ليس أمام هذا الجيل من لاعبى الزمالك إلا أن يقاتلوا لإزالة آثار الهزيمة المخجلة، وإن لم يفعلوا فقد حكموا على أنفسهم بالفناء، ولن ترحمهم دموع جماهيرهم الحزينة، ولن يجدوا لهم مكانا حتى فى أندية المظاليم، فالكرة لا تعطى إلا من يبذل الجهد والعرق، وهم لم يبذلوا جهدا ولا عرقا، وكرروا نفس الفصل السخيف فى مباراة الوداد المغربى، ولم يحدث فى تاريخ الزمالك أن لحقت به هزائم ثقيلة، فى أسابيع متتالية بهذا الشكل المهين.
الهزيمة ليست عيبا إذا اتسمت بالشرف والقوة المنافسة وعدم الاستسلام، ولكن ما شاهدناه فريقا يفتقد الروح القتالية، ومهزوما قبل أن يلعب، وكأنه قادما من دهاليز الدرجة الثالثة، ويلاعب ناديا عملاقا، لم يجيدوا الدفاع ولا الضغط على الخصم، بل «حلق حوش»، لم يقوموا بهجمة منظمة بل محاولات عشوائية هزيلة انتهت قبل أن تبدأ، ولاعبين تائهين وهائمين على وجوههم.
أخطأ المدرب لأنه لم يدرس خصمه، بينما حفظه خصمه جيدا، واستغل الشوارع المفتوحة بين على جبر وإسلام جمال، ورغم تكرارها فى المباريات السابقة، إلا أنه أصر على استمرارها، ولم ينبه على باسم مرسى بالابتعاد المؤذى عى مدافعى الفريق المنافس، وأن مهمته إحراز الأهداف، وليس استفزاز الحكم ليحتسب ضده فاولات عكسية، ولم يوضح لشيكابالا أنه انتهى عصر اللعب على الواقف، وأن المهارات إذا لم تدعمها لياقة بدنية قوية، تتحول إلى فقرة تهريج فى سيرك، وأن إبراهيم صلاح فقد أنيابه وأظافره، أما أحمد الشناوى فكان يلعب وعينيه على الحضرى، وليس مهاجمى صن داونز.
ليس أمامكم إلا أن تستعيدوا الكرامة، وتحافظوا على فرصتكم الأخيرة قبل أن تنفد، وإذا لم تفوزوا بالبطولة حققوا الاحترام واستعيدوا الثقة، وتذكروا أن الجمهور الذى زحف لتوديعكم فى المطار، رافعا يافطات «أفريقيا يا زمالك» سوف يحتشد فى استاد برج العرب يوم الأحد القادم، وكان يتمنى أن يدخل المباراة مستريحا، ولكنكم فرضتم عليهم أسلوب الفوز بالمعجزات، وكما وضع يده على قلبه بعد إحراز الوداد المغربى للهدف الخامس، حتى أنقذه ستانلى، ينتظر أربع معجزات نظيفة من هذا النوع، وبالمناسبة أين ذهب ستانلى وأيمن حفنى.. وهل يشهد الأحد القادم تحقيق معجزة جديدة، أم نقول لهؤلاء اللاعبين «شكر الله سعيكم»؟