علم من أعلام جامعة القاهرة، فإن كنت أحد طلابها فستعرفه بكل تأكيد، إنه معاذ الطفل ذو الـ9 سنوات، والشهير برسام المترو، فتجده جالس على سلالم مترو جامعة القاهرة بكل عزة وعمق هائم فى فنه ليلتف من حوله الطلاب الذين اعتادوا استقلال المترو فى الذهاب والإياب ليستمتعوا بفنه الجميل برسم لوحات فى غاية الروعة مقارنة بسنه الصغيرة وموهبته التى لم تجد من ينميها منذ البداية.
معاذ يرسم على سلم مترو جامعة القاهرة
إلى أن قرر الطلاب مساعدته بمده بالأدوات اللازمة ليكمل طريق موهبته غير الواضح المعالم، ثم نشروا صوره على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، فصدفة جمعت بينه وبين الفنان التشكيلى على الراوى، الذى يتابعه الآلاف عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، والذى قرر أن يتبنى موهبته بتعليمه الرسم بطريقة احترافية.
وبعد البحث عن معاذ لأيام التقى الراوى به ليكشف " الراوى" لـ"ليوم السابع" الجانب الخفى فى حياة الطفل الذى ارتبطت جامعة القاهرة فى أذهان الطلاب به ليكون ذكرى لمن تخرج وطقس يومى لمن مازال يدرس.
معاذ وعلى الراوى بالمعرض
يقول "الراوى" إن معاذ طفل فى أمس الحاجة للمساعدة وتبنى موهبته وعلينا جميعاً أن نخرجها للنور وننميها، وهذا ما دفعنى للبحث عنه فور رؤيتى لصوره على مواقع التواصل الاجتماعى، لتعليمه الرسم بطريقة احترافية بأكاديميتى الخاصة لتعليم الفنون.
ورغم ذلك حذرنى الكثيرون منه ومن أسرته ومن احتمالية استغلالهم لى أو طلب مقابل مادى، وهذا لم يحدث تماماً بل حدث العكس، فعندما ذهبت للقاء معاذ على سلم مترو جامعة القاهرة علمت أن والده ووالدته مفصلين عن بعضهما البعض، وهو يعيش مع كل منهم يوم ولكن من تتكفل برعايته بشكل كبير هى جدته حيث يسكن معها بمنطقة صفط اللبن، و تبيع المناديل بجواره على سلم المترو، وهو بالقرب منها يرسم أثناء انتظار من يمنحه بعض الجنيهات، فعندما ذهبت لجدته وأوضحت لها ما أنوى فعله قالت لى " خلى بالك منه..هترجعهولى تانى؟!".
معاذ يرسم بالأكاديمية
ويؤكد الفنان التشكيلى، إن معاذ لديه عزة نفس كبيرة فعندما سألته هل فطر أم لا قال الحمد لله فطرت، وعندما أحضرت الطعام علمت أنه كان جائع ورفض ان يخبرنى بذلك، فهو لا يمثل ذلك ولكنه يتعامل ببراءة.
واتفقت معه على أن يتردد على الأكاديمية 3 مرات بالأسبوع ليتقن الرسم الاحترافى، وأعطيته بعض الأشياء لتنفيذها فى المنزل ليحسن من مستواه فى أقل وقت ممكن، على أن أقابله عند المترو كل يوم يأتى فى إلى الأكاديمية وأرجعه لهذا المكان بعد ذلك لجدته.
وأخشى ما أخشاه أن يأتى اليوم الذى لا أجده عند المترو فلا أستطيع الوصول إليه لأنه ليس معه تليفون، ولا أعلم عنوانه ولكنى أتمنى أن يأتى اليوم الذى أرى له معرضاً خاصاً به مثلى وأن يتعلم حيث أنه لم يلتحق بالمدرسة من قبل.
معاذ على سلم المترو