إلى متى سيتحمل هذا الوطن خطايا الكثيرين، الذين يتخذون منه ذريعة مستمرة للانتفاع وأحياناً للتحقق والذين يتاجرون باسمه أرخص تجارة، مثلهم مثل المتاجرين بالدين، قاتل الله كليهما وحمى أرض مصر الطاهرة من كيدهم ورده إلى نحورهم.
فلم تعد مصر تحتمل هذا الكم من الزيف وخبث النوايا وتدبير المدبرين، هؤلاء الذين سقطت عنهم الأقنعة واحداً تلو الآخر وما أكثرهم !
فمنهم على سبيل المثال بحيث لا تتسع عشرات المقالات لحصرهم من ظل يتاجر بالشعارات الرنانة والجمل المحفوظة المعلبة، ولم يقدم على مدار تاريخه الطويل فى المعارضة شيئا يذكر، لكنه قد ظن أن الثمار قد نضجت وحان وقت قطافها، فتطورت أحلامه وعلت أسقف طموحاته إلى قيادة الأمة، ولا أنكر أنه قد خدع الكثيرين لوهلة واعترف أننى كنت من هؤلاء المخدوعين أنه الفارس المخلص لمصر حامل راية الحرية والحلول السحرية وغيرها من الوعود التى خالت على قطاع من المصريين رغبة فى التغيير التام ورفضاً لكل ما يمت للنظام السابق بأية صلة، ولكن بعدما فشل فى تحقيق الهدف وجاء الإخوان بمرسيهم، سرعان ما تصافحت يداه بأيديهم وكان أول الجالسين مع مرشدهم!
ثم بعد أن ذهب الإخوان وداعب الحلم خيال العاشق الولهان ثانية، لكن هذه المرة قد انصرف عنه قطاع المخدوعين ولم يعد بحوزته سوى من هم على عهد الثورة المطلقة دائماً وأبداً باقين!
فذهب حلمه أدراج الرياح من جديد ولم يعد بالإمكان أفضل مما كان، فقد أيقن الجميع أنه مجرد محترف للخطابة وحافظ للشعارات وفنان لم يتحقق ودارس للإعلام غير محترف، ولا يملك من أدوات القائد سوى مجموعة متنوعة من الجمل الجاهزة دون أدنى قدرة على تقديم الحلول المنطقية والبدائل الموضوعية لما يندد به من سلبيات كُثر !
وكان آخر ظهوره على شاشة أحد القنوات الفضائية فى لقاء طوييييل قبيل ذكرى ثورة يناير القشة التى قسمت ظهر البعير، فأظن أن ما ردده من عبارات صفراء ذات معنى واضح جداً قد أفقدته من تبقى له من عشرات المؤيدين، ولا عزاء للوطنية !!
أما عن مجموعة الفارين إلى تركيا من فنانى الدرجة الثالثة والرابعة الذين باعوا ضمائرهم الوطنية على أقرب ميناء للسفر، حيث الدولارات والأموال الإخوانية الإرهابية التى يخلع بها المواطن عباءة الوطن ويبيع ما بداخله من وطنية إن وُجدت بمنتهى الأريحية، وكان على رأس هؤلاء الممثل هشام عبد الله ومحمد شومان وينضم للقائمة بعض الإعلاميين الذين لم يعلم عنهم أحد من قبل والفاشلين وأرباع الموهوبين الذين امتلأت بهم برامج القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا!
هذا بالإضافة إلى أعداد لا بأس بها ممن تجردوا من كل معان الوطنية وألقوا بالانتماء فى بِرك الوحل والخيانة مقابل المصالح والأموال، وهؤلاء أكثر مما يتصور أحد، فهم خلطة من شباب الثورة الحصرى على شباب الألتراس الشاطرى على بعض الإعلاميين المستبعدين بجانب بعض رجال الأعمال الذين لم يجدوا فى النظام الحالى برستيجهم المعهود --إلى آخره من الأمثلة التى أظن أن المصريين قد علموا عليها علامات واضحة.
وأخيرا.. أضم لقائمة المخطئين بحق الوطن، هؤلاء الذين يشاركون عن غير عمد بسلبيتهم فى تثبيت جذور الفساد الموغلة فى أعماق الدولة، الساكتون عن الحق، المساعدون فى استمرار واستتباب الأخطاء التى قام المصريون بثورة عليها لاقتلاعها من جذورها، لكنهم سرعان ما استكانوا وعادوا لسابق عهدهم على اعتبار أنه إيثارا للسلامة.
يا عزيزى المصرى: الساكت عن الحق شيطان أخرس، فلا تتخذوا من مخاوفكم ورغبتكم فى الاستقرار ذريعة للسلبية وإعلاء راية الباطل من جديد، وبذلك ستنضمون أنتم أيضاً لقوائم المخطئين بحق هذا الوطن.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة