عادل السنهورى

الرئيس والكنيسة فى عيد الميلاد

الخميس، 07 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصراحة شديدة، نريدها زيارة ثانية للكاتدرائية المرقسية بالعباسية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتهنئة أشقائنا من الأقباط المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح عليه السلام، ومشاركة المصريين هذه الاحتفالات التى تعكس روح المحبة والود والسلام والأخوة بين المصريين. الزيارة الأولى فى العام الماضى للرئيس كان لها صدى طيب ليس فى نفوس الإخوة الأقباط المسيحيين فقط، بل فى نفوس جميع المصريين. كانت الزيارة الأولى لرئيس مصرى للكاتدرائية فى أعياد الميلاد فى العام الماضى ذات حفاوة غير مسبوقة لأول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية فى عيد الميلاد المجيد، والتصفيق والهتاف جاوز قدسية المناسبة والمكان، فالرئيس جاء من المطار مباشرة، عقب عودته من زيارة خارجية إلى دولة الكويت الشقيقة إلى الكاتدرائية، وسط هتافات حماسية غير مسبوقة.

الرئيس بالزيارة السابقة وضع أسسا جديدة للعلاقة مع الكنيسة، إحدى دعائم الدولة الوطنية المصرية، التى شهدت علاقاتها مع الدولة، وتحديدا مؤسسة الرئاسة طوال السنوات الماضية، حالة من الشد والجدب والتوتر غير المعلن، حتى كانت الفاجعة الكبرى فى الاعتداء على الكنيسة بعد تولى الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى لأول مرة فى تاريخ مصر.

كانت زيارة تعيد للأذهان مجدا وصفو العلاقة أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وعلاقته بالبابا كيرلس، وفى ظنى أن المسيحيين المصريين لم يحبوا زعيما مثل عبدالناصر، ويقينى أنهم يبادلون الرئيس عبد الفتاح السيسى نفس الحب والمودة الآن، فالوطن أصبح يتسع للجميع على أساس عدم التمييز والمساواة والمواطنة الصحيحة، وقضايا المواطنة تتعرض للضوء لإيجاد حلول حقيقية لها.

أتمنى أن تحدث الزيارة الرئاسية- أو تكون قد حدثت بالفعل- لتكون رسالة واضحة لأصحاب الفتاوى الشاذة التى تحرم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، ورسالة بأن مصر نسيج وطنى واحد لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى، فهذا يذهب للصلاة فى المسجد، وهذا يذهب للصلاة فى الكنيسة، ولا فرق آخر بين الأشقاء فى الوطن، رغم محاولات بائسة لزرع الفتنة بينهم، بداية من الاحتلال الإنجليزى ونهاية بالاحتلال الإخوانى لمصر.

التهنئة الرئاسية بعيد الميلاد المجيد جاءت معبرة تماما عن وحدة الأمة وتماسكها ووحدتها وقوتها فى عيد ميلاد السيد المسيح، رمز السلام والمحبة، كلمة الله التى ألقاها إلى السيدة العذراء مريم البتول، التى طهرها العلى القدير واصطفاها على نساء العالمين، فأرض مصر الطاهرة تشرفت باِستضافة العائلة المقدسة، مصر التى اختارها الله الحميد المجيد لتكون ملاذاً آمناً للسيد المسيح وأمه العذراء الطاهرة.. إن فى ذلك دلالة بالغة على ما أراده الله سبحانه وتعالى لمصر، لتظل منبعاً للسلام والمحبة وموطناً للأمن والاستقرار، وهى قيم نبيلة يقتضى الحفاظ عليها، و«أن نظل جميعاً مسلمين ومسيحيين، يداً واحدة وصفاً واحداً».

الرئيس أكد على ثقته الكاملة فى أننا سنظل دوماً هكذا شعباً واحداً يبنى ويعمر، وينشد الخير والسلام لأبنائه وللإنسانية بأسرها. وجدد الرئيس تمنياته، لأبناء مصر جميعاً، مسلمين ومسيحيين، بكل الخير والتوفيق، ولمصرنا الحبيبة بكل التقدم والرفعة والازدهار، ويتوجه إلى الله الحميد المجيد ليجمعنا دوماً معاً، وليوحد صفوفنا، ويحمى وطننا من كل مكروه وسوء، ويتلطف علينا بنِعم الأمن والسلام والمحبة.

الدعوات التى وجهتها الكنيسة إلى ما يقرب من 8 آلاف شخص شملت الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لحضور «قداس عيد الميلاد»، الذى بدأ من مساء الأربعاء، حتى فجر اليوم الخميس.

الرئيس عبد الفتاح السيسى يبدو أنه عزم على زيارة مقر «الكاتدرائية»، للسنة الثانية على التوالى، خلال «صلاة القداس» لتهنئة جموع الأقباط، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد الميلاد المجيد، ولتحتفل مصر بالأعياد وليجعل الله أيامنا عيدا دائما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة