وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية تصطاد بالماء العكر.. تقارير تراهن على مزيد من التصعيد بين السعودية وإيران وإشعال المنطقة.. وتزعم: يندلع "صدام دينى".. ومحلل يؤكد: الحرب ستبقى باردة

الثلاثاء، 05 يناير 2016 07:51 م
وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية تصطاد بالماء العكر.. تقارير تراهن على مزيد من التصعيد بين السعودية وإيران وإشعال المنطقة.. وتزعم: يندلع "صدام دينى".. ومحلل يؤكد: الحرب ستبقى باردة مظاهرات شيعة إيران ضد السعودية
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محاولة للاصطياد بالمياه العكرة، وتأجيج الأوضاع المشتعلة فى المنطقة خرجت وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإسرائيلية الكبيرة بالعديد من التقارير تراهن على ذهاب المنطقة نحو حرب كبيرة بين السعودية وإيران، بعد تأزم العلاقات بينهما مؤخرا وقطع المملكة العلاقات الدبلوماسية مع طهران وإلحاق عدد من الدول العربية بها.

وقال المحلل الإسرائيلى المتخصص بالشئون العربية تسفى برائيل، فى تقرير له بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران يعتبر، ظاهرا، مجرد خطوة أخرى رسمية تلخص منظومة العلاقات المهشمة أصلا بين العائلة المالكة السنية والجمهورية الإسلامية، وكانت قمة ذلك إعدام القيادى الشيعى المتطرف نمر باقر النمر إلى جانب 46 مدانا آخر بعمليات ارهابية وبالمس بأمن الدولة، وبعضهم من نشطاء القاعدة.

وأضاف برائيل أن السعودية نفذت الإعدام على الرغم من الاحتجاج الدولى من جانب الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية التى تخوفت من اندلاع حرب طائفية فى الشرق الأوسط. وجاء الرد فورا من طهران، حيث تم إحراق سفارة السعودية، ما اضطر طاقمها إلى الهرب لإنقاذ أنفسهم، ورغم أن الرئيس حسن روحانى شجب إحراق السفارة وطالب باعتقال المتهمين، إلا أن السعودية قامت بقطع علاقاتها مع طهران.

السعودية لم تردد فى قطع العلاقات مع إيران


وأضاف برائيل أن السؤال هو ما إذا كانت السعودية قد قدرت حجم الرد على عملية الإعدام وخلقت عمدا ذريعة لقطع العلاقات، مشيرا إلى أنه حسب مصادر عربية فإن الجواب إيجابى، وهذه المصادر تشير إلى أن السعودية لم تتردد فى قطع علاقاتها مع قطر، عندما اعتقدت بأنها تتآمر على قيادتها فى الشرق الأوسط، والرياض لم تكن بحاجة فى حينه إلى حدث كبير من أجل جر اتحاد الإمارات والبحرين من خلفها، وهكذا الان، فقد اعلنت البحرين، أمس الاثنين، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، فيما أعلنت الإمارات المتحدة عن تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسى الإيرانى على أراضيها، كما أعلنت السودان عن طرد السفير الإيرانى رغم انه كانت تربطها علاقات جيدة مع إيران فى السابق.

الإعدام فى إيران


وأوضح المحلل الإسرائيلى، أن الإعدام فى السعودية وإيران ليس مسألة نادرة، فحتى شهر يونيو من العام الماضى، أعدمت إيران حوالى 700 شخص، بينهم نشطاء سنة، وحتى نهاية السنة أعدمت السعودية حوالى 150 شخصا، لكنه طالما تم التعامل مع عمليات الإعدام كنتاج لمخالفات جنائية، كان الاهتمام العالمى يتوقف على الشجب وإعداد تقارير لا أهمية لها من قبل جمعيات حقوق الإنسان.

وأضاف برائيل أن حقوق الإنسان فى إيران والسعودية محاصرة داخل اسوار، تم بناء بعضها "تطوعا" من قبل القوى العظمى الغربية من اجل منع التوتر الذى من شأنه المس بالمصالح الاستراتيجية، كالاتفاق النووى مع إيران او الحفاظ على التحالف بين الرياض وواشنطن، لكنه من شأن القضية الحالية ان تسفر عن تأثير بعيد المدى، وليس فقط على العلاقات بين السعودية وإيران.

وقال برائيل إن طوال أكثر من ثلاث سنوات، منذ اعتقال الشيخ نمر النمر فى السعودية، عملت إيران على رفع شأنه وإبرازه كبطل وكرمز يجب العمل لإنقاذه من السجن السعودى، كما قامت وسائل الاعلام الإيرانية بنشر الاخبار باللغة العربية، ضخمت صورة النمر وطالبت السعودية بإطلاق سراحه، وخلال محادثات سرية وخطابات علنية طالبت إيران السعودية بعدم المس به وحذرت من ردود الفعل المحتملة فى حال حدوث ذلك، مشيرا إلى أن تضخيم صورته هو ما أوضح للسعودية بأنها تحتجز كنزا "استراتيجيا" ضد إيران، ويمكن استخدامه بعدة أشكال، مثلا فى شريط يعرض صورا لمتظاهرين شيعة وهم يرشقون زجاجات حارقة على سيارة أمن سعودية.

تأثير المحادثات النووية على العلاقات بينهم


وأضاف المحلل الإسرائيلى أنه قبل حوالى سنة، عندما كانت المحادثات النووية فى قمتها، ألمحت إيران علانية الى رغبتها بتحسين علاقاتها مع السعودية، وجرى الحديث فى حينه عن امكانية قيام وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف بزيارة السعودية. وفى تلك الفترة اوضحت إيران بانها ترغب بمناقشة قضية نمر النمر. لكن السعودية لم تسارع الى الرد، رغم الاهمية التى اولتها الولايات المتحدة للتقارب بين القوتين العظميين فى المنطقة، لأن المملكة عينت نفسها على رأس الحربة ضد الاتفاق النووى.

وأوضح برائيل أنه خلال محادثات سرية اوضحت الرياض للإدارة فى واشنطن، بأنها تعتبر الاتفاق النووى بمثابة خيانة للسياسة المعادية لإيران التى تم تنسيقها بين السعودية وواشنطن، لقد كان التخوف السعودى، ولا يزال، هو ان تقوم الولايات المتحدة بتفضيل إيران على السعودية، وان تكون لرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران نتائج محفوفة بالمخاطر، تؤثر على مكانة السعودية فى الشرق الاوسط وعلى اقتصادها.

وقال برائيل: إنه لم تقتنع السعودية خلال محادثات التهدئة التى اجراها الرئيس الامريكى براك اوباما ووزير خارجيته، جون كيري، مع الملك السعودى وقيادة المملكة، خاصة بعد ان فهمت بأن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات فى مسألة الحرب الاهلية فى سورية. بعد اربع سنوات من الصمود فى رفض استمرار رئاسة الاسد لسورية، اهملت الولايات المتحدة هذه السياسة لصالح اتفاق روسى – إيرانى وامريكى، وطلب الى السعودية بهز رأسها وعدم المس بالتفاهمات.

وأضاف المحلل الإستراتيجى الإسرائيلى، قائلا: "هكذا، جلس مسئولون كبار من السعودية وإيران فى فيينا لأول مرة، حول طاولة مفاوضات مع الولايات المتحدة، ومجموعة من الدول التى دعيت للتفاوض حول حل سياسى لسورية. ولكن جلوسهم لم يطل. فقد دعت السعودية عددا من ممثلى الميليشيات ورجال المعارضة السورية للاتفاق على خطوط الحوار السياسى الذى ستجريه مع النظام السورى وهوية المجموعات التى ستمثل المعارضة، وأصيبت إيران بالغليان، فقد رأت بأن الهدف من هذه اللعبة هو سحب البساط من تحت اقدامها، ونقل رافعة التأثير على الحوار الى السعودية، خاصة التأثير على هوية المشاركين فيه، كما ان التحالف السنى الذى اعلن الملك سليمان عن تشكيله الشهر الماضى، لمحاربة الارهاب تم اعتباره فى إيران، وبحق، بأنه يسعى الى كسب التأثير ويحاول صد تأثير طهران اكثر من كونه يهدف لمحاربة الارهاب".

ولفت برائيل إلى أنه من التلميحات الاخرى الواضحة، على نية السعودية "ملاحقة" إيران فى كل مكان فى الشرق الاوسط، كان اعادة فتح السفارة السعودية فى بغداد، الاسبوع الماضى، بعد 25 سنة من قطع العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع العراق، حيث إن العراق ذات الغالبية الشيعية والتى تعتبر خاضعة للحماية الإيرانية، تحولت مع مرور السنوات الى حلبة للصراع بين المملكة والجمهورية الاسلامية، هذا بالإضافة الى الحرب التى تديرها الرياض فى اليمن ضد المتمردين الحوثيين الذين يعتبرون موالين لإيران، او على الأقل خاضعين لحمايتها.

وخلص برائيل تقريره قائلا: "يمكن للتصدع بين إيران والسعودية ان يؤخر، اذا لم يفشل، الجهود الدبلوماسية المبذولة لحل مسألة الحرب الأهلية فى سوريا واليمن، لأنه الان، اضيفت الى عدم التفاهم الذى ميز مواقف الطرفين فى السابق، والذى أثر على مواقف الولايات المتحدة وروسيا، شواحن قومية ودينية وعاطفية. ويسود التخوف من امكانية ان تعرقل هذه الشواحن الاعتبارات العقلانية والسياسية التى ينبغى أن تشكل أساسا للجهود الدبلوماسية".

الحرب ستبقى باردة


وفى السياق نفسه، قال الدكتور سولى شاهفير، رئيس مركز دراسات إيران والخليج الفارسى فى جامعة "حيفا" الإسرائيلية، خلال تقرير له نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه فى الوقت الذى تنشغل فيه إسرائيل بانتفاضة السكين، والبحث عن المهاجم فى شارع ديزنجوف وسط تل أبيب، تشتد نقطة مواجهة اخرى فى احدى اكثر المناطق اشتعالا فى العالم وهو الخليج العربى، حيث تم إعدام رجل الدين الشيعى الرفيع فى السعودية، رغم تحذيرات قادة إيران بشأن أبعاد هذا العمل، وبالفعل لم يتأخر الرد الإيرانى، حيث تم إحراق وتخريب السفارة السعودية فى طهران، والقنصلية فى مشهد، وفى أعقاب ذلك تم قطع العلاقات بين البلدين.

وأضاف شاهفير: "لقد لاح التدهور بين البلدين مع تأسيس الجمهورية الاسلامية الشيعية فى إيران فى 1979، وصول نظام دينى شيعى متطرف، له تطلعات وطموحات تفوق بكثير الحدود الإيرانية، شكل تحديا كبيرا للأنظمة السنية فى المنطقة، ومن بينها القيادة فى السعودية، ذات الخط الدينى السنى".

37 عام من الخلافات بين إيران والسعودية


وأضاف الخبير الإسرائيلى فى الشأن الإيرانى أنه كانت هناك الكثير من نقاط التوتر بين البلدين خلال الـ37 عاما الأخيرة، يمكن الإشارة منها إلى الدعم السعودى للعراق خلال حربه مع إيران، وموت مئات الحجاج الشيعة خلال موسم الحج فى 1987، وعملية الخبر فى 1996، مضيفا: "لا شك أنه فى اعقاب أحداث الربيع العربى تصاعد التوتر بشكل اكبر، ويمكن العثور على تعبير لذلك فى الاجتياح السعودى للبحرين فى 2011 من اجل القضاء على التمرد الشيعى هناك، وفى الجولة الجديدة من المواجهة التاريخية ين السنة والشيعة، خاصة فى سورية والعراق واليمن".

وتسأل شاهفير، لماذا قررت السعودية الان اللجوء الى عملية تعتبر بمثابة "صب الزيت على النار"؟، قائلا: "ربما يكمن الجواب فى حقيقة إنه يحتمل بأن السعودية ترى فى تصعيد الصراع خدمة لمصالحها، حيث أن إيران التى كانت، حتى الاتفاق مع الغرب فى 2015، معزولة وتخضع لعقوبات قاسية، تقف الان على عتبة إزالة هذه العقوبات وعودتها إلى أحضان أسرة الشعوب، وهى تقوم بدور فى حل الأزمة السورية، وقام عدد من وزراء الغرب بزيارة طهران، ويجرى الحديث عن انضمامها إلى تنظيم التجارة العالمى. وبالإضافة الى ذلك، ينظر الغرب إلى إيران على أنها إحدى القوى المركزية التى يمكنها وقف داعش".

وأضاف شاهفير، "ان امكانية حصول إيران على مكانة اقليمية ودولية افضل من الماضى، تعتبر شوكة فى عيون السعوديين، ولهذا السبب ربما يمكن لتصعيد الصراع ضدها ان يقود الإيرانيين الى تنفيذ خطوات من شأنها ان تعرضهم مرة اخرى الى العقوبات"، حسب زعمه.

وأوضح المحلل الإسرائيلى، أنه ربما يلعب النفط، ايضا، دورا فى معايير السعودية، حيث أنه فى الوقت الذى تتضخم فيه مصروفاتها (تكلفة الحرب فى اليمن، ودعم السنة فى الصراع السنى – الشيعى، والبطالة المتزايدة فى صفوف الشباب)، يتواجد سعر النفط – الذى تعتمد عليه اساسا فى دخلها القومى – فى تراجع مستمر، وهذا كله أدى إلى عجز كبير وتقليص احتياط العملة الأجنبية فى السعودية، ويسود التخوف من تصفية هذا الاحتياط خلال خمس سنوات، ولذلك فان تصعيد الصراع يمكنه ان يعيد رفع اسعار النفط، الامر الذى سيزود السعودية بهواء للتنفس.

وأنهى المحلل الإسرائيلى تقريره متسائلا: "الى أى وجهة يمكن أن ينحى التوتر الحالي؟"، مضيفا: "لا يمكن لأى من البلدين السماح لنفسه بالدخول فى مواجهة مباشرة، ولذلك يمكن الافتراض بأن يتواصل بل ويتزايد دعم كل منها للميليشيات وللجهات الحليفة فى المنطقة، كما يمكن الافتراض بأن ذلك لن يحث المساعى المبذولة لإنهاء الحرب فى سوريا واليمن".

إيران والسعودية.. صدام دينى


كما تناول رئيس قسم دراسات إسرائيل فى الشرق الأوسط والعلوم السياسية فى "جامعة اريئيل" الإسرائيلية الدكتور رونين كوهين، فى مقال له بصحيفة "يسرائيل هايوم" الأزمة بين البلدين قائلا: "إن المملكة العربية السعودية، احدى الدول المتنورة والمتطورة فى الشرق الأوسط، قررت اعدام 47 ناشطا ارهابيا بينهم رجلان شيعيان – أحدهما القيادى الدينى الإيرانى نمر باقر النمر. وتم تكريم هؤلاء جميعا بقطع الرؤوس – وهو تقليد يحتفظ به فى الاسلام للكفار فقط".

وأضاف كوهين، قائلا: "إنه فى عالم يفتقد الى المشاعر، كعالم الاعدام، تعتبر إيران آخر دولة يمكنها التذمر امام غيرها فى هذه المسألة، فإيران التى تعدم مئات الناس سنويا، بتهم مختلفة ومستهجنة (بدء من الملاحقة السياسية وحتى تهمة المثلية الجنسية)، تدعى ان اعدام الواعظ الشيعى هو بمثابة اعلان حرب من قبل السعودية على العالم الشيعى، لقد نسى القيادى الشيعى الإيرانى، احمد خاتمى، الذى دعا الى تدمير السعودية، ان لديه فى البيت يعدمون الناس على مخالفات أقل بكثير من المس بأمن الدولة وفى هذه الحالة المقصود أمن السعودية".

وأضاف الخبير السياسى الإسرائيلى: "أن التوتر الدينى بين إيران والعربية السعودية القائم على مدار اربعة عقود، منذ اقامة الجمهورية الإسلامية، ومنذ بدأت إيران مؤخرا بالاهتمام بشكل اكبر بالأقليات الشيعية فى الشرق الأوسط، خاصة، وفى الأساس، فى العربية السعودية. المنافسة بين رجال الدين فى إيران فى كل ما يتعلق بإعلان الحرب هذه وغيرها ضد العربية السعودية، تحول الى رياضة، مرة كان بسبب مساعدة لسعودية للمستبد العراقى صدام حسين، ومرة بسبب الربيع العربي، ومرة بسبب القتلى الشيعة خلال الحج، ومرة لسبب دينى كهذا".

أزمة الإعدام تشعل الحرب الإقليمية الباردة


وبعد دخول دولة الاحتلال الإسرائيلى فى بورصة التنبؤات حول الأزمة السعودية – الإيرانية الأخيرة، مرجحة نشوب حرب محتملة بين الجانبين بعد تأزم العلاقات بينهما مؤخرا بداية من إعدام المملكة للقيادى الشيعى نمر باقر النمر، وحرق السفارة والقنصلية السعودية بإيران ثم قطع الرياض للعلاقات تماما مع الدولة الإيرانية، قال الخبير الإستراتيجى بالإذاعة العامة الإسرائيلية يوسى نيشر، خلال تقرير له حول الأزمة، إن الحرب الباردة الإقليمية بين الرياض وطهران، والطائفية - بين السنة والشيعة تدخل مرحلة تصعيدية جديدة على خلفية أزمة إعدام "النمر" ثم الرد الإيرانى الذى تمثل فى المحاولة لإثارة شبه انتفاضة شيعية إقليمية بالتزامن مع اقتحام السفارة السعودية فى طهران، وهو ما دفع بالقيادة السعودية ثم البحرانية إلى إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وسط حرب كلامية بين الدولتين وحشد كل طرف لحلفائه فى المنطقة، على حسب قوله.


احتدام الحرب الباردة وقطع العلاقات


وأضاف نيشر، أنه بالنسبة لطهران كان إعدام نمر باقر النمر، رجل الدين الشيعى البارز الذى كان معروفا بهجومه على القيادة السعودية، وهو من منطقة "القطيف" فى الشرق السعودى حيث تقطن أقلية شيعة، بمثابة شبه اعلان حرب او خطوة تصعيدية على الاقل فى سياق الحرب الطائفية بين السنة والشيعة والحرب الاقليمية بين الرياض وطهران التى كانت قد انطلقت من بيروت وامتدت منها الى دمشق وبغداد وصنعاء واحتدمت بالاتفاق النووى بين طهران والغرب.


تغير السياسة السعودية تجاه إيران بعد الملك عبد الله


فيما قال الدكتور نورى زاده، مدير مركز الدراسات الإيرانية فى لندن، فى تصريحات خاصة لإذاعة "صوت إسرائيل": "إن طهران لم تدرك مدى التغيير الذى طرأ على سياسة السعودية تجاه إيران بعد رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز".

وأعرب زاده، خلال حديثه مع المحلل الإسرائيلى، عن اعتقاده بان القيادة الإيرانية فى طهران على ما يبدو لم تدرك مدى تغيير قواعد اللعبة والمنهج السعودى الذى طرأ بعد رحيل الملك عبد الله، وتولى الملك سلمان زمام السلطة فى المملكة السعودية.

وأضاف المحلل الإيرانى، أن عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ضد "الحوثيين" فى اليمن المدعومين من طهران، كانت بمثابة إنذار لإيران بان القيادة السعودية الجديدة لن تتحمل التدخلات الإيرانية فى شئونها وشئون حلفاءها والدول المجاورة مثل اليمن.

القيادة السعودية تتحدى طهران


وقال زاده: "بالفعل القيادة السعودية كانت قد عينت سفيرًا لها قبل أسبوعين فى طهران، وإيران بدورها وافقت على تسميته وكان من المقرر ان يتوجه السفير السعودى المعين الى العاصمة الإيرانية خلال بضعة أيام، ولكن اقتحام السفارة السعودية فى طهران والقنصلية السعودية فى مشهد من قبل إيرانيين كان بالنسبة للرياض تجاوزًا إيرانيًا للخطوط الحمراء السعودية، خاصة بعد تولى القيادة الجديدة برئاسة الملك سلمان زمام الحكم فى الرياض وهذه القيادة معنية بالتحدى وليس بالمساومة مع طهران".

وساطة للتهدئة وانعكاس الأزمة إقليمية


وقال المحلل الإسرائيلى، إنه برغم من ذلك فإن نورى زاده لا يعتقد بأن القيادة الإيرانية معنية اليوم بتأزيم العلاقة أكثر مع الرياض، ولذلك أكثر من جهة دولية مثل واشنطن وموسكو تدعو الطرفين إلى إبقاء باب الحوار مفتوحًا، حتى الرئيس الإيرانى حسن روحانى كان من المقرر أن يزور السعودية منذ انتخابه رئيسًا لإيران ولكن بسبب تحفظات المرشد الأعلى الإيرانى خامنئى لم تتم هذه الزيارة حتى الآن.

وأوضح زاده أن الفجوات بين البلدين عميقة وواسعة ولذلك هما بحاجة اليوم الى وسيط خارجى لاحتواء الازمة بينهما، حيث إن السعودية تطالب طهران بالتوقف عن التدخل فى اليمن أولًا وفى البحرين، ثانيًا وأيضًا بعدم تجاهل قواعد اللعبة وحدودها فى دول مثل سوريا ولبنان، لافتا إلى أن لبنان بلا رئيس منذ فترة طويلة بسبب دعم إيران لحزب الله.

ورأى المحلل الإيرانى أن الأزمة الحالية بين طهران والرياض قد تنعكس سلبًا على المحاولات والجهود الإقليمية والدولية لتسوية بعض الملفات الاقليمية مثل الملف السورى الذى تلعب فيه الدولتان دورًا محوريًا.

سيناريوهات التصعيد


وفيما يتعلق بسيناريوهات التصعيد، قال الخبير الإسرائيلى خلال تقريره، إنها لن تشمل بالضرورة المواجهة المباشرة بين الدولتين، حيث أن طهران ليست معنية بفقدان ما تعتبره إنجازات الاتفاق النووى مع الغرب، بمعنى احتمال رفع العقوبات الدولية لإنعاش اقتصادها والعودة الى المجتمع الدولى ولذلك ليس من المستبعد ان يتمثل التصعيد المستقبل بين الرياض وطهران فى احتدام الحرب الباردة بين الدولتين فى ساحات القتال الإقليمية المختلفة مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان.

وأضاف نيشر، أن طهران ليس من المستبعد ان تلجأ الى تعزيز اسلوب المواجهة غير المباشرة مع الرياض وذلك عبر التحريض ودعم الاقليات الشيعية فى السعودية وفى البحرين فى محاولة لزعزعة الاستقرار فى الدول الخليجية السنية.

وقال المحلل الإسرائيلى، إنه بالنسبة للرياض ففى إمكانها حشد حلفاءها السنة لتعميق عزلة طهران اقليميا والرد عن طريق دعم العرب السنة فى إيران ومعقلهم المحافظات الجنوبية الإيرانية خاصة خوزستان وهرمزكان وبوشهر على الساحل الشرقى للخليج، بالإضافة لأعداد قليلة فى محافظة خراسان، قرب الحدود مع أفغانستان، لافتا إلى أن كل ذلك يبقى فى هذه المرحلة فى سياق التكهنات ليس أكثر.


اليوم السابع -1 -2016









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Hadi

الخليج

هو الخليج بقى فارسي !!!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة