سهيلة فوزى

من توَّج الأسد؟

الخميس، 07 يناير 2016 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المتعارف عليه أن الأسد ملك الغابة، ولكن لا نعرف كيف أصبح ملكا ولا متى اعتلى العرش؟ وما هى مهام الملك فى الغابة؟ ومن يحاسبه إذا أخطأ أو قصر الفيل مثلا أم فرس النهر أم جبلاية القرود؟

هل اجتمعت حيوانات الغابة وبايعوه على الملك؟ أم ورث الحكم عن أبيه الذى ورثه عن أبيه أيضا، ولم يعد أحد يهتم كيف وصل العرش لأسلافه السابقين؟ هل أصبح ملكا عملا بقانون الغاب "الحكم للأقوى"؟

على أى حال لقد أصبح يوما ما ملكا وصار المُلك موروثا فى العائلة وقضى الأمر، ولم يعد من السهل خلعه، ولكن أحيانا يمكن قتله.

هل دار فى ذهنك سؤالا حول من ينتصر إذا تصارع يوما الأسد المتوج ملكا، والنمر "الحاكم الفعلى للغابة" كما يصفونه علماء الحيوان، لا تتسرع فى طرح توقعاتك التى ستصب غالبا فى صالح الملك.

الأسد والنمر كلاهما ينتميان لنفس الفصيلة "القطط"، بما يعنى أنه يمكن وصفهم وفقا للعرف الإنسانى- أنهم ولاد عم- ولكن النمر أكثر ذكاءً من الأسد وعلماء الحيوان يقرون ذلك، بل ويزيدون عليه أن النمر يمتاز على الأسد بقدرات قتالية أكبر، وكتلة عضلية أقوى فالنمر يستطيع مهاجمة فريسته مستخدما قدميه الأماميتين لقدرته على الارتكاز والتوازن بقدميه الخلفيتين فقط، بينما لا يستطيع الأسد التوازن والانقضاض على الفريسة إلا بالارتكاز على ثلاثة قوائم واستخدام الرابعة الأمامية فى الهجوم.

أما بمقارنة الحجم فبالرغم من أن الأسد يبدو أكبر حجما إلا أن النمر فى الحقيقة هو الأكبر حيث يبلغ أعلى وزن للأسد 220 كيلو بينما يصل وزن بعض أنواع النمور- النمر السيبيرى- إلى 300 كيلو جرام وفقًا لموقع ناشيونال جيوجرافى.

مع تلك الميزات للنمر يطل علينا ملك الغابة بالميزة الأهم خبرته الكبيرة فى المعارك القتالية، ويبرر علماء الحيوان ذلك بأن لعب الأسود قتال أما النمر مقاتل وحيد يفضل دوما الانقضاض على فريسته بمفرده، والفوز بها لوحده بينما الأسود تهاجم فريستها فى مجموعات يسهل عليها كثيرا النجاح فى مهمتها.

فى الطبيعة الصدام وارد والغلبة وفقا لظروف القتال النمر يفتك بالملك أحيانا، وكثرة الأسود تغلب النمر أحيانا أخرى، وتجنب بعضهم البعض سيد الموقف كثيرا لأن الملك يدرك جيدا أن كونه ملكا لا يعفيه من الموت.

أما فى مسرح الكوليسيوم المبنى الرومانى الأشهر بقلب العاصمة الإيطالية روما الذى تم البدء فى بنائه 70 ميلاديا فى عهد الإمبراطور فلافيو فسبازيان، وتم الانتهاء منه عام 80 ميلاديا فى عهد الإمبراطور تيتوس، ويتسع لقرابة 80 ألف متفرج، كان المسرح فى عهد الإمبراطورية الرومانية ساحة قتال كبيرة تقام فيها المراهنات على المصارعين الأقوياء تقام فعالياتها فى مظاهر احتفالية يحضرها الإمبراطور الرومانى وحاشيته للاستمتاع بلقاءات المصارعة، والتى كانت غالبا تقام بين خصمين من المصارعين أو أحدهما أمام أسد على أهبة الاستعداد للفتك بغريمه، والفوز بوجبة شهية.

أما النوع الثالث، والذى كان يعتبرونه الرومان الأكثر إثارة لأنه بين غريمين أكبر قوة وشراسة من المصارعين المعتادين لديهم يكون طرفاها أسد ونمر يتصارعان حتى يفتك أحدهما بالآخر بينما تعلو صرخات الاستحسان، ويزداد حماس الإمبراطور، وشغفه بالمشاهدة لا يهمه من ينتصر ففى كل الحالات لا يخسر إلا طرفى الصراع أنفسهم الخاسر فقد حياته، والرابح خسر كثيرا من لياقته وقوته وربما موارده فى حرب لم يكن فى حاجة إليها إلا الإمبراطور.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة