بدأ ظهور بعض قادة جدد فى صفوف «المدخلية»، وزاد ضغط الدولة على الجميع باستثناء بعض الوعاظ مثل محمود المصرى، ومسعد أنور، ومحمد يسرى إبراهيم فى مدينة نصر، وهو الذى كان يشارك بالتدريس والإدارة فى الجامعة الأمريكية المفتوحة، مع ظهور بعض القنوات الفضائية «الدينية» مع هوجة الفضائيات الاستثمارية، لكن الأمر لم يستمر بهذه الفضائيات «الدينية» الاستثمارية التى كانت قد انتشرت كالوباء فى جسد الأمة، لتشكل الجانب الظلامى الفاسد فى إعلام أبسط ما يقال عنه إنه فاسد، ليتم إغلاقها قبل ثورة 25 يناير سنة 2011.
وقبل الدخول فى عرض أفكار السلفيين المصريين يمكننا أن نؤكد بضمير مستريح أن جماعة «الإخوان» هى البذرة التى أنتجت الجذر الحقيقى لكل هذه الجماعات، سواء أكانت جماعات «دعوية/ فكرية/ علنية»، أو جماعات «جهادية/ عسكرية/ سرية/ إرهابية»، لأن «الإخوان» منذ البداية رفعت شعار ابن تيمية عن طريق محمد بن عبدالوهاب، وسيد قطب فى مقولة ابن تيمية الشهيرة عن السلفية التى قالها: «هذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السنة والجماعة»، على اعتبار أن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، كان قد قال فى حديث شريف: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة، قيل: من هى يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابى».
وقد صار بعض الارتباك والخلط بين الباحثين فى فكر هذه الجماعات وتعريفاتهم لـ«السلفية»، ليروج مفكرو الإخوان أن «مصطلح السلفية يعنى القرآن والسنة بفهم سلف الأمة»، وترى سلفية الإسكندرية وضواحيها أنها هى هذه الفرقة الناجية، وما سواها حتمًا هى ذاهبة للنار، وإن كانت رحمة الله سوف تنزل ببعضهم لبعض حسناتهم حتى ولو رفعوا السلاح وقتلوا المسلمين المخالفين لهم فى الرأى.
فيما يرى بعضهم أنه لا يكفى الإنسان أن يقول «أنا مسلم» حتى يكون من الناجين من النار يوم القيامة، بل يجب أن يكون معهم ليضمنوا له النجاة، فيما يمكن للباحثين أن يجدولوا فرق السلفية فى جدول من أربع خانات، يوضع فى كل خانة لقب كل فرقة من الفرق الأربع: 1 - السلفية العلمية الدعوية، 2 - السلفية الحركية السياسية، 3 - السلفية المدخلية، 4 - السلفية الجهادية، مع أنك يمكن أن ترى بوضوح- عزيزى القارئ- أن «الإخوان» والجهاديين يشتركون معًا فى «السياسة العلنية»، وتنظيم «التنظيمات السرية العسكرية الإرهابية»، وكلها تقوم على الأساس الإخوانى من «المبايعة والسمع والطاعة».
وهنا سوف تجد نفسك فى مواجهة تصنيفات الفرق الناجية من «السلفية أتباع ابن تيمية عن طريق الوهابية»، و«جماعة أنصار السنة المحمدية»، وهى أيضًا وهابية تيمية، و«جماعة الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى»، و«جماعة الشيخ مقبل بن هادى الوداعى»، و«جماعة الدراسة الأزهرية».
ويجدر بنا الحديث عن «جماعة أنصار السنة المحمدية» أولًا بصفتها صاحبة أكبر هيكل إدارى فى مصر عن بقية الكيانات السلفية الأخرى، حيث إنها تمارس نشاطاتها تحت الرقابة الحكومية، وإن كانت بتمويل خليجى من دولتى الكويت وقطر، كما هو مسجل على موقعها الإلكترونى، ويمكن اعتبارها- علنيًا على الأقل- تسير فى خط مواز مع المؤسسة الدينية الرسمية فى مصر مع وجود بعض نقاط الاختلاف فى الطرح الفكرى.. وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة