كريم عبد السلام

أجلوا العمرة سنة.. اللى يحتاجه البيت يحرم ع الجامع

الخميس، 13 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى فى أى ظرف وتحت أى إغراء سادت ثقافة السياحة الدينية السنوية بين المصريين، وأصبحت رحلات العمرة للمرة الخامسة والعاشرة وسيلة للتباهى والتفاخر أو طقسا ترفيهيا لقضاء الإجازة، وبدلا من قضاء أسبوع الصيف فى الساحل أو الغردقة أو على عادة الأكثرية فى الإسكندرية ومطروح، أصبحت فئات عديدة تقضى أسبوعا من الإجازة فى العمرة السياحية المتكررة، دون أن تدرى أنها أصبحت أسيرة لثقافة ترويجية تستهدف تحقيق أقصى ربح ممكن من المصريين.
 
اختراق قطاع السياحة من خلال إنشاء عشرات الشركات بتمويل عربى مصرى مشترك وتخصيصها للسياحة الدينية لم يكن عشوائيا أو لمجرد البيزنس، وكذا تخصيص جانب كبير من إعلانات الشركات السعودية العاملة فى مصر لجوائز العمرة بدلا من الجوائز المادية والعينية، كان لغرض فى نفس يعقوب، ألا وهو خلق مناخ ثقافى يقوم على تكريس السياحة الدينية «عمال على بطال» لضخ الأموال فى جيوب الشركات ورجال الأعمال السعوديين.
 
وتدريجيا وجدنا الشركات المصرية تخصص جوائز للعمرة بدلا من إنقاذ سكان العشوائيات، ورجال الأعمال يخصصون جزءا من وعائهم الضريبى لجوائز العمرة والحج بدلا من إعادة تأهيل القرى الأكثر احتياجا، أو حتى ترك وعائهم الضريبى كاملا حتى تستطيع الدولة تخصيصه للبنود الأكثر أولوية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان الاجتماعى، ولكنهم جمعوا المجد من طرفيه بأن وجهوا أموالهم للخارج عبر شركات السياحة، وأضروا بالحصيلة الضريبية للدولة.
 
متى يفهم المصريون أن مساندة بلدهم اقتصاديا وإعلاء حس التكافل الاجتماعى أهم وأبرك من الفشخرة بتكرار العمرة والحج السياحى فى المجالس؟ ومتى يعى المصريون وهم من اخترعوا المثل القائل «اللى يحتاجه البيت يحرم ع الجامع»، أن بيتهم الآن فى حاجة إلى التفاتهم الكامل ورعايتهم، بدلا من المن والأذى من البدو الحفاة المتطاولين فى البنيان الذين يتداعون الآن علينا كما لو أننا سليمان وقد أكل النمل منسأته!
 
المصريون الآن يحتاجون أكثر من أى وقت إلى نوبة صحيان، إلى امتلاك الرشد وإلى خوض معركة الكرامة والنهوض والاستقلال، فهل يفعلون؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة