شن عشرات من مسلحى تنظيم داعش هجوما الجمعة على مدينة كركوك فى شمال العراق، فى محأولة للسيطرة على اجزاء من المدينة تزامنا مع تنفيذ القوات العراقية عملية لاستعادة السيطرة على الموصل.
وبدأت منذ فجر اليوم الجمعة اشتباكات فى مناطق متفرقة من مدينة كركوك اثر هجوم شنه عناصر تنظيم داعش، حسبما اكدت مصادر امنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف ومراسل لوكالة فرانس برس.
وقال نقيب فى قوات الامن الكردية (الاسايش) لفرانس برس ان "مجموعة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة نفذوا هجمات متفرقة بدأت حوإلى الثالثة ضد قوات الامن" فى المدينة.
وأوضح ان "هجوما استهدف مقر مديرية شرطة كركوك وسط المدينة، اعقبته هجمات متفرقة ضد حواجز تفتيش ودوريات للشرطة فى احياء الوسطى ودوميز" كلاهما فى جنوب كركوك.
وأضاف ان "قوات الامن تمكنت من قتل أحد الآنتحاريين داخل مقر مديرية الشرطة فيما فجر ثلاثة آخرون انفسهم بعد محاصرتهم من قوات الامن".
وتابع ان "قوات الامن اشتبكت مع عناصر آخرين من داعش اختبأوا فى احياء التسعين وحزيران ودوميز" فى جنوب المدينة.
وقال ضابط برتبة عقيد فى شرطة كركوك لوكالة فرانس برس "حتى الآن، قتل ستة من عناصر الشرطة واصيب 12 آخرون بجروح" فى كركوك.
وأشار إلى "مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من داعش" خلال اشتباكات فى أحياء متفرقة فى جنوب كركوك وشرقها.
واعلنت قوات الامن اثر وقوع الهجمات حظر تجول فى عموم مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).
وقال الضابط فى شرطة كركوك ان "عناصر داعش يتحصنون الآن داخل بناية تجارية فى حيى الاسرى والمفقودين وفى منازل فى احياء دوميز ووأحد حزيران والتسعين" الواقعة كلها فى جنوب كركوك، مشيرا إلى "اشتباكات متقطعة حاليا بين القوات الامنية ومسلحى داعش" الموجودين داخل المباني.
كما تعرضت ناحية الدبس شمال غرب كركوك إلى هجوم صباحا استهدف محطة كهرباء قيد الآنشاء تعمل عليها شركة ايرانية وقتل خلاله 16 شخصا بينهم اربعة ايرانيين.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية عبر وكالة "أعماق" التابعة له الهجمات التى تعرضت لها مدينة كركوك فى شمال العراق و"العملية الاستشهادية" فى الدبس. وقالت ان "قوات الدولة الإسلامية تهاجم مدينة كركوك من عدة محأور"، مشيرة إلى أنها "أحكمت السيطرة على نحو نصف مدينة كركوك".
وروى حيدر عبد الحسين (35 عاما)، وهو مدرس من كركوك أنه شاهد "عند ألفجر عناصر داعش يقتحمون مسجد المحمدى فى حى تسعين" فى جنوب المدينة، مشيرا إلى ان المسلحين اطلقوا عبر مكبرات صوت المسجد عبارت "التكبير" و" دولة الاسلام باقية".
وبدت شوارع المدينة خالية فيما انتشرت قوات الامن بشكل مكثف خصوصا حول المقار الحكومية والامنية، وفقا لمراسل فرانس برس.
وأكد عمر فاضل تركمانى (30 عاما)، وهو مدرس يسكن فى وسط المدينة، عبر الهاتف ان "الاهإلى سمعوا هتافات تردد عبارة +دولة الاسلام باقية+ فى أحد الشوارع، لوقت قصير ثم اختفى ذلك".
ونقلت قنوات تلفزيونية محلية صورا عن حرائق فى شوارع وانتشار لقوات امنية وكان فى الامكان سماع اصوات رصاص الاشتباكات فى مناطق متفرقة.
وتتولى حكومة إقليم كردستان العراق إدارة محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومة المركزية والاقليم.
وتتزامن هجمات اليوم مع تنفيذ القوات العراقية بدعم من التحألف الدولى بقيادة واشنطن، عملية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثانى مدن العراق وآخر أكبر معاقل الجهاديين فيه، وهم يسيطرون عليها منذ حزيران/يونيو 2014.
وقد احرزت القوات الحكومية العراقية والمقاتلون الاكراد الذين ينفذون العملية والمدعومين من التحألف الدولى بقيادة اميركية، تقدما منذ الاثنين فى اتجاه الموصل.
الا أن مسئولين غربيين توقعوا ان تكون معركة استعادة الموصل، معقل الجهاديين فى العراق، طويلة وصعبة.
فى أنقرة، يتوقع ان يبحث وزير الدفاع الأمريكى اشتون كارتر الجمعة مع المسئولين فى تركيا فى الوضع العراقي.
