إذا أردنا أن نؤرخ لهذه المرحلة فإننا سنؤرخها بما يعرف بالربيع العربى أو «الربيع العبرى»، وهى المرحلة الذى تحكم فينا العالم الافتراضى الذى خرج إلينا ليس فقط من عالم «السوشيال»، بل من عالم «الترامادول» وأشقائه ومشتقات الكيف من البانجو ختى الحشيش وهو العالم الذى تحكم فينا منذ يناير 2011 وحتى الآن، لهذا لم يكن غريبا أن تنتشر كل هذه الكمية من المخدرات فى مصر التى أصبحت جزءا أساسيا من أعمال الأجهزة الأمنية التى تطارد المهربين التى وجدت نفسها فى ورطة بعد الانهيار الأمنى، عقب «هوجة» يناير التى فتحت حدود البلاد لكل مهرب لكل الممنوعات من البشر حتى الـ«آر.بى.جى» وهو العالم الذى بدأنا نعانى منه الآن بعد أن استردت الدولة جزءا من عافيتها ويحاول البعض إعادة سيناريو الفوضى، واختاروا يوم 11 نوفمبر المقبل، ويغزى هذا السيناريو أباطرة الكيف والسلاح لكى يعيدو سيناريو إدخال كل ما هو ممنوع فى هذا اليوم الذى رسموا له سيناريو الفوضى، وهو «عشم إبليس» فى حرق مصر.
والحقيقة أنه لا يمكن أن نستسلم إلى اعتبار أن ما حدث فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية هى ثورات، وأن خلع أو عزل رئيس مصر، سواء مبارك أو مرسى هى بداية حقيقية لإحياء شعب، لأننى أرى أن ما حدث منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن مجرد فورات شعوب أنتجت انهيارا كاملا فى أخلاقيات واقتصاديات وسياسات شعوب المنطقة، حتى أننى مازالت مؤمنا إيمانا كاملا أنه منذ هروب الرئيس التونسى السابق زين العابدين مرورا بخلع الرئيس الأسبق مبارك وحتى عزل الرئيس الفاشى محمد مرسى، وشعوب تلك المنطقة أخرجت أسوأ ما فيها، فظهرت البلطجة والإرهاب وتنظيمات لم نكن نسمع عنها، حتى التنظيمات التقليدية التى كانت موجودة قبل الربيع العبرى، مثل 6 إبريل والإخوان والاشتراكيين الثوريين كانت تتعامل فى معارضتها للنظام الحاكم بشكل سلمى، أما بعد 25 يناير فقد استخدمت البلطجة والإرهاب والقتل للسيطرة على الساحة السياسية، وهو ما جعل تلك التنظيمات فى خانة الإرهاب، ويضاف إليها كل الروابط الرياضية مثل الألتراس الأهلاوى والوايت نيتس الزملكاوى وغيرها من هذه الروابط التى اعتقدت أنها صنعت ثورة، وأنها تنتظر جنى الثمار، وعندما شعرت أن ما فعلته كان جريمة فى حق الوطن تحولت إلى جماعات أكثر عنفا ودموية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة