يكفينا شرفا أن كان بيننا زعيم مازالت ذكراه فى القلوب تتردد تقديرا وتمجيدا
لن ينسى التاريخ العربى والمصرى يوم الـ 28 من سبتمبر 1970 فرغم مرور ستة وأربعين عاما على وفاة الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر إلا أننا فى أوطاننا العربية لا ننسى من حررنا..
وأيضا لا ننسى من قتلنا!!
ومن مفارقات القدر، التى أضحكتنى عندما مات إلى غير رجعة.. شيمون بيريز، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، ومهندس مجازر الإبادة ضد العرب وأخطر إرهابى إسرائيلى فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى فهو بطل مذبحه قانا الذى راح ضحيتها مئات النساء والأطفال، ومذابح القمع ضد الفلسطينين خلال الإنتفاضة الفلسطينية الأولى وهو الذى أصدر الأوامر للعدوان العسكرى الشامل للبنان فى عام 1996 التى سميت بعناقيد الغضب بعد أغتيال رابين رئيس الوزراء وقتها وتولى مكانه.. ومتورط فى مذبحة جنين والياسمينه فى نابلس القديمة كما قاد ووجه بإرتكاب مجزرة إبادة ضد أهالى قطاع غزة فى حرب عام 2008.
تاريخ طويل مع القتل والتنكيل كان جزاءه جائزة نوبل للسلام فى عام 1993 والتى حصل عليها هذا الإرهابى القاتل مناصفة مع ياسر عرفات والإرهابى رابين بعد عقد أتفاقية أوسلو. لا أعتقد أن العالم المهندس المخترع ألفريد نوبل صاحب جائزة نوبل كان يتمنى أن يحصل على جائزته القتلة والإرهابيون، فعندما اخترع نوبل مادة الديناميت وطورها لاستخدامها فى المجالات الصناعية واستطاع أن يحصد عشرات الملايين من وراء اختراعاته.. كانت سعادته لا توصف وكان يظن أنه بلغ منتهاه، إلا أن التاريخ يذكر أن الفرد نوبل قد تعرض إلى موقف كبير ومؤثر جعله يقدم على التبرع بأغلب ثروته لجائزة باسمه فقد توفى شقيقه «لودفيج نوبل» أثناء زيارته لمدينة كان الفرنسية، وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعى لألفريد نوبل عن طريق الخطأ وتمت كتابة النعى بجملة شديدة التأثير «تاجر الموت.. ميت» ووصفته الصحيفة الفرنسية أنه أصبح غنيا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أى وقت مضى وقتها شعر الفريد نوبل بالمرارة وكيف ستكون ذكراه عند موته..
وفى 27 نوفمبر 1895 وقع وصيته الأخيرة لدى النادى السويدى النرويجى فى باريس ليصبح أكبر جزء من ثروته لصالح جائزة تدعو إلى الفضيلة ويتم اختيار أبطالها على قواعد المثالية ويعلق الكثيرون على الفرع الخامس للجائزة والخاص بالسلام أنه حتى الآن غير معروف قواعد اختيار فائزيها، خاصة عندما فاز بها بعض السفاحين الذين يذكرهم التاريخ أمثال شيمون بيريز، ورابين، واللذين تساوا مع نيلسون مانديلا والأم تيريزا فى حين لم يحصل عليها زعيم مثل غاندى، قضى حياته دفاعا على السلام ولا جمال عبدالناصر، الزعيم العربى، الذى حارب من أجل توحيد القوى العربية وساعد على تحرير العديد من دول العالم عربيه كانت أو أفريقية.
ولا أعتقد أن من يقتل الأطفال والنساء بدم بارد يستطيع أن يكون شريفا أو من يشترك فى عصابات الهاجاناة وتسليح العصابات اليهودية المتطرفة يمكن أن يكون من دعاة السلام.. وأقترح بعد أن لوثت جائزة نوبل للسلام أن يتم إلغاء هذا الفرع من الجائزة وتقتصر على الفروع الأربعة الأخرى فى العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية والآداب.. فالظلم لن ينتهى من العالم والقتل والتنكيل وطالما هناك ازدواجية فى المعايير سيظل يأخذ هذه الجائزة من لا يستحقها.
ويكفينا شرفا أن كان بيننا زعيم مازالت ذكراه فى القلوب تتردد تقديرا وتمجيدا، فليس بالجوائز ترفع القامات.. فلعنة الله عليك يا بيريز وإلى الجحيم، وهنيئز لك يا عبدالناصر وإلى جنة الخلد.