وسط الاحتفالات بمولد السيد البدوى بطنطا فى محافظة الغربية، وإقبال آلاف المريدين على ساحات الاحتفالات، شن سلفيون هجومًا حادًا على هذه الاحتفالات، حيث أفتى داعية سلفى بأن مقولة "مدد يا بدوى" كفر وشرك بالله وتخرج قائلها عن الملة، فيما اعتبر عضو بجمع البحوث الإسلامية أن هذه فتوى تكفيرية على غرار ما يفعله تنظيم "داعش".
وأثارت فتوى السلفيين حول تكفير من يقول "مدد يا بدوى" فى احتفالات مولد السيد البدوى جدلاً واسعًا، بعد أن أكد مجمع البحوث الإسلامية أن الكلمة بها شبهة ولكن لا تخرج قائلها عن الملة، وفى الوقت نفسه طالب باحث إسلامى بضرورة إصدار تشريع بتنظيم الفتاوى وقصرها على المتخصصين.
البداية عندما قال الداعية السلفى، سامح عبد الحميد، إن قول كلمة "مد يا بدوى" فى احتفالات مولد السيد البدوى تعد شركًا كبيرًا.. مضيفًا فى بيان له، اليوم الخميس: "تعليقًا على مولد السيد البدوى، قول (مدد يا بدوى) شرك أكبر يخرج قائلها عن ملة الإسلام".
وتابع: "أجمع المسلمون على أن دعاء غير الله تعالى وسؤاله مما لا يقدر عليه إلا الله كفر بالله تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}.
واستطرد: "قولهم (مدد يا بدوى أو مدد يا حسين أو مدد يا سيدة زينب) هو نداء للأموات ليعطوهم خيرًا، وليغيثوهم ويدفعوا أو يكشفوا عنهم، وذلك أن المراد بالمدد هنا العطاء والغوث والنصرة، فكان معنى قولهم أى أمددنا بعطائك وخيرك واكشف عنا الشدة وادفع عنا البلاء، وهذا شرك أكبر، والشرك هو صرف العبادة لغير الله تعالى، والدعاء من جملة العبادات التى يجب إخلاصها لله تعالى ولا يجوز صرفها لغيره، ولهذا قال النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الدعاء هو العبادة )".
فى المقابل، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مقولة "مدد يا بدوى" التى تقال فى الموالد بها شبهة، ولكن لا تعنى إخراج من قالها عن الملة، لأن هناك مبدأ أساسى فى الإسلام هو أن الأعمال بالنيات.
وأضاف مجمع البحوث الإسلامية لـ"اليوم السابع" أن التبرك بأهل البيت والأولياء الصالحين أمر جيد، ولكن هناك كلمات يتم نطقها بها شبهات فى الإسلام، ولذا ينبغى علينا تصحيحها، موضحاً أن تلك الكلمات لا تعنى الشرك بالله، لأن الشرك يعنى أن يأتى الشخص يأمر يناقض القرآن والسنة.
وتابع الشحات الجندى: "علينا أن نفهم للناس أمور دينهم بشكل دقيق، فليس كل شىء يخرج عن الملة، فكيف أصحح للناس دينهم وأنا أكفرهم"، موضحا أن السلفية أنواع منها سلفية معتدلة وسلفية متشددة، وتكفير الأشخاص هو منهج داعش.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك ضرورة لإصدار قانون ينظم إصدار الفتاوى الدينية، ويجعل الفتاوى لا تصدر إلا من خلال المختصين فقط.
وأكد الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع" أن هناك ضرورة لأن يعمل البرلمان على سرعة إصدار مشروع قانون تنظيم الفتاوى، لأن هناك من يثير بلبلة كبيرة بفتاوى غير متخصصة، وهو الأمر الذى يؤثر بشكل سلبى على المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة