جولة من الحرب بمواجهة الإرهاب، ليست حربا نظامية العدو فيها واضح، إنما عدو يستخدم الغدر، وهو عدو تم حصره فى منطقة ضيقة، لم ينجح خلال هذه الفترة فى الانتقال للداخل مثلما جرى فى دول أخرى.. وهو عدو ممول ومدرب وبلا إخلاق، والمواجهة الأخيرة فى شمال سيناء جزء من حرب لاتنفصل عن حروب وترتيبات بالمنطقة، ومن يراها غير ذلك يفتقد إلى الوعى الكافى.. هو ليس إرهابًا محليًا حتى لو كانت بعض أطرافه من الداخل، فهو ليس محليا أو منعزلا عن تأثيرات داخلية وخارجية.. لهذا تلعب المعلومات دورا مهما فى المواجهة، كما تلعب التكنولوجيا وأدوات الاستشعار دورا أساسيا.
التنظيمات الإرهابية عندنا بشمال سيناء لا تلجأ إلى مواجهة مباشرة، وإنما تمارس حرب «الجرذان» تعتمد على الاختباء، ثم تنفيذ عملية مفاجئة كل فترة، وتستغل المدنيين، وما تملكه قواتنا من قواعد أخلاقية تمنع من التعامل مع إرهابى وسط السكان.
اللافت للنظر فى هذه العملية أو غيرها أننا نجد أنفسنا كالعادة أمام حالة من الجدل السطحى، ويتلبس البعض شعور أنهم خبراء فى الاستراتيجية والتكتيك، ويفتون ويحللون فى التدريب والمواجهة، وما كان يجب أو لايجب، بينما هم لايعرفون عما يجرى شيئا.
الإرهاب ليس حربًا نظامية العدو فيها واضح إنما هى حرب غدر يفتقد الإرهابيون إلى أى نسق إنسانى يفعلون ذلك، إما لاعتقاد فاسد، أو من أجل المال الوفير. ومن يتحدث عن مواجهة يمكنه البحث عن إجابة لاستمرار تنظيم داعش فى سوريا والعراق بعد عامين من حرب يشنها تحالف يشمل دولا كبرى وإقليمية.
وأيضا قتال تشنه القوات السورية والعراقية والروسية.. ومع وضع العناصر السياسية والتحالفات، التى تخيم على هذه الحرب فى الاعتبار، فإن استمرار التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا يكشف إلى أى مدى تحقق قواتنا انتصارات تجعل إرهابيى بيت المقدس مجرد أشباح بالرغم من التمويل والتدريب والتوسع خلال ثلاث سنوات قبل بدء الحرب عليها من قبل قواتنا.
النقطة الأخرى سياسية وتتعلق ببعض من يستعملون ألفاظًا وعبارات ملتبسة يساوون بها بين الإرهابى، وأبطال الجيش وشهدائه، مثلما فعل الدكتور البرادعى فى تعليق يكشف عن سوء نية أحيانا لفرض مصطلحات ملتبسة لتمرير مسميات فاسدة. ونفس الأمر فى جدل عقيم يخلط السياسى والاقتصادى بإرهاب واضح ولا التباس فيه.
الحرب على الإرهاب ليست بسيطة، وحققت قواتنا نجاحا وخبرات، ونتائج مبهرة، لم تحققها جيوش عدة دول مجتمعة.. وهو أمر يفترض أن يكون محل نظر.. رحم الله شهداءنا.