الصحة النفسية فى مصر.. 1 من بين 6 أفراد مصاب بأحد الاضطرابات النفسية.. أستاذ طب نفسى: القلق يحتل صدارة القائمة فى مصر ويليه الاكتئاب.. والدراما السبب فى انتشار الوصمة الاجتماعية للمرضى النفسيين

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016 07:58 م
الصحة النفسية فى مصر.. 1 من بين 6 أفراد مصاب بأحد الاضطرابات النفسية.. أستاذ طب نفسى: القلق يحتل صدارة القائمة فى مصر ويليه الاكتئاب.. والدراما السبب فى انتشار الوصمة الاجتماعية للمرضى النفسيين الدكتور محمد رفعت الفقى أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس
كتبت أمنية فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من القلق والخوف والاكتئاب ترسم شكل مجتمعنا المصرى حاليًا، وأرقام كثيرة تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية والأسباب متعددة، ورغم ذلك إلا أن مجرد التفكير فى الذهاب لطبيب نفسى أمر صعب على البعض نظرًا للوصمة المجتمعية والثقافية التى تلحق بالفرد الذى يذهب للطبيب النفسى.
 
وفى وقتنا الحالى يرى الدكتور "محمد رفعت الفقى" أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس، أن الأفكار تغيرت قليلاً والأجيال الجديدة أصبحت تنظر للطبيب النفسى على أنه مساعد لها فى الحياة لتخطى المواقف الصعبة، ويؤكد: "هناك بعض الأفراد يزورون المريض النفسى لمجرد الوقاية أو استشارته فى شىء يقلقها وهى مرحلة لم نكن نحلم بها من قبل مقارنة بالسنوات الماضية التى كان مجرد التفكير فى الذهاب للطبيب أمر شاق على الغالبية".
 
ويضيف الدكتور "الفقى": "جاءت نظرة المجتمع الخاطئة للطبيب النفسى بوصفه "طبيب للمجانين" بسبب ما يحدث من أخطاء فى الدراما المصرية الخاصة بنا وجرائم القتل التى يرجعها أغلب المحققين إلى خلل عقلى للجانى، رغم أن نسبة المجانين أقل من 1%، وهذه المفاهيم الخاطئة علينا مراجعتها للتخلص من الوصمة الاجتماعية، ومن يفكر حاليًا بعدم الذهاب للطبيب النفسى خوفًا من الوصمة التى قد تلحق به يفكر بنفس الشىء أيضًا مع التخصصات الطبية الأخرى، حيث نجده يذهب لطبيب القلب أو الباطنة مع اقترابه من الموت لعدم إيمانه بأهمية الطبيب والتقدم الذى وصلنا له حاليًا فى علاج العديد من الأمراض".
 
ويتابع: "هناك بعض الأرقام والإحصائيات التى توضح نسبة حدوث الاضطرابات النفسية فى مصر والعالم حتى ننتبه ونعمل جاهدين على إيجاد حلول لها لمساعدة المواطنين على الحياة بشكل طبيعى، حيث إن الاضطراب النفسى من أصعب الأمراض لأنه يؤثر على أجهزة الجسم دون أن يشعر الفرد ويحول حياة الفرد إلى رحلة طويلة فى العيادات الطبية المختلفة بحثًا عن العلاج".
 
وهناك دراسة قمنا بها فى مصر توضح الفرق بين الاكتئاب فى الريف والحضر وأظهرت النتائج أن نسبة الإصابة بالاكتئاب فى الحضر تصل إلى ما يقرب من 11%، ووفقًا للدراسات العالمية فنسبة الإصابة بالفصال تقترب من 1% واضطراب الوسواس القهرى 3%، وهناك اضطرابات نفسية أخرى مثل القلق يتم حساب نسبة وفقًا لعمر الفرد بالكامل وهو أكثر الأمراض النفسية فى العالم التى يصاب بها الأفراد حيث أثبتت الأرقام أن 1 من بين كل 4 أفراد يصاب بالقلق فى فترة من فترات عمره أى أن 25% من المواطنين أصيبوا بالقلق فى إحدى مراحل عمرهم لهذا نسب الانتشار للقلق النفسى أكبر، وفى مصر يعد القلق النفسى رقم 1 ويليه الاكتئاب ويشكلون نسبة إصابة 65% من المرضى النفسيين.
 
ويشير الدكتور "الفقى" إلى خطورة اضطرابات النفس لأنه يصعب تحديد نسبة الإصابة بها، حيث تظهر هذه الاضطرابات فى صورة أمراض عضوية كأمراض الجهاز الهضمى مثل اضطراب القولون العصبى أو قرحة المعدة، ونجد أن نصف العوامل التى أدت بالإصابة بهذه الأمراض للفرد الواحد نفسية وفى أغلب الأحوال يحتل القلق المركز الأول فى حدوث هذين المرضين، وفى حالة الجمع بين كل الاضطرابات النفسية سيكون هناك حالة إصابة واحدة من بين 6 أفراد فى المجتمع. 
 
وعن أسباب انتشار الاضطرابات النفسية حاليًا فى مصر، يوضح الدكتور "الفقى" قائلاً: "بعد ثورة 25 يناير أرجع البعض سبب انتشار الاضطرابات النفسية إلى حالة التخبط التى عاشها المجتمع فترة، ولكن هذا التفسير يصعب أن يطبق بشكل فعلى، فعلى أرض الواقع حدثت اضطرابات مؤقتة بعد الصدمة التى شاهدها وعاشها المجتمع من حالات قتل واختفاء وغياب أمنى وتم التغلب عليها، ونسبتها ليست كثيرة كالصورة التى صدرها البعض للمجتمع، ولكن التغير الحقيقى الذى حدث فى المجتمع ونراه ملحوظًا هو تغيير سلوكيات وتصرفات غالبية أفراد المجتمع وهذا لا يعنى أنه ناتج عن اضطراب نفسى.
 
ويستكمل: هناك 3 عوامل أساسية تتحكم فى ظهور الاضطراب النفسى على الفرد وهم العامل العضوى والعامل النفسى والعامل الاجتماعى، ويتمثل العامل العضوى فى الجانب الوراثى والجينات وبعض التغيرات الكيميائية وتغيرات الجهاز العصبى وتغيرات الجهاز المناعى وغيرها من العوامل العضوية، وحتى يظهر المرض لابد من اكتمال الدائرة بالعامل النفسى وهو الصراع الذى يتم داخل الشخص والعامل الاجتماعى وهو البيئة التى تحيط بالفرد، كل هذه العوامل تعمل معًا حتى يصاب الفرد بأحد الاضطرابات النفسية وهى متعددة وغير محددة وقابلة للتغير من فرد لآخر فى نفس المرض، وهذا الأمر جعلنا نطلق على الإصابات النفسية اسم "اضطراب" وليس مرضا، لأن المرض محدد والاضطراب غير محدد.
 
ويوضح الدكتور "محمد الفقى" قائلاً: "هناك أمراض نفسية خاصة بالمرأة مثل اضطرابات الدورة الشهرية، واضطرابات أثناء الحمل، واضطرابات الولادة وما بعد الولادة، واضطرابات نفسية أخرى متعلقة بتناول حبوب منع الحمل، وعلى المرأة التعرف عليهم واستشارة الطبيب حتى لا يتحول الأعراض النفسية إلى أعراض عضوية تؤثر عليها، أما باقى الاضطرابات النفسية مشتركة بين الرجال والنساء، بحيث يبلغ نسبة السيدات فى الإصابة أكثر من الرجال بمقدار إصابة 3 سيدات إلى رجلين من بين 5 حالات مرضية، وتزداد نسبة إصابة المرأة فى أمراض الشيخوخة مثل ألزهايمر أكثر من ذلك، أما بالنسبة للأطفال فمرض فرط الحركة ونقص الانتباه معًا يكون فى الأولاد أكثر من الفتيات، وترتفع نسبة الفتيات فى اضطراب نقص الانتباه فقط.
 
ويشير الدكتورة "الفقى" إلى أهمية دور الإعلام والسينما والتليفزيون فى توعية المجتمع ونقل صورة صحيحة عن الطبيب النفسى مثل كل الأطباء فى كل التخصصات حتى نتخلص نهائيًا من فكرة الوصمة الاجتماعية، وتقوم منظمة الصحة العالمية حاليًا بدور كبير فى عمل حملات كثيرة لتوعية المجتمع بأهمية الطبيب النفسى فى كل العالم لإزالة هذه الوصمة الاجتماعية وشاركنا معهم ككلية طب جامعة عين شمس.
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة