للسنة الرابعة على التوالى أحضر فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، منها ثلاث مرات ترأس خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى وفد مصر، وفى كل مرة كان الأخوان المتواجدين فى نيويورك يحاولون إفساد المشاركة المصرية، سواء بوقفات فاشلة أمام مقر الأمم المتحدة أو مقر أقامة الرئيس، أو من خلال حركات صبيانية يقوم بها بعض الأخوان ضد الوفد الإعلامى، لكن هذا العام تغير الموقف بشكل كامل .
خمسة أيام قضاها الرئيس السيسى فى نيويورك، وجدول لقاءاته كان معلوم للجميع، فلا شئ يخفى على أحد ورغم ذلك أختفى الأخوان تماماً، فأمام الأمم المتحدة لم نرى سوى ثمانية أو تسع أشخاص وإمام مقر أقامة الرئيس كان عددهم أربعة، وفى الشوارع لم نرى لهم أى أثر، وهو ما أثار أستغرابنا جميعاً.. أين الاخوان، أين فيديوهاتهم التى كانت تتوعد الذاهبين إلى نيويورك بالويل والهلاك، أين بهجت صابر ورفاقه الباحثين عن فيديو يلاحقون به أعلامى فى شوارع نيويورك لبيعه لمواقع ومحطات أخوانية، أين هؤلاء، الكل اختفى.. غياب مثير للسؤال وللشفقة أيضاً.
خلال الرحلة جلست مع كثير من المصريين المقيمين فى نيويورك، ممن لهم باع طويل فى دعم مصر، واعطوا صورة إيجابية عن الجاليات المصرية فى الخارج، ومن الحديث معهم عرفت أين ذهب "أخوان نيويورك"، فغالبية من كانوا يقفون فى المظاهرة ويتجولون فى الشوارع لم يفعلوا ذلك عن أقتناع، وأنما مقابل أموال كانت تدفع لهم من قيادات أخوانية ومنظمات تركية وقطرية، وحينما فشلت الوقفات فى الأعوام السابقة فى إفشال زيارات الرئيس لنيويورك تجمد التمويل الذى كان يذهب لمنظمى الوقفات والتحركات الأخوانية فى نيويورك، وهو ما كان نتيجته أن من كانوا يحصلون على اموال لدعم الجماعة الإرهابية عادوا إلى أعمالهم الخاصة بعد ان توقف الدعم الذى كان يأتيهم من الخارج .
قطاع أخر من المنتمين للجماعة الإرهابية أصابهم الإحباط من العودة إلى ما قبل 30 يونيو 2013 فى مصر، بل أنهم أقتنعوا أن قيادات الجماعة سواء الموجودة فى الولايات المتحدة او خارجها ما هم الا مجموعة "كاذبة" ضحت بشباب الجماعة مقابل أن يبقوا هم فى الواجهة .
هذه هى أسباب عزوف الاخوان أو أختفائهم عن المشهد النيويوركى، لكن بقى أمر أخرى مهم، وهو أن المشاركة المصرية هذه المرة فى نيويورك تختلف عن سابقتها فى أمور كثيرة، فالمرة الأولى التى شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى كان مهموماً بتوضيح حقيقة ما حدث فى مصر بعد 30 يونيو، وان المصريين فاض بهم الكيل من حكم الفاشية الأخوانية، لذلك كان مجمل أحاديثه مع قادة العالم عن معاناة مصر وخططه للنهوض بالدولة المصرية، لكن هذا العام الأمر كان مختلف تماماً، فمصر لم تعد تلك الدولة التى تنتظر هى أو رئيسها صك الشرعية من أحد، فالشرعية ثابتة أمام الجميع، ولم يستطع أحد التشكيك فيها، حتى تركيا التى يجاهر رئيسها "المخبول عقلياً" بمعاداة النظام المصرى، رأينا وزير خارجيتها يسعى للقاء وزير الخارجية المصرى السفير حسام شكرى مرتين فى أسبوع واحد، طالباً نسيان الماضى وفتح صفحة جديدة، وهو ما يؤكد أن القيادة المصرية تسير على الطريق الصحيح .
وجود الرئيس فى نيويورك هذه المرة كان مختلفاً، وهو ما كشفته لقاءاته الثنائية ومشاركاته فى القمم والاجتماعات الدولية والإقليمية التى عقدت على هامش الجمعية العامة فى دورتها الـ71، وهذا بالطبع نتاج عمل وجهود مكثفة قامت بها مؤسسة الرئاسة مع وزارة الخارجية وبقية مؤسسات الدولة الوطنية التى تعمل بجد وأجتهاد لرفع أسم مصر عالياً وليبقى شعارنا "تحيا مصر" مرتفعاً دائماً .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة