أسئلة المارد الكورى فى مواجهة أمريكا
«قنبلة هيدروجينية؟»، نعم كانت القنبلة النووية ماردا أو جنيا تم إطلاقه مع الحرب العالمية الثانية، لكن القنبلة الهيدروجينية هى «قبيلة من المردة».. لهذا صدم العالم بعد إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت أول تجربة ناجحة لـ«قنبلة هيدروجينية»، بين التشكيك والغضب تراوحت ردود أفعال العالم، أمريكا وأوربا واليابان وكوريا الجنوبية الخصم الملاصق لكوريا الشمالية، وروسيا والصين وهى حليف لبيونج يانج. وهذه الرودود تتحدث عن أن تجارب كوريا الشمالية تخالف القرارات الدولية بوقف السباقات النووية، فيما تؤكد بيونج يانج أنها لن تستخدم هذه الأسلحة إلا فى حالة الدفاع عن نفسها، فى مواجهة تهديدات واستفزازات من كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة واليابان. وتنفى كونها تستخدمها فى الاعتداء أو التهديد، ثم إن الدول التى تهاجم بيونج يانج، هى نفسها تمتلك ترسانات نووية، وأمريكا هى أول وآخر دولة تستخدم السلاح النووى، فى هيروشيما ونجازاكى.
أجرت بيونج يانج 3 تجارب لقنابل نووية بالانشطار الذرى فى 2006 و2009 و2013، وأدت هذه التجارب إلى فرض عقوبات دولية. وتمتلك ترسانة من الصواريخ العابرة للقارات. والقنبلة الهيدروجينية هى قنبلة اندماجية أو «حرارية» تتضمن انشطارا يحفز الاندماج النووى بين نظائر الهيدروجين، والحصول على الهيدروجين يتطلب تكنولوجيا فائقة لاستخلاص الهيدروجين من الماء الثقيل فى قاع المحيطات فى عملية شديدة التعقيد، وينتج الاندماج النووى طاقة وحرارة بنحو ألفى ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكى فى اليابان.
بالقنبلة الهيدروجينية تنضم كوريا الشمالية للدول المتقدمة، وتكشف تناقضات الأنباء التى يتم نشرها عن الحياة فى الجمهورية الغامضة المغلقة.
الإعلام الأمريكى يروج أن الحياة فى جمهورية كوريا الشمالية صعبة، وأن أغلبية مواطنيها يعانون الفقر، فيما تشير التجارب النووية ثم الهيدروجينية إلى امتلاك بيونج يانج لقدرات علمية وتكنولوجية، وهو أمر يناقض تقارير تصور الزعيم الكورى كيم جونج اون بأنه متفرغ لتصفية قيادات الحزب والجيش، وأنه أعدم قريبه لمجرد أنه لم يصفق بحرارة فى أحد الاجتماعات، وتخلص من أحد معاونيه بإطلاق قذيفة آر بى جى. ولا يمكن لدولة بهذا الفراغ أن تمتلك هذه التكنولوجيا، وهناك تقارير قليلة عن كوريا الشمالية، تشير إلى نظام اشتراكى صارم، يعادى الولايات المتحدة ويرى أنها التى تمثل تهديدا، وتحرض كوريا الجنوبية على استفزاز جارتها، وتعلن على لسان قادتها أنها توفر لمواطنيها حياة جيدة، وعدالة على عكس ما تروج أمريكا صورة لدولة نووية فقيرة تحرم مواطنيها من الرفاهية لصالح أطماع القوة.
هو جدل يمتد إلى كل دولة نووية تعارض أمريكا أو تهددها، لكن الواضح أن تأكيد امتلاك كوريا الشمالية للقنبلة الهيدروجينية، هو قوة ردع، ضمن حالة من الاستفزاز المتبادل، فى مسافة مشتركة بين الحالين.