أكرم القصاص

الإرهاب.. حرب السلاح والعقول

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصعب الفصل بين الإرهاب الذى تمارسه تنظيمات مثل بيت المقدس فى سيناء، والتحولات والترتيبات التى تجرى فى المنطقة من حولنا، وهى علاقات يمكن اكتشافها من المتابعة التقليدية للقنوات التركية والقطرية وحسابات مواقع التواصل التابعة لها، التى تحتفى وتبرر العمليات الإرهابية فى سيناء وغيرها، بل إن بعض هذه المنصات تنشر أخبار العمليات الإرهابية من وجهة نظر الإرهابيين، وأحيانا فور وقوعها.
 
بالطبع هناك عناصر محلية تضاعف من خطر التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء، لأن هؤلاء يعيشون بين الناس ويمارسون حياتهم بشكل طبيعى، بينما التدريب والتمويل، من مصادر مختلفة وبأشكال جديدة. وترتبط التنظيمات الإرهابية بعلاقات معقدة مع دول وأنظمة وتستخدم الانتحاريين والسيارات المفخخة، وتجند نوعيات معينة يتم غسل مخها، بالمخدرات الفعلية أو النفسية، ولا تعمل هذه التنظيمات بقواعد الحروب النظامية، ومن الطبيعى أن تنجح فى بعض عملياتها.
 
وبالتالى يفترض التعامل مع كل العناصر الداخلية والخارجية عند التعامل مع عمليات الإرهاب، ومنها العملية الأخيرة، وليس على طريقة المحللين الكنباويين الذين اعتادوا تقديم آراء أو تحليلات لما يجرى بادعاءات وبناء على معلومات ناقصة، وهؤلاء ينصبون أنفسهم خبراء استراتيجيين ومخططين عسكريين، وأغلبهم رأى الجيش فى الأفلام.
 
الأمر أكبر من التبرير أو النفاق، هناك عدوان وإرهاب له امتداداته الإقليمية والدولية ويلعب دورا فى تأخير التغيير، وهذه التنظيمات تسعى إلى انتزاع مواقع ضمن الترتيبات السياسية فى سوريا والعراق، بناء على ما تملكه من أراضٍ، وهى مكاسب عجزت عن تحقيق أى منها فى سيناء. ومن هنا تأتى خطورة تمرير مصطلحات مثل «العنف المتبادل» على عمليات إرهابية فى مواجهة دولة وشعب، هذه التنظيمات لها واجهات إعلامية فى تركيا وقطر ولندن، وعلى مواقع التواصل تمارس دورا إخباريا وتسعى لتصدير وجه صحفى بينما هى جزء من هذه التنظيمات، ويمكن التقاط بعض الواجهات الإعلامية لتنظيمات الإرهاب، التى ترتبط بعلاقات تمويلية مع جهات مختلفة، وتتجاوز منشوراتها الحوار أو الخلاف فى الرأى وتمثل تعبيرا واضحا عن فكر هذه التنظيمات.
 
المعلومات هى العنصر الأساسى فى الحرب على الإرهاب. والبحث عن الحلقات المفقودة بين الداخل والخارج، والحرب على الإرهاب ليست حرب يوم وليلة، ومواجهة شاملة، من دون تهوين أو تهويل فضلا عن كونها ليست فقط حرب سلاح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة