الشعارات لثورة الجياع 11/11 مستنسخة من نفس شعارات 25 يناير دون أى إبداع
كنت قد كتبت مقالا منشورا هنا فى نفس المساحة يوم 3 ديسمبر 2015، قلت فيه: هل يقبل المصريون تكرار سيناريو جمعة الغضب بكل حالات الرعب والفزع والقتل والحرق وخروج المجرمين من السجون ليسيطروا على الشوارع؟ ونظرا للدعوات لثورة جياع، كان لزاما على إعادة نشر المقال، مع إدخال التعديلات اللازمة، وفقا للمستجدات والأحداث المتواترة.
فعندما تمعن النظر فى الأسطوانات المشروخة والنغمات النشاز التى يرددها كتائب الخراب والدمار، وزرع الإحباط واليأس، بجانب الجماعات الإرهابية والحركات الفوضوية، فى دعوتهم لثورة الجياع 11/11، تكتشف أنها مستنسخة من نفس الدعوات التى سبقت 25 يناير 2011، ودون إضافة أى لمسات إبداعية، بداية من نغمة الاختفاء القسرى، والتعذيب فى السجون، والترويج لما قاله سائق «التوك توك» والشاب «الإسكندرانى» الذى حاول إشعال النار فى نفسه لأنه لا يجد قوت يومه، وهى محاولة لتكرار سيناريو الشاب «الإسكندرانى» خالد سعيد، مشعل فتيل 25 يناير، والأزمة الاقتصادية الطاحنة، واختفاء السلع، وزيادة الفقر، وانتشار الجوع، لذلك يجب أن تبتهج وتنفرج أساريرك، لأن أعضاء كتائب الشر افتقدوا الإبداع، والابتكار، والقدرة على التحديث، لإقناع بعض من فى الشارع للخروج فى ثورة.
نعم، كل الذين يتصدرون المشهد من أعضاء كتائب نشر الغضب، وزرع الإحباط واليأس، يستخرجون من مخزون أفكارهم المعلبة ومنتهية الصلاحية الكثير هذه الأيام فى محاولة لإعادة تدويرها، وتقديمها كمنتج جديد، واستجداء المواطنين التعاطف معها.
كتائب البرادعى وأبوالفتوح وعلاء الأسوانى ويسرى فودة وعمرو حمزاوى وأيمن نور وجميلة إسماعيل وخالد على وخالد داود وجورج إسحق وممدوح حمزة، واتحاد ملاك يناير، ونشطاء السبوبة، خرجوا علينا الآن، بأن هناك انتشارا للجوع، وظلما يسير على الأرض، وإهدارا للكرامة الإنسانية، واختفاء قسريا، وهى نفس الشعارات التى رددوها قبل ثورة 25 يناير، دون إدراك منهم للمتغيرات الشديدة والعنيفة فى الأحداث طوال السنوات الخمس الماضية، عنها قبل يناير 2011.
أعضاء كتيبة الشر لم يستمعوا بإنصات لأغنية كوكب الشرق أم كلثوم فى رائعتها فات الميعاد، وتحديدا مقطع «عايزنا نرجع زى زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان» بدليل أنهم يحاولون حاليا إعادة عجلة الزمان للوراء، إلى ما قبل 25 يناير، واستخدام نفس الشعارات والمصطلحات، دون إدراك منهم أن الشعب دفع من أمنه واستقراره، وحياة أبنائه، وتدهور أوضاع حياته المعيشية، الكثير، ورأى ما لا عينه رأته من قبل، وما لم يتخيله يوما قط.
عاش الشعب المصرى يوما بألف عام فى 28 يناير 2011 الذى يطلق عليه اصطلاحا جمعة الغضب، حيث خرج المجرمون من السجون، واختفت الشرطة من الشوارع، وحُرقت الأقسام والمنشآت الشرطية، والعامة، وسيطر البلطجية على الأوضاع، وساد الرعب والفزع فى قلوب المواطنين، وسلبت المحلات والمراكز التجارية الشهيرة، وسُرقت السيارات من الشوارع، واستبيحت الأعراض، وانتشرت جرائم الاختطاف والقتل، والتمثيل بالجثث، ونال البعض من خصومهم، هل نسى الشعب المصرى ذاك اليوم تحديدا؟ هل يريد الشعب المصرى أن يكرره ويعيش أحداثه من جديد يوم 11/11 على يد نفس الوجوه والجماعات والحركات؟ إذا أراد فعليه أن يقبل حملة كتائب الشر وزرع اليأس والإحباط لكسر الشرطة مرة ثانية، مع العلم أن تكرار سيناريو جمعة غضب جديدة سيقضى على الأخضر واليابس، وأن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش سيكون لها اليد الطولى، وستقفز على الأوضاع وتمسك بتلابيب الأمور، وستغرق البلاد فى شلالات الدم.
نعم، ثورة جديدة، بمعنى وقول واحد، أننا نسلم مفاتيح القاهرة لأتباع أبوبكر البغدادى، يمارسون فيها نفس الجرائم الدموية التى يمارسونها الآن فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، من ذبح وحرق، واغتصاب النساء وبيعهن فى سوق النخاسة، وإعادة البلاد إلى العصور المظلمة، وللمشككين فى هذا السيناريو فى حالة تكرار جمعة غضب جديدة، نؤكد لهم بكل اللغات، وحسابات العقل والمنطق، أنه فى حالة تكرار جمعة غضب جديدة، لن تقوم لهذا الوطن قائمة أخرى، وأن البلاد ستغرق فى بحور الفوضى، وهى ليست فزاعة كما يحاول أعضاء كتائب الشر والإحباط واليأس توصيفها، ولكنها حقيقة دامغة، وأذكر لمن نسى، عندما كان هؤلاء يخرجون علينا قبل 25 يناير، ليسخفوا من تحذيرات الأجهزة الأمنية من خطورة الإخوان، ومحاولة تسويقها على أنها فزاعة يستخدمها نظام مبارك لإشاعة الخوف فى قلوب المصريين من الجماعة، ومرت الأيام ووصل الإخوان للحكم، وأظهروا من الموبقات أضعاف ما حذرت منه الأجهزة الأمنية قبل يناير، أيضا، أذكر لمن نسى، أن هؤلاء لم يتركوا فرصة إلا وسخروا من مصطلح «الاستقرار» الذى كان يردده مبارك ونظامه، وبعد أن اندلعت ثورة 25 يناير، وطوال السنوات الخمس الماضية وحتى الآن أدرك الشعب نعمة الاستقرار، عندما عاش أياما سوداء فى ظل انفلات أمنى، وحالة من الرعب سيطرت عليهم من مصير مجهول، وأصبح المواطن البسيط يترحم على نعمة الاستقرار التى رفسها بأقدامه يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة