أدى ضهرك للترعة ..

بالصور .. كيف توقفت الحياة فى "قرى مصر" عند زمن الأبيض وأسود ؟

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016 10:00 ص
بالصور .. كيف توقفت الحياة فى "قرى مصر" عند زمن الأبيض وأسود ؟ اطفال بعد غسل المواعين فى الترعة
كتبت أسماء رمضان زيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وكأن الزمن توقف فى هذه القرى ولم تعد ساعة الوقت تعمل، متجاهلين كل كلام الإعلام والأفلام و"المسلسلات العربى" عن البلهارسيا، وشعارات الحد من استخدام مياه الترع والمصارف على مر الزمن التى وقف على رأسها شعار "أدى ضهرك للترعة" ليعبر عن أشهر حملات الدولة ضد ملوثات المياه فى القرى، متجاهلين كل ذلك وما هو أكثر من أمراض استوطنت منازلهم، مازال مشهد الأطفال والسيدات يغسلن الآوانى بالترع وينزلن للاستحمام مشهد يمكنك أن تراه بسهولة بمجرد مرورك على الطريق الزراعى مسافراً لإحدى محافظات الدلتا .


أطفال يغسلون المواعين بالترعة

 

" عزبة أبو سمك"، واحدة من قرى محافظة المنوفية، تعرف ما تعرفه غيرها من قرى مصر عن مشاهد الترع والمصارف، على الطريق المؤدى إليها يصدمك مشهد الأطفال يغمسون أجسادهم بالكامل فى مياه الترع، يغسلون الآوانى التى سيأكلون فيها بعد قليل، لا يعرف أحدهم مدى خطورة ما يحدث منذ عشرات السنين، والسر خلف ما يصيبهم من أمراض وفيروسات كبدية نتيجة المياه الملوثة.


إحدى الأطفال بعد غسل المواعين

 

طفلة تقف بالكاد على قدميها الصغيرتين، تحمل فوق رأسها أوانى تفوقها حجماً، نظرت من خلف الأوانى لأعلى، وقالت بصوت خفيض : أمى بتقولى عشان المواعين تنجلى وتلمع وعندنا ميه فى الحنفية بس مبتنضفش زى الترعة".


طفلة وشقيقتها بعد غسل المواعين

 

محملة بأهوال من "الحلل" تكمل طريقها بين القمامة والمواشى، عائدة إلى منزلها فى طريق غير ممهد، حولها عشرات الأطفال الذين يقومون بنفس ما تقوم به هذا الطفلة يومياً، يحملن الأوانى من المنازل، ينغمسوا بها فى قاع الترعة ويخرجون لمواجهة مصيرهم من الامراض التى تصيبهم فى سن صغيرة.


اطفال بالترعة

 

"منى أحمد" واحدة من نساء العزبة تحدثت لليوم السابع  قائلة : "سلميها لله احنا طول عمرنا كده ومبيحصلش حاجة وهم الناس اللى بيغسلوا فى الحنفية يعنى مبيتعبوش ما كل حاجة حولينا ملوثة جت على الترعة".


التلوث بالترعة

 

وتكمل : " العيال بتشبط وبيفرحوا لما ينزلو الترعة هنعمل إيه يعنى، وأوقات إيدى مبتبقاش فاضية فبقول أهى تبقى إيدها بإيدى وتساعدنى بدل ما تلعب ولا تعمل مشكلة مع حد، لكن احنا الحمد لله موصلين ميه وصرف صحى كمان".


المياه وما بها من تلوث

 

وهكذا تمضى أيامهم، بين الترعة وباقى الملوثات المحيطة بهم، تحذيرات الدولة التى لم تنقطع منذ سنوات طويلة لا تعنيهم، ما يصلهم من التلفزيون والقنوات الفضائية يندرج بالنسبة إليهم فى خانة "الخيال العلمى" لأهالى الأضواء الذين لا يعرفون شيئاً عن واقع الحال، وتبقى الترعة كما هى مصدر المياه الوحيد حتى بعد توفر المياه والصرف الصحى، ومازالت قصة "البلهارسيا" مستمرة حتى ما شاء الله . 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة