اخبار العراق
واصل المئات من النشطاء المدنيين والمواطنين العراقيين، اليوم الجمعة، تظاهرهم فى ساحة التحرير وسط بغداد وعدد من مدن جنوب العراق فى الحلة والبصرة وكربلاء والناصرية الكوت وذى قار، رغم تقلص عدد المشاركين وقصر فترة التظاهرة، للمطالبة بتنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة وإصلاح القضاء، رافعين علم العراق وهتافهم الرئيسى "خبز ..حرية .. دولة مدنية".
وشكا متظاهرون من بطء وتلكوء الإصلاحات التى أعلنها رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي، ودعوا إلى عدم المساس برواتب الموظفين والمتقاعدين التى تضررت من إجراءات التقشف التى أعلنتها الحكومة .. ورغم تراجع أعداد المشاركين فى ساحات التظاهر إلا أن مطالبهم بعد مرور "24 جمعة" ظلت ثابتة بمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ومن نهبوا المال العام وإصلاح القضاء والإسراع بتطبيق حزم الإصلاحات على الأرض بما ينعكس إيجابيًا على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
واللافت فى التظاهرات منذ بدايتها هو حالة المد والجزر المرتبطة بمزاج ومصلحة القوى السياسية والأحزاب العراقية المشاركة بالحكومة فعندما تشعر بمس مصالحها يمتنع مؤيدوها عن الساحات، وعندما تستجد مصالح يشاركون بقوة أو ينظمون مظاهرات منفصلة، إضافة إلى عزوف المواطنين الذين أحبطهم بطء الاستجابة للمطالب وغياب الظهير السياسي، حيث ينتمى معظم الناشطين للتيار المدنى الذى يخالف إلى حد العداوة التيار السياسى ذى المرجعية الدينية.
إلا أن المرجعية الدينية العليا بالعراق التى باركت الإصلاحات حذرت اليوم وانتقدت تلكوء الحكومة فى تطبيقها .. وانتقد المرجع الأعلى لشيعة العراق على السيستانى تأخر تطبيق حزم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية ومحاربة الفساد والتى أعلنتها حكومة حيدر العبادى فى أغسطس الماضي، مطالبة بخطوات جادة فى مسيرة الإصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد كفرصة أخيرة.
وقال ممثل المرجعية العليا أحمد الصافى - فى خطبة الجمعة اليوم بالصحن الحسينى بكربلاء جنوب العراق - إنه بعد أشهر من مطالبتنا السلطات الثلاث والجهات المسؤولة بالعراق بان يتخذوا خطوات جادة فى مسيرة الإصلاح الحقيقى وملاحقة الفاسدين، ولم يتحقق شيء واضح على أرض الواقع وهذا أمر يدعو للأسف الشديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة