ناجح إبراهيم

واصل والمجدوب والجريدلى.. من يعرف الأجيال بهم؟!

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تميز كل أبطال معركتى أكتوبر والاستنزاف بالزهد فى الدنيا والرضا بالقليل

عايشت نصر أكتوبر لحظة بلحظة، كنت فى السنة الأولى بكلية الطب، وكان شقيقى الأكبر صلاح ممن عبروا القناة، ودمرت كتيبتهم عدة دبابات إسرائيلية، وهى تصد الهجوم المضاد الأول الإسرائيلى ضد القوات المصرية العابرة، مارس أخى هوايته المفضلة فى جمع الهدايا التذكارية من الدبابات الإسرائيلية وفك بعض العدد والآلات الجميلة والدقيقة منها، ثم أصيب بعده شظايا فى قدميه عولج منها ثم عاد إلى الخدمة العسكرية. سبع سنوات قضاها هو وزملائه فى الجيش أكسبتهم أفضل الخبرات حتى توحدوا مع السلاح والعلم العسكرى وحصل كل منهم عدة فرق عسكرية متخصصة وأصبحوا فى حالة احتراف عسكرى جيدة وروح معنوية عالية. وبعد بدء الحرب بأقل من شهر استشهد ابن خالتى بطل الصاعقة «مراد سيد عبدالحافظ» الحائز على نجمة سيناء العسكرية من الطبقة الثانية وهى أرفع وسام عسكرى فقد كان من تلاميذ الشهيد العظيم «إبراهيم الرفاعى» أسد الصاعقة الذى لا يشق له غبار.

ورغم ذلك كله لم أفهم شيئاً عن حرب أكتوبر من بدايتها لنهايتها إلا حينما قرأت كتاب «حرب أكتوبر.. طريق السلام» اللواء طه المجدوب، وكتاب «مذكرات ضابط مصرى» للواء حسن الجريدلى الذى كان رئيساً لغرفة العمليات، كان كل منهما رائعاً ومبسطاً وعلمياً وبطريقة السهل الممتنع، ومن ساعتها وأنا أحب المجدوب والجريدلى، وحاولت متابعة كل ما كتباه وكل ما كتب عنهما، ومؤخرا قرأت لصديقى اللواء أسامة الجريدلى مقالاً إنسانياً رائعاً عن والده المرحوم حسن الجريدلى، تأثرت كثيراً بالمقال، وشعرت أن هذا المقال تأخر كثيراً،ٍ حينما تحب أمثال اللواء الجريدلى الأب أو المجدوب فلابد أن سراً فيهما من الإخلاص وحب الأوطان والبذل وحب الشهادة سرى فى قلبيهما ثم فاض من هذه القلوب إلى الناس عبر الأجيال.

كانت كتب الراحلين الجريدلى والمجدوب هما المفتاح بالنسبة لى للقراءة أكثر وأكثر، تابعت حلقات الراحل المؤرخ العسكرى المتمكن اللواء جمال حماد فى مجلة أكتوبر، كانت حلقات علمية واحترافية وجيدة، كتبت بأسلوب عسكرى علمى سلس ومبسط بطريقة السهل الممتنع، طبعت الحلقات فى كتاب، عكفت على قراءة الحلقات والكتاب مرات، شعرت أن نصر أكتوبر يحتاج إلى قراءات متعمقة، قرأت لأدجار أوبلانس المؤرخ العسكرى البريطانى المشهور الذى ألف كتاباً بعنوان «6 أكتوبر العبور والثغرة»، اختصر الرجل هذه الحرب فى أبرز مظهرين لها وهما العبور والثغرة مع أن حرب أكتوبر أشمل من ذلك وأقوى. قرأت ما كتبه المرحوم جمال الغيطانى وغيره عن ذكرياته عن حرب أكتوبر، قلت لنفسى: يمكن للطالب المصرى أن يدرس 11 عاماً كاملة فى المدارس والجامعات المصرية دون أن يدرس كتاباً واحداً عن نصر أكتوبر، هل هذا معقول؟ ويمكن أن تمر عشرات الذكرى للنصر دون أن يذكر أمثال الجريدلى والمجدوب أو أبوغزالة أو سعد مأمون أو عبدالمنعم واصل أو عبدالمنعم خليل أو عبد رب النبى حافظ أو إبراهيم العرابى أو أبوسعدة أو أحمد بدوى وغيرهم رغم بطولاتهم العظيمة، وستمر سنوات أخرى طويلة دون أن ننتج فيلماً روائياً طويلاً عن حرب أكتوبر أو بطولات فرق الجيش المصرى المختلفة.لقد وثقت الأفلام الأمريكية معظم المعارك الكبرى للجيش الأمريكى فى الحرب العالمية الثانية، أمريكا ليس لها تاريخ ممتد، كل تاريخها 500 عام ونحن لنا تاريخ ممتد لأكثر من آلاف السنين، لقد تميز كل أبطال معركتى أكتوبر والاستنزاف بالزهد فى الدنيا والرضا بالقليل، فلم يتمتعوا بأى شيء يذكر من متاع الدنيا. تحية لأرواح شهداء نصر أكتوبر، وتحية لكل من حارب وجاهد وبذل فى أعظم أيام مصر 6 أكتوبر سنة 1973.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة