هل هناك ما يقال بعد العمل الإرهابى الجبان والخسيس فى سيناء ضد جنودنا الأبرار؟.. هل هناك حديث آخر بعد استشهاد 12 من أبنائنا فى القوات المسلحة وهم يدافعون عن تراب الوطن وأرضه وعرضه ضد الخونة والعملاء ودعاة الفوضى والإرهاب؟.. سقط 12 شهيدًا وهم يصدون بأجسادهم وأرواحهم- قبل أسلحتهم- عن أرض مصر جيش الظلام، وتجار الدم والدين.
سقط الشهداء ولم يشغل خلدهم ووجدانهم وعقولهم سوى شىء واحد فقط، هو النصر أو الشهادة من أجل مصر، بعيدًا عن أحاديث «التوك توك» ومن وراءها، وبعيدًا عن المتشائمين واليائسين والمنكسرين الذين اهتموا بحديث «التوك توك» التافه، فى الوقت الذى كانت هناك فى سيناء دماء طاهرة تفدى الوطن ضد المخربين والإرهابيين الذين يحاولون كسر عزيمة الوطن، وعرقلة مسيرة البناء والتنمية.
اهتم كثيرون- للأسف- بحديث ليس الغرض من ورائه سوى نشر روح اليأس، وإشاعة مناخ الانكسار والإحباط لشخص، سواء قاله بعفوية أو تم تلقينه، وسواء كان يعبّر عن واقع أو متجاهل ما يحدث من إنجازات فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة، وتحديات ربما لم تواجهها مصر منذ الحصار الأمريكى والأوروبى فى الخمسينيات والستينيات.
لم أصدق بعض الأصدقاء وهم يؤمّنون على حديث خريج «التوك توك»، رغم انتمائهم للتيار الناصرى، والحديث ضد المرحلة الناصرية، وزعيمها، ومع ذلك انساق الأصدقاء وراء كلمات يائسة مغرضة، بهدف المشاركة فى إشاعة جو اليأس والإحباط العام، وهو ما يريده ويسعى إليه أعداء مصر فى الداخل والخارج، حتى يمهد لهم الطريق للفوضى والخراب الذى لن يفيق أو ينجو أحد منه هذه المرة، لا قدر الله.
وربما تكون هى إرادة الله، ورغم حالة الحزن والغضب، أن يأتى استشهاد 12 من جنودنا فى سيناء بمثابة الصرخة المدوية، واللطمة والصفعة على وجوه المنساقين وراء الفوضى والداعمين- بحُسن نية- للخراب والفتنة، حتى يفيقوا وينتبهوا ويحتشدوا صفًا واحدًا خلف راية العلم، لحماية مصر من أشرارها وأعدائها. لا نقول سوى المجد للشهداء الأبرار، والعار للخونة والجبناء والقتلة، ولمن يريد بيع الوطن بأبخس الأثمان، ولمن يغيب عقله ويفقد إيمانه بوطنه، ويضحى بمصيره ومستقبله لصالح ذئاب آخر الزمن، المتربصين بمصر التى دمرت أوهامهم، ووقفت جدارًا صلبًا فى طريق مخططاتهم ومؤامراتهم.