فجأة يتم إفراغ البيت تماما ممن فيه، فالأب متمرس فى إرسال أبناءه إلى عدة وجهات خارج البيت، ليخلو له البيت بطفلته، ذات الـ14 عاما، فقد عاد لتوه من جلسته مع أصدقائه ويريد أن يفرغ شهوته الجنسية بمعاشرة ابنته، كما تقول "س.ن" الضحية.
تفاصيل الجريمة بدأت عندما ألقت وحدة مباحث مركز بلقاس القبض على "ن.س" 41 سنة، عامل بناء، بعد أن تقدمت زوجته ببلاغ لمركز شرطة بلقاس، بمحافظة الدقهلية، ضد الزوج تتهمه فيه، بإجباره لابنته على معاشرتها جنسيا، معاشرة الأزواج، واستشهدت الطفلة بستجيل صوتى، قامت بتسجيله للوالد أثناء محاولته إرغامها على ذلك.
النيابة واجهت المتهم فاعترف بارتكاب الواقعة فأطرق رأسه، وبرر ذلك بأنه، مريض، وأنه يهيئ له بعدة تصرفات، وقام بمحاولة التظاهر بالإعياء أمام النيابة، وقال فى محضر التحقيق إنه مريض بمرض نفسى، وبعد أقاربه سلط عليه الجن، حسد وحقد عليه، وقامو بسحره عند أحد الدجالين، والجن هو الذى يدفعه لفعل ذلك مع ابنته.
وأضاف: حاولت الذهاب لدجالين وشيوخ من أجل إبطال العمل وفشلت، وفى كل مرة كنت أرفض أن أمارس الجنس مع ابنتى، كان الجن يهددنى بقتلها، وأحيانا يحضر على ويجبرنى على اغتصابها.
أما زوجته "إيمان.ج" 38 سنة، أكدت أن زوجها المتهم سليم، ولا يعانى من المس الذى ادعاه فى النيابة العامة، وأنه كان يباشر معها حقوقه الزوجية بشكل طبيعى، ماعدا الأوقات التى كان ينشب فيها خلافات بينهما، والتى وصفتها بالكثيرة، ولكن لا تعطيه مبررا لفعل هذا الفعل الدنئ مع ابنته.
وتقول "س.ن.س" الطفلة المغتصبة، إنه كان يتفنن فى إفراغ البيت من الجميع، ويقوم باستدراجها لغرفة النوم، وكنت أعانى من ذلك، ولطالما قلتله يا بابا كدا حرام، وكان يهددنى بالقتل، وكان يستغل أن ماما تذهب للعمل فترات طويلة، وبعد عنى فترة طويلة، ثم عاد لاستعمالى جنسيا مرة اخرى بشكل أكثر شراهة، وبشكل حقيقى، مهددا إياى بالقتل فى حين أخبرت أمى، فأنكرت منى ذلك، ولم تصدقنى.
وتضيف الفتاة: "كتبت لأمى ورقة.. سامحينى يا ماما أنا ههرب عشان مستقبلى ومستقبل العيلة، ثم عثرت على، وسألتنى لماذا فعلت ذلك، فقمت بعرض التسجيل الصوتى عليها، فأخبرت أمى أعمامى والذين حاسبوه على ذلك وقاموا بأخذ أمى لمركز الشرطة، وقدموا البلاغ"
فيما يقول عم الفتاة "أ.س" وشقيق المتهم: "أخى هذا فرع سيئ فى شجرة العائلة، ونحن براء منه أمام الله والناس، ولابد من قطع هذا الفرع ولابد أن يعدم، لكى يكون عبرة لكل بنى آدم، كيف لاتحرقه كلمة بابا وهى بتقوله حرام، ولما سمعت هذا التسجيل انفجر الدم فى عروقى، ولم أصدق نفسى، لذلك لن نحزن عليه إن تم إعدامه، نحن نريد أولادنا أن تتشرف بنا".
وعرضت النيابة، الطفلة المغتصبة على مفتش الصحة، بإدارة بلقاس الصحية، والذى أكد وجود تهتك بغشاء البكارة، وأن الفتاة فقدت عذريتها، وتظهر بعض الكدمات فى مناطق حساسة من جسدها، تظهر أنه تم الاعتداء عليها أكثر من مرة بعنف بالإضافة لآثار ضرب على جسدها.
وأكد الدكتور أحمد جاد، أخصائى الطب النفسى بجامعة المنصورة، أن أكثر حالات زنا المحارم، تكون بين الآباء والبنات، ويكون فى غالب الأمر الأب بين الثلاثين والأربعين من العمر، وهناك إحصاءات تشير إلى أن هذا النوع من الممارسات يتراوح بين 4،2%- 6،3% من الجرائم الجنسية، ولكن هناك من الإحصاءات التى تشير إلى أن النسبة تتعدى ذلك بكثير، حيث تصل إلى 15% من الجرائم الجنسية.
وأضاف "جاد": تكون الآثار النفسية لهذا النوع من الزنا قاسية ومدمرة، على الحالة النفسية للفتاة، حيث يتولد لديها خليط من مشاعر الكراهية والإحساس بالذنب إزاء الشخص الفاعل، أو المجتمع، أو الجنس ذاته، وقد يصيبها النفور الشديد من الرجال يؤدى بها إلى عدم الزواج، أوممارسة الشذوذ الجنسى، أوالبغاء أو جرائم ومشاكل نفسية متعددة.
وعن سبب حصر سن الأب، الذى يمارس زنا المحارم مع بناته، ما بين الثلاثين والأربعين، قال "جاد": أثبتت العديد من الدراسات أن هذه العلاقات خاصة بين الأب وابنته تكون ناجمة عن تدهور عضوى فى خلايا المخ، أو خلل فى التفكير عند الأب بسبب مرض عقلى أو بسبب الشيخوخة المبكرة، التى تظهر فى هذه السن، أو من الممكن إصابته بتصلب فى شرايين المخ، ولذلك له آثاره النفسية السالبة التى تؤدى إلى تدنى مشاعر وسلوك هذا الشخص، وإصابته بجوانب انتقامية جنسية وأخلاقية، فيخرج عن كافة الضوابط والنواهى والقوانين الإلهية والوضعية وتتداخل لديه معانى الحلال والحرام.
وتشير بعض الدراسات إلى أن القائمين بهذا الفعل، وهو زنا المحارم، بمختلف طبقاته، يعانون من اضطرابات نفسية وجنسية، وليس من الضرورى أن يكتشف المحيطون بهم ذلك، وكثيرا ما يكونون مصابين بفصام فى الشخصية أو أعراض مرضية سيكوباتية، وقد يكونون مصابين ببعض مظاهر وأشكال التخلف العقلى أو واقعين تحت تأثير إدمان الكحول أو المخدرات.
وتقول الدكتور راضية عبد الهادى، أستاذ علم الإجتماع بجامعة المنصورة: هناك العديد من حالات زنا المحارم، والتى قد تنتح عن جهل الطرفين بما يقومان به، فلقد وضعت حالات تحت الدراسة، وأثبتت الدراسة جهله بمدى خطورة الأمر، فالبعض يبرر لنفسه فى عقله الباطن بأنها ابنته وملكه، وجزء منه، ولا مانع من التعرى أمامها، كما يبرر البعض بأنه قد يكون ممارسة الجنس شئ محرم مع الأغراب بينما حلال للأقارب بهذه الدرجة، وذلك يعود لجهل يصاحبه اضطرابات فى الشخصية والسلوك.
وتضيف: وفى حالة الضحية "س.ن" أظن أن الخلافات العائلية بين الوالد والوالدة، قد أضعفت شخصية الوالد، أو شعر هو بذلك، قد يكون وضع فى حاجة ماسة للجنس، وطلب ذلك من زوجته وأحالت الخلافات الزوجية بينه وبين مراده فشعر بالوقوع تحت ظلم، فتحول إحساس الظلم لشعور سيكوباتى انتقامى، والدليل على ذلك هو أنه كان يمارس الجنس المحرم مع ابنته، ولم يلجأ لأى نوع آخر من الممارسة.
وتشير راضية عبد الهادى أخصائى علم الاجتماع بجامعة المنصورة، إلى أن الضحايا لهذا النوع من الممارسات الشاذة غالبا ما يكونون أطفالا، وتختلط لديهم القيم والفطرة فى لحظة حدوث الاعتداء، خاصة وإن كان المعتدى أو الفاعل مصدر ثقة كالأب، وذلك يؤدى إلى اضطرابات نفسية لا حصر لها للأطفال، بداية من عذاب الضمير والرغبة فى الانتحار والشعور الدائم بالذنب لعدم تقبلهم فكرة ممارستهم الزنا مع الأب أو الأخ، ويعانون من الانفصام واضطرابات نفسية تستمر معهم لسنوات وقد يموتون بها، ويعانون إما من الفتور الجنسى أو الشره الجنسى على النقيض، أو الشذوذ، والأفعال السيكوباتية.
وقد أمرت نيابة مركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، بحبس "ن. س"، والد الطفلة المعتدى عليها، 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعدما استمعت للتسجيل الصوتى الذى عرضته الفتاة على والدتها، وكانت وحدة مباحث بلقاس، بمديرية أمن الدقهلية، قد حررت له المحضر اللازم.
وقال رضا الدنبوقى، محام، ومدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية بالدقهلية، إن المعدل للقانون رقم 12 لسنة 1996 سلك مسلكاً حميداً بوضعه قيداً قوياً على تلك القوانين العقابية العامة باعتباره قانوناً خاصاً.
وأضاف "الدنبوقى" أن "الخاص يقيد العام" فإذ نصت المادة 116 مكرر منه على أن "يزاد بمقدار المثل الحد الأدنى للعقوبة المقررة لأى جريمة إذا وقعت من بالغ على طفل، أو إذا ارتكبها أحد والديه أو من له الولاية أو الوصاية عليه أو المسئول عن ملاحظته وتربيته أو من له سلطة عليه، أو كان خادماً عند من تقدم ذكرهم".
وتوقع "الدنبوقى" بتوقيع أقصى عقوبه منصوص عليها وفق قانون الطفل 12 لسنة 1996 فى المادة رقم 116 مكرر منه، على أن "يزاد بمقدار المثل الحد الأدنى للعقوبة المقررة لأى جريمة إذا وقعت من بالغ على طفل، أو إذا ارتكبها أحد والديه أو من له الولاية أو الوصاية عليه أو المسئول عن ملاحظته وتربيته أو من له سلطة عليه، أو كان خادماً عند من تقدم ذكرهم".
يذكر أن مباحث بلقاس ألقت القبض، على "ن.س.م" بعد تقديم بلاغ من زوجته تتهمه باغتصاب ابنتهما منذ عدة سنوات مستغلا غياب الزوجة عن المنزل فى أوقات عملها، وتم تحرير محضر يحمل رقم 75 أحوال المركز.
يذكر أن محافظة الدقهلية، قد شهدت فى عام 2015، عدة وقائع لزنا المحارم، إحداها كانت بقرية ميت الكرماء التابعة لمركز المنصورة، عقب قيام زوجة بتهشيم رأس الزوج بفأس، بعد أن اكتشفت علاقته غير الشرعية مع ابنته ذات الـ18 عاما، كما تم القبض على مزارع آخر بقرية بسنديلة التابعة لمركز بلقاس، بعد أن قامت ابنته بتقديم بلاغا ضده بإجبارها على معاشره جنسيا من "الدبر"، وبعد تحقيقات النيابة ادعت الفتاة أنها مريضة نفسيا وأن الأمر لم يحدث، كما انتحرت فتاة بمدينة المنصورة، فى مايو الماضى، بعد علمها بأنها حامل من أخيها الأصغر، وألقت بنفسها من الطابق السابع.
اعترافات عامل يمارس الجنس مع ابنته بالدقهلية.. المتهم يدعى أنه مريض نفسى ومسحور.. ويزعم: الجن السبب ولو معملتش كدا يقتلوها.. شقيقه:نحن براء منه ويجب إعدامه.. والفتاة تسلم النيابة تسجيلا صوتيا بالأحداث
الخميس، 07 يناير 2016 04:25 م
المتهم
الدقهلية ـ محمد حيزة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة