فى أى انتخابات رئاسية فى الولايات المتحدة، يكون هناك عدد من الولايات الحاسمة التى تلعب الدور الأكبر فى تحديد نتائج السباق نحو البيت الأبيض، وتظل هذه الولايات محل صراع بين مرشحى الحزبين الكبيرين الجمهورى والديمقراطى حتى الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية لكل منهما.
والمعروف أن الانتخابات الرئاسة الأمريكية تتم بآليات معقدة وبانتخاب غير مباشر. ففى كل ولاية، يقوم الناخبون بالإدلاء بأصواتهم، ولا يكون الحاصل على أكبر عدد من الأصوات هو الفائز. بل أن كل ولاية ممثلة بعدد من الأصوات فيما يعرف بالمجمع الانتخابى.. والمرشح الذى يحصل على غالبية الأصوات فى أى ولاية يحصل على كل أصواتها فى المجمع الانتخابى. وينطبق ذلك على كل الولايات، فيما عدا ولايتى ماين ونبراسكا التى يتستخدم النظام النسبى. ويختلف عدد "كبار الناخبين" فى المجمع الانتخابى تبعا لتعداد سكان كل ولاية.
وولكى يصبح المرشح فائزا فى انتخابات الرئاسة، عليه أن يحصل على 270 صوتًا من أصوات الناخبين الكبار الممثلين فى المجمع الانتخابى من بين إجمالى 538، وهو الرقم الذى يعادل عدد أعضاء الكونجرس إلى جانب ثلاثة ناخبين كبار عن مدينة واشنطن دى سى العاصمة، التى لا تنتمى لأى ولاية. وهناك بعض الولايات التى تكون محسوبة مسبقا على كل طرف، فمثلا ولاية كاليفورنيا محسومة للديمقراطيين، بينما أوكلاهوما تخص الجمهوريين.
أما عن الولايات الحاسمة، أو الولايات المتأرجحة، فهى تلك الولايات التى بها عدد كبير من الأصوات فى المجمع الانتخابى وليست محسومة لصالح حزب ما.
فلوريدا
وتعد ولاية فلوريدا من أهم الولايات فى سباق الرئاسة الأمريكى، فتارة تؤيد الجمهوريين، وتارة أخرى تدعم الديمقراطيين. كما أن الولاية رجحت كفة مرشح عن آخر فى انتخابات سابقة كان أبرزها عندما فاز جورج بوش الأب بأصوات فلوريدا فى سباقه مع آل جور عام 2000. كما رجحت كفة أوباما على ميت رومنى فى سباق 2012.
وتعد فوريدا ثالث أكبر الولايات فى أصوات المجمع الانتخابى بعدد 29 صوت. وتوصف بأنها الجائزة الكبرى للولايات المتأرجحة. وفى فلوريدا يوجد 4.4 مليون ناخب يميلون للحزب الجمهورى، مقابل 4.6 يميلون للديقراطيين، لكن هناك ثلاث مليون مستقل يجعلون فلوريدا "ولاية متأرجحة".
أوهايو
لم يدخل أى مرشح البيت الأبيض بدون الفوز بولاية أوهايو منذ عام 1960. وتمتلك هذه الولاية 18 صوتا فى المجمع الانتخابى، وحسمت هذه الولاية انتخابات عام 2004 بعدما تقدم جورج بوش الابن فيها على منافسه الديمقراطى جون كيرى بأقل من 120 ألف صوت.
بنسلفانيا
تملك هذه الولاية 20 صوتا فى المجمع الانتخابى، وتعتبر ولاية منقسمة بين مناطقها الريفية المؤيدة للجمهوريين والمدن الكبر مثل فيلادليفيا المؤيدة للديمقراطيين. وصوتت بنسلفانيا فى عامى 2008 و2012 لصالح بارك أوباما.. كما اختارت المرشح الديمقراطى الخاسر جون كيرى فى انتخابات عام 2004.
ولاية نورث كارولينا
تمثل هذه الولاية المحافظة الواقعة فى الجنوب الشرقى بـ 15 صوت فى المجمع الانتخابى.. ورغم أنها من الولايات التى ظلت لفترة طويلة محسوبة على الجمهوريين، إلا أن باراك أوباما استطاع أن يفوز بها بعدما ضاعف جهوده لتعبئة الناخبين فى الاقتراع المبكر.
أريزونا
تقع فى المنطقة الجنوبية الغربية، بحدود طويلة مع المكسيك، حيث يتحدث واحد من كل خمسة أشخاص اللغة الإسبانية. وتأتى فى المركز الـ14 على صعيد الكثافة السكانية. ولها 11 صوتا بالمجمع الانتخابى الخاص بها.
جورجيا
تعرف هذه الولاية باسم ولاية الخوخ، وتستحوذ على 16 صوتا بالمجمع الانتخابى، واحد من كل 3 أشخاص فى هذه الولاية من أصل أفريقى، وتاريخيا ساهمت هذه الولاية فى فوز الجمهوريين، ولذا فقد تمثل صدمة بالغة لترامب إذا لم يفز بها، وهو أمر مرجح فى ظل عداء السود له.
ميزورى
تقطن هذه الولاية التى تقع وسط البلاد أعلى نسبة من الأميركيين البيض. ورغم اختيارها للمرشح الذى فاز فى كل الانتخابات الرئاسية فى القرن الماضى، باستثناء انتخابات عام 1956 التى فاز بها دوايت أيزنهاور، فقد دعمت المرشح الجمهورى فى آخر 4 انتخابات رئاسية. وتمتلك هذه الولاية 10 أصوات فى المجمع الانتخابى بها.
ومن الولايات الأخرى التى تمثل أهمية خاصة فى السباق الرئاسى الأمريك كولورادو، فرغم أن هذه الولاية تميل عادة للجمهوريين، إلا أن كلينتون أمامها فرصة كبيرة للفوز بها. وكذلك ولاية أيوا التى تملك ستة أصوات فى المجمع الانتخابى، لكنها ظلت متأرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين، إلى جانب ولاية نيفادا.
وفى تقرير لها أمس، الاثنين، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن هيلارى كلينتون، المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، تدرس توسيع خريطتها الانتخابية مستغلة تعثر منافسها الجمهورى دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن كلينتون تواجه خيارا كبير فى الأسابيع الثلاثة المتبقية من الحملة الانتخابية، وهو توسيع جهودها لتشمل الولايات التى لم يفز فيها الديمقراطيون منذ سنوات، أو الالتزام بالمسار الحالى الذى سيمنحها، فى حال ظلت الأوضاع كما هى، انتصارا فى الانتخابات.
فبعد أسبوعين من الأحداث الصاخبة التى تركز فيها الانتباه على سلوك ترامب إزاء النساء، تتفوق كلينتون فى كل الولايات التى تمثل معركة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث وجهت حملتها أغلب الموارد إلى هذه الولايات، بحسب ما ذكرت عدة استطلاعات حديثة. إلا أن بعض الولايات الداعمة للجمهوريين بشدة مثل أريزونا وجورجيا ويوتاه، ستكون مهمة أيضا بالنسبة لها.
ويقول مساعدو كلينتون إنهم يرون مزايا فى تعزيز تفوقها فى المجمع الانتخابى، حيث يصل الحاصل على 270 صوتا إلى البيت الأبيض. فالانتصارات فى الأماكن غير المتوقعة يمكن أن يعزز الحصيلة النهائية، ويمنحها مزيدا من الولاية ويقلل من شكاوى ترامب ومزاعمه عن تزوير الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة