فى حوار شامل كشف خلاله الكثير من المفاجآت، قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إنه تسلم الجامعة مديونة ولكن تم تسديد جميع تلك الديون، وبها فائض الآن مليار و800 مليون جنيه.
وعن خانة الديانة التى أثارت ضجة بالشارع فى الأيام الماضية، أوضح "نصار" أن جامعة القاهرة عندما تتخذ قرارا يكون لمعالجة مشكلة معينة وحلها، وطالما أن القرار يقع فى المسئولية الدستورية والقانونية للجامعة ورئيسها، فلا يزعج الجامعة كثيرا اختلاف الآراء حول هذا القرار وتأثيراته.
وأضاف "نصار" خلال حواره مع الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، ببرنامج "على هوى مصر"، الذى يذاع على فضائية النهار one، أن من يدير الجامعات هم رؤساء الجامعات، وهم الذين يمثلوها أمام القضاء، ويكمن دور وزير التعليم العالى فى إدارة الملف السياسى للجامعات.
وعبر عن احترامه لرأى وزير التعليم العالى، المختلف مع قراره بشأن إلغاء خانة الديانة من أوراق جامعة القاهرة، مضيفا: "أنا مكنتش بفكر فى القرار ولا كان على بالى على الإطلاق وكذلك موضوع النقاب، ولكن عندما تنشأ مشكلة وأجد أنها مخالفة للدستور والقانون، والمادة 53 من الدستور تنص على تجريم التمييز بين المصريين لأى سبب كان".
"نصار" يكشف الحقائق وراء إلغاء خانة الديانة من الأوراق
ونوه بأنه لم يكن فى أوراق الجامعة الرسمية خانة الديانة قبل أواسط السبعينيات، ولكن تسرب هذا العرف الفاسد بعد تلك السنوات، نافيا تلقيه أى لوم من أى سلطة سياسية عليا داخل الدولة حول هذا القرار، فيما رد على اتهامات ياسر برهامى له، قائلا: "السلفيون يلبسون الحق بالباطل".
وشدد الدكتور جابر نصار، على أهمية تحديث البيانات داخل جامعة القاهرة، حيث ما زالت حتى الآن هناك ما يسمى بـ"أجرة الركايب" بين أوراق الجامعة، وهى فى الحقيقة "بدل الانتقال".
وأكد "نصار" أنه لا يتذكر أن أحدا تبرع لجامعة القاهرة تبرعا نقديا، مشيرا إلى أن البيانات الخاصة بإعلان التبرعات التى وردت لمستشفيات جامعة القاهرة جاهزة الآن وسيعلنها فى الفترة المقبلة، وأغلب التبرعات عينية للمستشفيات، أو لصندوق الخدمات الطلابية ولكنها بسيطة للغاية".
وقال رئيس جامعة القاهرة، إنه تسلم الجامعة عندما كانت محاطة باعتصام النهضة الذى استمر لـ60 يوما فى 2013، وعانت الجامعة بعد تاريخ فض الاعتصام، حيث لم يكن فى خزينة الجامعة أى أموال على الإطلاق، فضلا عن الديون المتراكمة عليها، حيث كان هناك 90 مليون جنيه تم سحبهم من صندوق العلاج الخاص بأعضاء هيئة التدريس نتيجة عدم وجود أموال بالجامعة للصرف، حتى توقف العلاج فى هذا التوقيت، فضلا عن 36 مليون جنيه من صندوق الزمالة.
وأشار إلى أن حسابات جامعة القاهرة فى البنك المركزى فى 31 أغسطس 2016، كانت 866 مليون جنيه، و23 مليون و303 آلاف دولار، و13 مليون و607 آلاف جنيه إسترلينى، ومليون و902 ألف يورو، و75 ألف ريال سعودى.
وكشف الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أن إصلاح ملف المكافآت فى جامعة القاهرة أمر مطلوب، لأنه سيوفر فى الشهر الواحد 2 مليون و760 ألف جنيه، مشيرا إلى أن المكافآت الجماعية التى يحصل عليها الجميع سواء من يعمل أو من ينام فى منزله أو من يسافر للخارج، كانت تكلف خزينة الجامعة 20 مليون جنيه.
وأضاف: "إحنا صلحنا قصر العينى بحركة ظريفة جدا، واتفقنا فى مجلس الجامعة على أن هناك أساتذة لم يأتوا ومشغولين بعياداتهم الخارجية وفى أساتذة مسحولين، فقلتلهم فى المجلس عاوزين الأستاذ اللى ميجيش خالص المفروض نخصم جزء من مرتبه، ويحضر أربعة أيام فى الأسبوع" وتابع "إحنا مش عاوزينه ييجى الأربعة أيام، عاوزينه يوم واحد يقعد مع الطلبة لأن انهارده الطلبة بتضيع منى ليه علشان مش لاقية اللى يعلمهم.. حيث إن العلم فى الراس مش فى الكراس".
رئيس جامعة القاهرة يكشف دور الجواسيس فى متابعة إصلاحات قصر العينى
وأشار إلى أنه بعد تطوير بوابات قصر العينى اتخذ قرارا بأن لا يدخل منها بسيارته ويركن بالداخل سوى أساتذة القصر العينى وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، قائلا: "كنت ببعت فى ساعة الذروة جواسيس يروحوا يعدوا العربيات المركونة، ولما عملنا النظام ده اللى بيشتغل يكافئ والعكس صحيح، بقى انهارده يوصل لـ2000 سيارة".
ولفت إلى أنه عندما تفقد أملاك جامعة القاهرة، وجد فيلا بجوار السفارة السعودية، فعند تفقدها وجد "البدروم" الخاص بها مليئا بالكتب والوثائق والمخطوطات، فاكتشف أنه مكتبة الشاعر والكاتب عبد القادر المازنى ترجع لعام 1940، فشكل لجنة لفحصها وبعد العمل لشهرين فطلبوا مكافأة فصرف لهم مكافأة أكبر من التى طلبوها بسبب عملهم المتواصل والجيد: "اللى مشغول بمكتبه وعيادته ومكتبه مياخدش علشان ده مال عام، واللى قاعد 24 ساعة مسحول ومطحون فى الكلية والمستشفى ياخد عنيا".
ونوه بأنه عندما يرصد حالات الغياب للأساتذة داخل كليات جامعة القاهرة، وعندما يجد أسماء مكررة كل ثلاثة شهور يصدر لهم قرارا بإنهاء خدمتهم، مشيرا إلى أنه منذ أن أتى رئيسا للجامعة فلم يعين أى موظف مؤقت، لأن الجامعة ليس بحاجة إليهم، الدولة المصرية دولة غنية جدا إنما المشكلة الأساسية ليست فى الموارد بقدر ما هى فى عدم إدارة هذه الموارد بشكل صحيح".
وأكد "نصار" أن إصلاح منظومة البحث العلمى كفيل بأن يجعل جميع الجامعات المصرية تستغنى عن الإنفاق الحكومى نهائيا: "أنا مستلم الجامعة خرابة وصفرية، وكان بيخش عليا العميد وبيقولى مش لاقيين 100 جنيه، تجربة جامعة القاهرة بتعطى أمل ولكن إحنا محتاجين القدرة على اتخاذ القرار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة