مرصد الأزهر: رسائل داعش استنساخ لرسالة "هولاكو" زعيم التتار لمظفر الدين قطز.. والتهديد غير معروف بالحضارة الإسلامية.. والقضاء على التنظيم لايعنى أن ينعم العالم بالأمن.. والحل فى تكاتف المجتمع الدولى

الثلاثاء، 05 يناير 2016 01:38 م
مرصد الأزهر: رسائل داعش استنساخ لرسالة "هولاكو" زعيم التتار لمظفر الدين قطز.. والتهديد غير معروف بالحضارة الإسلامية.. والقضاء على التنظيم لايعنى أن ينعم العالم بالأمن.. والحل فى تكاتف المجتمع الدولى تنظيم داعش الإرهابى
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربط أحدث تقارير مرصد الأزهر الشريف ما بين فكر تنظيم داعش الإرهابى، والتتار قديما، وقال التقرير: لا نجد لفكر داعش المنحرف الذى يتفنن فى صناعة الرعب مثيلا فى تاريخ البشرية كلها سوى فى رسائل التتار، فرسائل داعش ليست سوى استنساخ لرسالة زعيم التتار هولاكو لمظفر الدين قطز.

وقال مرصد الأزهر الشريف، فى أحدث تقاريره، التى صدرت اليوم الثلاثاء، إن منهج داعش فى تهديداته يعتمد على استخدام فيديوهات ذات طابع هوليودى، حيث المؤثرات البصرية، والأصوات الخلفية التى تبعث الرهبة، مع استخدام عبارات تهدف إلى بث الذعر مثل التهديد بسبى النساء والأطفال وسلب الأموال، وعرض مشاهد ذبح ودهس وإعدامات عشوائية ودماء متناثرة.

وأشار مرصد الأزهر إلى أن السعى لاكتساب صيت أو نفوذ عالمى من أجل قيادة فكرة الجهاد الإسلامى والتفوق على القاعدة فى هذا الأمر، يعد من أهم دوافع التنظيم وراء مثل هذه التهديدات فى تلك الدول على كثرتها.

وتابع التقرير : يعتمد داعش فيما يبثه من تهديدات على أن يكون التهديد – فى أغلب الحالات - بنفس اللغة التى تتحدثها الدولة الموجه لها التهديد، وعبر أشخاص ينتمون إلى تلك الدولة، ويتحدثون لغتها بطلاقة لا تليق إلا بمن هى لغته الأم، مستغلا وجود أتباع له من 86 دولة حول العالم، وهو يقصد من ذلك التأثير، من ناحية، على المسلمين الذين ينتمون إلى الدولة المعنية بإغرائهم بالانضمام إليه، ومن ناحية أخرى، بث الرعب فى نفوس الشعوب من خلال التأكيد على أن لديه أتباعا من بنى جلدتهم.

وتوصل التقرير إلى أنه من الواضح أن داعش قد أعلن الحرب على العالم كله تقريبا، إذ لم يسلم أحد تقريبا من تهديدات الجماعة التى شملت مختلف الدول مهما كان انتماؤها أو عقيدتها أو فكرها، ولا حتى من يحسبون أنفسهم على الفكر الإسلامى سلموا من ذلك التنظيم الذى يعد نفسه الممثل الأوحد للإسلام.

ولا تقتصر تهديدات داعش على الدول فقط، وإنما تتعدى ذلك لتشمل رؤساء ووزراء وشخصيات مؤثرة فى الدول المختلفة، مما يعنى أنه يتابع عن كثب الشأن الداخلى لكثير من الدول.

أما ما يخص ردود أفعال الدول حول تلك التهديدات، فقد أعلنت معظمها تشديد إجراءات الأمن، مثل أستراليا التى رفعت مستوى الخطر إلى المستوى الأوسط، وإسبانيا التى رفعت درجة التأهب إلى المستوى الرابع من خمسة، وإيطاليا التى كثفت قواتها الأمنية فى الفاتيكان، وبريطانيا التى أكد رئيس وزرائها أن قوات الأمن بها تعمل بأعلى كفاءة لها.

كما اختلفت ردود أفعال الدول، فقد اختلفت كذلك ردود أفعال الشخصيات التى هددها التنظيم، ما بين من تناولها بالسخرية، مثل رئيسة الأرجنتين، ومن رفع مستوى الحذر وشدد الإجراءات الوقائية مثل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال المرصد أن ردود الأفعال الدولية هذه، والتى جاء معظمها باتخاذ إجراءات احترازية، تعطينا لمحة عن مدى تأثير تلك التهديدات الإرهابية وإثارتها الرعب فى كل مكان، مما أدى إلى فزع عمّ العالم بأجمعه، وهكذا نجد أن شر هذا التنظيم لم يعد قاصرا على الأماكن التى فرض سيطرته عليها، وإنما امتد لدول تقع فى النصف الآخر من الكرة الأرضية.

وأشار مرصد الأزهر الشريف إلى أن لغة التهديد التى نراها فى رسائل داعش للدول والقادة والمواطنين الآمنين والتى تهدف إلى بث الرعب فى نفوس البشر غير معروفة فى تاريخ الحضارة الإسلامية، التى ما أرسل معلمها وهاديها بالسيف رحمة للعالمين - كما قال أحد جزّارى الجماعة- وإنما أرسل بالعلم والهدى رحمة للعالمين؛ إذ لم يثبت عن نبى الرحمة – صلى الله عليه وسلم - أنه ذبح أحدا أو أحرق أحدا محاربا كان أو أسيرا، بل ثبت عنه أنه ما جهز جيشا إلا أمر جنوده بقوله: "ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا فانيا ولا منعزلا بصومعة، ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء"، فأوجب بذلك رحمة الإسلام بالبشر والشجر والجماد والحجر.

وعندما أساء أحد اليهود الأدب فى حديثه مع النبى - صلى الله عليه وسلم- نظر إليه سيدنا عمر -رضى الله عنه- وعيناه تدوران فى وجهه من الغضب، ثم قال: يا عدو الله! أتقول لرسول الله ما أسمع، وتصنع ما أرى؟! والذى بعثه بالحق، لولا ما أُحاذر من لومه لضربت بسيفى هذا رأسك. فيرتعد اليهودى ويخاف ويضطرب، وإذا بالنبى ينظر إلى عمر ويبتسم فى سكون وتؤدة، ثم يقول: (يا عمر! أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك؛ أن تأمرنى بحسن الأداء، وتأمره بحسن الطلب، اذهب يا عمر! فأعطه حقه، وزده عشرين صاعاً جزاء ما روعته).

فالنبى يرفض ترويع اليهودى رغم أنه أساء الأدب، ويأمر الفاروق أن يعطيه حقه وزيادة ليعوضه عن الرعب الذى أصابه، وليعلمنا أن الإسلام لا يقبل بتخويف المواطنين الآمنين.

وقال مرصد الأزهر الشريف: لا نجد لفكر داعش المنحرف الذى يتفنن فى صناعة الرعب مثيلا فى تاريخ البشرية كلها سوى فى رسائل التتار، فرسائل داعش التى عرضناها فيما سبق ليست سوى استنساخ لرسالة زعيم التتار هولاكو لمظفر الدين قطز، والتى جاء فيها: (إنا نحن جند الله فى أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكر، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا الطلب، فأى أرض تؤويكم، وأى طريق تنجيكم، وأى بلاد تحميكم؟! فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع).

واختتم المرصد تقريره إن تهديدات هذه الفئة الباغية لم تعد تقتصر على دولة بعينها أو منطقة دون غيرها، فقد طغى التنظيم الإرهابى وبغى وأفسد فى الأرض حتى لم يعد هناك سبيل لردعه سوى تضافر جميع الجهود الدولية من أجل تخليص العالم من شره ليعيش الناس فى هذه الأرض مطمئنين على أنفسهم وعقيدتهم، ولا نبغى أن نغفل أن القضاء على تنظيم وحشى كتنظيم داعش لا يعنى أن ينعم العالم بالأمن والسلم، فلم يكد العالم يطمأن إلى انكسار تنظيم القاعدة حتى استيقظ على خطر جديد يُدعى "داعش" بل ربما ظهر غيره من التنظيمات الأشد تطرفا، إن الحماية الحقيقية تكمن فى إعداد جيل من شباب المستقبل على درجة من الوعى والحكمة يستطيع أن يتفهم معانى الخير والحق التى تتبناها كل الأديان ولو كانت غير سماوية وأن يدرك الجميع جيدا أن كل قتل أو عنف باسم أى دين ما هو إلا ستار لتحقيق مصالح أخرى؛ فاستئصال الفكر المتطرف أبقى من الاكتفاء باستئصال جماعة بعينها.

وأن تهديد الغير والتعدى عليه بأى نوع من أنواع التعدى هو أمر مخالف لشريعة الإسلام التى ترفض أعمال العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين بغير حق، بل إن نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم شدد على إنكار التهديد بالسلاح ولو بالمزاح حيث قال (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي) وكيف لا والإسلام يدعو إلى التعايش السلمى، فهو دين رحمة وإفشاء سلام؛ دين يعظم قدر الأمن ويعتبره أحد مقومات الحياة الرئيسة حيث يقول المصطفى:) من أصبح منكم آمناً فى سربه، معافى فى جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها)، دين يوجب العدل مع المسلمين ومع غير المسلمين، حتى لو لم يكونوا معاهدين أو مستأمنين أو أهل ذمة، يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى".



موضوعات متعلقة..


المشرف على مرصد الأزهر: نرصد جميع القنوات وليست المسيحية فقط

تنظيم داعش يهاجم ميناء السدر النفطى الليبى لليوم الثانى

تنظيم داعش يختطف 25 شابا غربى كركوك العراقية








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة