوريا وحتى اليمن.

هل من عقلاء يجنبون المنطقة حربا مجنونة أخرى، أم أن الجميع اتفقوا على المضى قدما فى المشروع الأمريكى لتدمير المنطقة؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوسارة

السعودية

لن نرضخ للايراني لو نتفتت ونفى هذا هو الموجز

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

ايران ارهابية

عدد الردود 0

بواسطة:

الأسواني

لقد أسمعت لو ناديت حيًا

مقال موضوعي ومهم.

عدد الردود 0

بواسطة:

كري الكعبي

اجرام ال سعود

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد الدين جمال

السياسة الجديدة متسرعة

عدد الردود 0

بواسطة:

كاظم العراق

المرجع الشيعى اية الله السيد الحسنى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة