جيلان جبر

مصر والسعودية إلى أين؟!

الخميس، 13 أكتوبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازلت لا أستطيع أن أستوعب لماذا هذه الحالة من الخطاب التصاعدى والصراخ، والغضب فى اتجاه رد فعل السعودية الأخير، لامتناعها عن تحويل التمويل الشهرى لمصر من حصة بترولية مدفوعة الثمن بتسهيلات طويلة الأجل!
 
من المؤكد هناك المصالح المصرية والتوجهات السياسية الدائمة للأمن القومى وتأتى فى المقدمة، كما هناك أيضا المصالح السياسية والحسابات للسعودية ولها الأولوية، لذلك قد نتفق مع بعضنا البعض أو نختلف فى التوجهات أو فى ملفات حاسمة أو المواقف الأساسية وهذا أمر وارد وأساسى أحيانا، ولكن فى النهاية الجميع يعلم أنه سيدفع الثمن لكل الاختيارات الإستراتيجية والسياسية، كما أن من المؤكد أن كل طرف مدرك، واعٍ، ودارس لكل التداعيات التى تخرج من هذا القرار أو ذلك التصرف فهناك رد فعل لكل اختيار صح أو خطأ.
 
إذا لا مفاجأة من عدد من رسائل العتاب التى يعبر عنها فى شكل موقف أو تصرف أو العرقلة فى مجال معين، لأن الحقيقة تبقى فقط للتاريخ، وعمق العلاقات ومدى عمق المصالح المشتركة بين الدولتين لن يُترك لبعض من الهواة فى الاقتصاد أو الإعلام أو السياسة فلا يجب أن تظل الأمور تتفاقم وتشتعل بين الأطراف لتفتح فجوة أو نافذة تسمح بالضعف والاختراق أو حتى (الشماتة) لكل من كان يجتهد لفك وإعادة تركيب هذه المنطقة، فهذا التحالف هو الأقوى والأهم على المستوى العربى والاستراتيجى أمام هذا العدد من التحديات والتهديدات المختلفة، أمامك العديد من الدول (إيران أو قطر أو تركيا أو حتى أمريكا أو إسرائيل... إلخ) هم من الخصوم أو من الأعداء أو من المنافسين ومنهم الدائم، وآخر المستجد أو القديم يسعون بقوة يوميا لإفشال هذه العلاقة وكل ما تنتج عنها من قدرة التنسيق والتعاون المؤثر فى المشهد الممزق للمنطقة، إذا من الحنكة والذكاء ألا تبقى طويلا حالة بعض الأمور الرمادية لتشكل مع الوقت نوعا آخر من التهديد والضغط الاقتصادى والسياسى على مصر، فهذا التحالف القوى الذى دعم مصر منذ لحظة 30 يونيو داخليا وخارجيا، مؤكد أنه كان له مصالح مشتركة وقدرة موحدة عسكرية واقتصادية أمام الجميع، واليوم نشعر بألم لشرخ واضح مؤلم فى هذا الحلف، وقد يجده فريق من العقلاء أنه مجرد نوع من رسائل العتاب من السعودية لمصر بسبب تراكم حالة استياء من عدد من المواقف والتحركات.
 
وبعيدا عن الكلام والحديث عن النوايا السعودية والطلبات والضغوط، فمصر تبقى الدولة العريقة تحمل حرية الحركة ولم ولن تصبح يوما تابعة لأحد ولن تغامر بجيشها أو بمصالحها وأمنها القومى، كما هى مدركة أن كل فعل له رد فعل، فى النهاية هى من تتحمل نتيجة اختياراتها والحفاظ على مصالحها، إذا فلماذا الغضب؟!
 
الأزمات السياسية حدثت من قبل وقد تحدث، لكن التوقيت مهم جدا قبل تفعيل طلبات اتفاقية الصندوق الدولى وضرورة رفع الدعم، وتعويم العملة قبل الحصول على الدفعة الأولى من الصندوق وقبل شهر من نتائج الانتخابات الأمريكية.. إذا من الذكاء التعامل باحتراف وأسلوب حضارى فى إدارة الأزمة من الجانبيين.. نعم لأن المصلحة المشتركة الآن هى كيفية الصمود للحفاظ على الدولتين المصرية والسعودية، فبصراحة هذا هو التحدى الذى أمام المنطقة، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بالقوة العسكرية والقدرة الاقتصادية التى تجمع التحالف بين مصر والسعودية وتقرير المصير بالصمود معا حتى لا تصل إلينا عدوى كسر الدولة! فهل ما يحدث هو نوع من التغيير للتحالفات فقط أم هو انتهاء مرحلة وتمهيد لمراحل أخرى جديدة؟! الإجابة مهمة هنا، فالاحتقان متصاعد بخلاف واضح (تركى - عراقى) و(ليبيا) تتمايل بين الانفجار والتقسيم، واليمن تطور أهدافها بصواريخ موجهة لمكة المكرمة والطائف وتهديدات مقبلة لعمق دول البحر المتوسط من (لبنان وسوريا)، أما مصر فبالأمس استضافت قمة ثلاثية يونانية قبرصية تحدد ملفات الهجرة والغاز والإرهاب. وأخيرا المشهد معقد فربما نحن على حافة تغيير فى الشكل والمضمون فى عدد من دول المنطقة التى قد يصعب احتواءها، إذا ليتم إضعافها لحساب إيران والإدارة الأمريكية الجديدة هذا احتمال أو لحساب تحالف جديد يرسم بين روسيا إيران تركيا إسرائيل، فهل نحن مدركون إلى أين المصير!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة