لا عزاء، الشهداء أحياء، والوطن المحارب لا وقت لديه لسرادقات العزاء، والشهادة فى سبيل الله والوطن لا يجوز ختامها بكلمات مواساة، المواساة للضعفاء، ورجال الجيش والشرطة المرابطين فى سيناء وأمهاتهم وأهلهم ليسوا ضعفاء، بل نحن الضعفاء.
الشهيد أرقى من أن تختم قصته بسرادق عزاء، الشهيد قصة مستمرة تخليدها واجب، بالثأر مرة، وبتوثيق بطولته مرة، وبتحويل اسمه وملامحه إلى أيقونة فى جنبات شوارعنا.
العزاء يجب أن يذهب إلى من يستحق، العزاء وجب أن يكون فى الدكتور محمد البرادعى، لا عزاء لأهالى الشهداء، العزاء لمريدى ومهاوييس البرادعى، خالص العزاء فى رجل أصابه العمى ونزع الله بصيرته فلم يعد قادرا على التفرقة بين القاتل والقتيل بين المجرم والبطل، بين المجند أو الضابط المدافع عن أرضه وعرضه وماله ودينه وبين المجرم المأجور المسلح بمال خارجى لكى ينشر الفوضى والتطرف.
اتركوا البرادعى فى صوان عزائه، ولا تزعجوا مريديه بكلمات المواساة، دعوهم فقط يتأملون أيقونتهم المصنوعة من عجوة وهى تتآكل بفعل جهلها، وسوء تقديرها أو تعمد إهانة شهداء الوطن، اتركوهم يكتشفون فساد منطق الرجل الذى كلما أخطأ أحدهم فى القاهرة عايروه بأن «البوب» على مشارف أنهار أوروبا جاهز لإنقاذ مصر، فإذا بهم يجدون «بوبهم» غارقا فى وحل الجهل منزوع البصيرة يساوى بين المجرم والشهيد، ويخطب فيهم عن عيش مشترك مع جماعات متطرفة تتوعدكم فى كل رسالة وكل فيديو بالذبح إن لم تركعوا أمام البغدادى. عظم شهيدك يا أخى، ارفع راسك لفوق، مصر بها رجال، بلدك تنعم برجال تصد الرصاص بصدور عارية، وتحارب وجهًا لوجه، وتقاتل ببسالة حتى النفس الأخير، رجال من طينة أخرى غير تلك الطينة التى نبت منها عقل الدكتور البرادعى، الذى ظل دائما أول الهاربين، جاءوا به من الخارج محمولا على الأعناق فهرب من خوض مواجهة الانتخابات بعد فترة من الميوعة أضاعت على تياره السياسى اختيار وتجهيز بديل، تسلم منصبا هاما فى السلطة فى وقت حرب تخوضها مصر ومع أول أزمة هرب دون أن يواجه، هرب دون أن يضرب طلقة واحدة أو يسعى لتغيير مشهد واحد، واكتفى بكلام إنشائى خائب عن عدم الاستطاعة والقدرة والأزمة كبيرة، فإذا لم يكن لديه القدرة على مواجهة الأزمات الكبيرة فأى نوع من الرجال هو، هل ينتظر أن يحكم سويسرا مثلا ؟!
عظم شهيدك يا أخى وارفع رأسك لفوق.. بلدك فيها رجالة بتحارب وبتصد إرهاب ميلشيات مسلحة، وبها أمهات أجدع من مليون دقن إخوانية، أمهات بتودع ولادها الأبطال بالزغاريد، بلدك يحميها رجال تحارب وتصد وتثأر، لا تهرب من المواجهة مثل أشباه الرجال الذين هربوا بحنة وسكسوكة ونقاب، مصر بها رجال ترد على الأرض ثأرا لأولادها دون كلمات تنظيرية كثيرة مثلما فعل البرادعى، وظل يشرح لنا عوالم السياسية، وكيف تكون ولماذا وأين وكيف؟ وحينما أسس حزبا وجلس على كرسى إدارته فشل الحزب وخرب بسبب الصراعات داخله، وغياب الرؤية، فشل حزب البرادعى الذى كان يعاير كل أحزاب مصر قبل أن يحبو ولو لخطوة فى عالم السياسة.
الدكتور محمد البرادعى، استخدم منطقا فاسدا، وأعرج وأعور وهو يكتب تعليقا على الحادث الإرهابى الأخير فى سيناء، الذى راح ضحيته 12 شهيدا مصريا، بعد معركة شرسة نجحوا خلالها أن يسقطوا 15 إرهابيا مجرمين، قبل أن يرتقوا لربهم شهداء، منطق البرادعى الفاسد وصف ماحدث بأنه عنف متبادل، وتلك جريمة لا يرتكبها إلا أخرق أو منزوع البصيرة، رجل قانون دولى يتحول فجأة إلى تمليذ ابتدائى جاهل غير قادر على التفرقة بين الألف و«جوز الذرة»، صاحب نوبل أصابه عمى أخلاقى فجأة جعله غير قادر على التفرقة بين الجندى الذى يدافع عن أرضه بشرفه وبين الإرهابى المجرم المعتدى.
ثم تكلم البرادعى الهارب من كل مواجهة، عن نور التسامح والعيش المشترك، البرادعى يطلب من المصريين التعايش المشترك مع من يقتلوا أبناءهم ويستحلون أرضهم ودينهم ويتوعدونهم بالذبح، البرادعى نفسه لم يكن يتحمل كلمات معارضيه، ويطلب منعهم من الظهور على الشاشات، وإقصاءهم من الساحة السياسية، فأين العيش المشترك ياسيادة الدكتور، لم تتحمل كلمات مخالفيك ووصفتهم فى مكالماتك المسربة بأنهم أغبياء، ثم تعود وتطلب من المصريين أن يتسامحوا مع إرهابيين وقتلة، قدم لنا النموذج أنت وبادر بنقل حياتك إلى سوريا لتعميم تجربة العيش المشترك هناك، ثم عد وأخبرنا بما قصته عليك الرؤوس المقطوعة بيد الدواعش والإرهاب؟
غرد كما شئت يادكتور برادعى، ولآذان الناس قدرة على التمييز بين تغريدة الغربان من أمثالك، وتغريدة الصقور من أمثال رجالنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة