عبد الوهاب الجندى

رحلة الشتاء والبرد.. وسجن "مضايا" الكبير!

الخميس، 07 يناير 2016 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"صحراء وفناء، أصوات رعد وبرق، ثلوج متساقطة وبرودة قارسة، بين نقيق الضفادع وهزيز الرياح، وفى أحضان الخيام تبدأ رحلة الشتاء والبرد"!

إجبارًا وليس طوعًا، رحلة من المعاناة والقهر ذهب إليها الملايين من السوريين، حيث الجوع والخوف والدموع، ليس لديهم وطن أو صاحب أو عمل "ليس عِندى مَلجأ أو مخبَأ أو منزل، أنا حتى من ظِلالى أعزل معدم من كُل أنواع الوطن"!

هذه هى حياة السوريين التى أجبرتهم الغارات الجوية والقذائف والبراميل المتفجرة التى دمرت منازلهم وخربت بلادهم وفجرت أجساد أطفالهم، على الفرار من بلاد الشام للعيش فى مستوطنات من الخيام فى الدول المجاورة لبلادهم التى لم يبق فيها إلا صوت القتال وألوان الدم الحمراء.

يعانى السوريون المشردون من البرودة القارسة التى تضرب أجسادهم فى مخيمات غير قادرة على حمايتهم من الموت البطىء، ليس البرد وحده من يقتلهم فهناك سلاح الجوع والمحاصرة التى يتعرض لها أهلينا فى سوريا، وما يحدث فى "مضايا" كافٍ لحسابنا أمام الله حين يسألنا: "ماذا فعلتم من أجلهم".

وأنت فى بيتك تنعم بالدفء والراحة وسبل الحياة لا تنسى شعب الخيام، وتذكر "كلما صليت ليلا، ملايين تلوك الصخر خُبزا، وتلبس جلدها وتموتُ عزا".

ومن البرد إلى الحصار.. يموت أهالى مدينة مضايا السورية، يعانى أكثر من 40 ألف مدنى من الحصار المفروض عليهم منذ ما يقرب من 7 شهور، لا أكل لا دواء، ضيف على ذلك 6000 لغم حول المدينة.

حوار بين سورى فى مدينة الحصار "مضايا" وبين صديق له يؤكد المأساة التى يعيشونها.. حيث قال له: "شلونك أخى طمنى عليك".. يرد: "والله بألف نعمة أخى أدعو لنا بالفرج".. يسأله: "أكلت اليوم ولا لسا ما أكلت بالله عليك".. يجاوب: "الحمد لله على كل حال، أكلت ورق شجر مغلى".

حوار القهر والدموع، يكشف لنا أن هياكل السوريين هى من تعيش الآن فى السجن الكبير "مضايا"، حيث كان يناشده بفك الحصار قائلاً له: "لك كرمال الله تحركوا اعملوا أى شىء منشان الله، تعال شوف النساء والأطفال هياكل عظمية ماشية فى الطريق.. أصعب شىء لما تشوف ولد يقول لك: (كرمال الله طعمنى عمو) وأنت جوعان أكثر منه".

سوف يحاججنا أمام الله الشخص المحاصر يوم القيامة حيث أكد فى رسائله.. "اللى ينوى يسوى شىء بيسوى ما فى شىء صعب، وإن مو كرمالنا كرمال الأطفال والنساء".

يضيف قائلاً: "اللى مات واللى راح يموت والله راح نحاججكم أمام الله.. مو قادرين تفكوا الحصار، أرسلوا لنا أكفان وناس تحفر قبور لأن من الجوع مو قادرين نحفر".

"هل شعرت بالبرد أو الجوع اليوم"؟! هذا السؤال اسأله لنفسك دائما لتتذكر كل فقير يبرد ويجوع فى مخيم أو شارع أو تحت كوبرى فى بلاده.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

هل شعرت بالبرد اليوم ؟ يالله

هل شعرت بالبرد اليوم ؟ يا لله

هل شعرت بالبرد اليوم ؟ يا الله

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

مقال حلو

ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

الله ينور

لعنة الله علي بشار ومن عاونه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة