شددت فالينتينا ماتفيينكو رئيس مجلس الشيوخ (الاتحاد الروسى) اليوم الخميس، على ضرورة تكثيف الجهود لوضع دستور سورى جديد، تمهيدا لإجراء الانتخابات القادمة على أساسه.
وقالت ماتفيينكو- فى تصريحات صحفية أوردته قناة (روسيا اليوم)، اليوم الخميس، خلال زيارة لسويسرا- "فيما يخص الوضع فى سوريا، إننا أبلغنا شركاءنا الأوروبيين بالخطوات التى يمكن ويجب اتخاذها فى القريب العاجل لإنجاح جهود مكافحة الإرهاب واستعادة السلام فى الأرض السورية".
وتابعت قائلة "كما شهد اللقاء حوارا مفصلا حول العنصر السياسى فى عملية التسوية بسوريا، ومن المهم للغاية فى هذا السياق، تكثيف العمل على تبنى دستور سورى جديد تجرى على أساسه الانتخابات الأولية ويتم التوصل إلى حلول مقبولة لجميع الأطراف المتنازعة".
وأشارت إلى أن الجانب الروسى أعلن خلال اللقاء الثلاثى الذى عقد فى برلين مؤخرا عن نيته تمديد الهدنة الإنسانية فى حلب، التى دخلت حيز التنفيذ اليوم، انطلاقا من الأمر الواقع الذى يتكون فى سوريا.
من ناحية أخرى رفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين مزاعم واشنطن بتورط الجانب الروسى فى عرقلة تقديم المساعدات إلى سكان شرقى مدينة حلب السورية، بل واتهم الولايات المتحدة بـ"الجبن" لرفضها الانضمام إلى قوات موسكو فى تأمين إيصال قافلة المساعدات الإنسانية على امتداد طريق الكاستيلو.
وتأتى تصريحات تشوركين- وفق ما أوردته وكالة أنباء (تاس) الروسية اليوم الخميس- فى معرض تعقيبه على انتقادات ديفيد بريسمان نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة لروسيا أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولى بتورطها فى إعاقة عملية توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان شرقى مدينة حلب.
وقال الدبلوماسى الروسى مخاطبا بريسمان هذه المزاعم ليس لها أساس من الصحة.. بل أن هؤلاء الأشخاص الذين يحتجزون الناس كرهائن فى شرقى حلب هم من رفضوا تلقى المساعدات من مستودعات الأمم المتحدة فى الجزء الغربى من المدينة.. وهم انفسهم من لم يسمحوا باستخدام طريق الكاستيلو فى إيصال المساعدات .
وتساءل تشوركين: إذا كانت الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء الوضع فى شرقى حلب، فلماذا رفض الجيش الأمريكى الوقوف على طول امتداد طريق الكاستيلو إلى جانب الجيش الروسى لتأمين هذه العملية الإنسانية المستمرة على طول هذا الشريان الحيوي! ما هذا؟ هل هو جُبن أم رغبة فى تأجيج المشاعر فى جميع أنحاء حلب مهما كلف الأمر؟!
وبالحديث عن الأسباب وراء اندلاع الأزمة الروسية، أشار السفير الروسى إلى أنه ثمة من يعمل على تأجيج لهيب الصراع من الخارج، قائلا: هناك إجابة على السؤال المطروح اليوم؛ من يتحمل المسئولية! من المعروف للعالم أجمع أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة اللتين قامتا بغزو العراق وشن حملة ذات مخاطرة سياسية- بالتعاون مع بعض النشطاء الأخرين- تهدفان إلى تغيير النظام فى سوريا. ولبلوغ هذه الغاية، لم تتوان واشنطن ولا لندن عن دعم الجماعات الإرهابية علنا.
وتابع تشوركين قائلا إن خطاب الدبلوماسى الأمريكى "الانفعالى سيكون له أكبر تأثير ولكن على أساليب واشنطن المستخدمة لتحقيق أهدافها السياسية الخارجية؛ وهى الخنق الاقتصادى والعشوائى واستخدام القوة على نحو مفرط/.
وكان السفير الروسى لدى الأمم المتحدة قد صرح فى وقت سابق من اليوم بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا قد أعاقوا بيانا اقترحته روسيا فى دعم الهدنة الإنسانية فى حلب التى أعلنت عنها موسكو فى وقت سابق، ويشير البيان أيضا إلى ضرورة تكثيف الجهود للفصل بين ما يسمى المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين بهدف استئناف وقف الأعمال العدائية للنظام فى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة