هاآرتس: "حرب الأديان" بين نتانياهو وأبو مازن تهدد أى تسوية سياسية

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 11:45 ص
هاآرتس: "حرب الأديان" بين نتانياهو وأبو مازن تهدد أى تسوية سياسية نتانياهو ومحمود عباس
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن عاصفة المشاعر التى اندلعت فى أعقاب قرار المجلس التنفيذى لمنظمة "اليونسكو" بشأن القدس ونفى أى صلة لليهود بالحرم القدسى كانت متوقعة، ولكنها فاجأت فى حدتها ونطاقها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.

 

وأضافت الصحيفة العبرية أن العديد من المسئولين الإسرائيليين ضخموا قليلا أهمية القرار من أجل احتياجاتهم السياسية، ولكن جزءا كبيرا من الغضب فى إسرائيل والجاليات اليهودية فى أنحاء العالم، على وصف هذا القرار للحرم القدسى ومحيطه وفقا للرواية الإسلامى فقط، ووضع الاسم العبرى "حائط المبكى"، ضمن قوسى اقتباس، كان حقيقيا ومبررا.

 

وقال المحلل السياسى الإسرائيلى البارز باراك رافيد، إن الصراع حول قرار اليونسكو يشير إلى تحول مقلق جدا فى خطاب القيادة الإسرائيلية والقيادة الفلسطينية بشأن عملية السلام، فمنذ بداية عملية أوسلو فى مطلع التسعينيات وحتى لقاء "أنابوليس" عام 2008 ركزت المفاوضات بين الطرفين على محاولة إيجاد حل عملى للصراع السياسى الإقليمى بين الشعبين وليس الانجرار إلى الحوار اللاهوتى والتاريخى أو الدينى.

 

وأوضح المحلل الإسرائيلى أنه ليس من المستغرب أن المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، نشرت بيانا طويلا ومفصلا انتقد بشدة القرار الذى دعمته 24 دولة من الدول الأعضاء فى اللجنة التنفيذية لليونسكو، وأنه بلغة الدبلوماسية واضحة، هاجمت بوكوفا دوافع الدول التى رعت ودفعت ودعمت القرار.

 

وأشار رافيد، إلى أنه تم فى الماضى ترك الروايات التاريخية والدينية وراء الكواليس أو لعبت دورا هامشيا فى الصراع، لكن حاليا أحضرت القيادتين فى عهد نتانياهو وعباس وبوعى هذه القضايا المتفجرة إلى مركز الصدارة.

 

وأضاف رافيد، أنه بدلا من الحديث عن الحدود والأمن وحلول عملية لقضايا مثل اللاجئين والقدس، أدار نتانياهو وعباس خلافات حول أحداث وقعت قبل 3000 سنة، وروايات قومية ومعتقدات دينية.

 

وقال المحلل السياسى الإسرائيلى، إنه منذ عام 2009، وخصوصا فى العامين الماضيين، أصبح خطاب القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية يقود نحو "حرب دينية" مما يسد أى طريق نحو أى تسوية سياسية مستقبلية، وأن المفارقة هى أن نتانياهو وعباس يدفعان إلى هناك على الرغم من أنهما غير متدينين، فنتانياهو هو علمانى تماما ويفهم جيدا بأن الصراع هو سياسى ويمكن حله، وأن الاتفاق الذى وقعه بنقل السيطرة على مدينة "الخليل" للفلسطينيين هو مثال صارخ على ذلك، ويمكن العثور على أمثلة مماثلة بشأن عباس، لكنهما منذ عام 2009 يركبان هذا "النمر"، على حد سواء.

 

وأضاف المحلل الإسرائيلى، إن قرار اليونسكو هو مثال آخر على التدهور الخطير فى العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين منذ دخول بنيامين نتانياهو إلى مكتب رئيس الوزراء فى عام 2009، وبطبيعة الحال يحب نتانياهو نسب الفضل له بكل نجاح يتحقق على الساحة الدولية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالإخفاقات السياسية، كما فى هذه المسألة، لا يسارع إلى تحمل المسئولية، بالنسبة له، هذا نتيجة لقوة قاهرة أو مجرد معاداة للسامية.

 

وأوضح رافيد أن القرار كان كارثة معروفة مسبقا، فقد تم زرع بذور الكارثة فى أكتوبر 2011، عندما تم قبول الفلسطينيين كدولة عضو فى اليونسكو، والسبب الرئيسى هو أن الفلسطينيين قرروا التخلى عن المفاوضات والعمل من جانب واحد فى مؤسسات الأمم المتحدة، فى ذلك الوقت، نتيجة لعدم الثقة العميقة بنتانياهو وبجدية نواياه فى  عملية السلام. فى واقع سياسى مختلف بين إسرائيل والفلسطينيين كان من الممكن أن تكون الأمور مختلفة.

 

وأضاف رافيد، أنه ليس صدفة عندما أجرى المفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبى ليفنى فى عامى 2007 و2008، لم يدفع الرئيس الفلسطينى محمود عباس لا بل عارض بقوة أى تحرك فى الأمم المتحدة وأصر على إجراء محادثات مباشرة، وعندما سمع عباس فى سبتمبر 2010، من نتانياهو رفضه مناقشة قضية الحدود، وأنه حتى إذا تم إنشاء دولة فلسطينية فان قوات الجيش الإسرائيلى ستبقى فى أراضيها لمدة 40 سنة على الأقل، وخلص إلى أنه لا يوجد من يتحدث إليه وانتقل إلى التحركات فى الأمم المتحدة.

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة