هانى عثمان

قدر القلوب

الجمعة، 21 أكتوبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد 1

"لم أكن أعلم أنى حين أنظر إلى عينيك.. أرى فيهما عالما، تمنيت أعيش سنوات العمر فيه وحيدا.. أنت من علمتنى الإحساس بقلب عاش دون حب، حتى ظن الحياة لا يوجد فيها من يحبه".. كنت أتحدث وأنا أنظر إلى عيناها التى فاجأتنى بحقيقة حياتى، التى ظننت أنى أعقل كل ما فيها، هى المرة الأولى التى أقف فيها أمام نفسى وأحدثها عن حلم وأمل فى تحقيقه، تمنيت أن أكون شاعرا لأوصف ما بداخلى، وودت أن أصبح فيلسوفا لانتقى الكلمات، التى تعبر عن ما أعيشه مع قلبى.. بعدها عشت حياتى محبا لكل من حولى وبالطبع زوجتى، التى زاد حبى لها وكانت سعيدة منذ هذه اللحظة بكل وقت مر علينا معا.

مشهد 2

كان يعلم أنه يعيش أياما أخيرة فى رحلته فوق هذه الأرض، لم يدرك خلالها إلا أنه عليه فقط الاستمتاع بها.. يريد أن يخبر كل من حوله بأن الحياة "حب" أن لم ندركه كانت هباء، والعقلاء وحدهم فقط هم من يبحثون عن مصدر الحب ليجدوه وحينها يعلمون الطريقة المثلى للتعامل معه، مصدر الحب ومصدر كل شىء واحد.. سبحانه، يجب علينا أن نُعلم أنفسنا كيف تحب؟ ونُظهر الحب لكل من حولنا.. فكر فى أن يجمع القلبان اللذان أحبهما، إلا أنه خشى أن يدركه الموت قبل أن ينجح فى ذلك.. ينادى على إحدى الممرضات ويطلب قلما وأوراقا.. يكتب رسالته الأخيرة، التى جاء بين سطورها: "اعتذر أن رأيتما أنه واجب عليا، بل أطلب من قلبكما السماح أن استطاعا.. لم يكن يوما قدر القلوب بأيدى أصحابها".

مشهد 3

تنظر كل واحدة منهما إلى الأخرى وعيناها تحمل ما لا نهاية من الأسئلة، قبل أن تقرأ إحداهما الورقة التى كتبها زوجهما، الذى توفى ولم يترك فى المستشفى أية متعلقات إلا جوابا لهما.. استلماه حسبما أوصى بعد وفاته بيوم.. اختارتا أن يجلسا فى أقرب مكان خارج المستشفى وكان هذا المكان داخل سيارة إحداهما.. لم تكن واحدة تعلم بأمر الثانية.. قلب كل واحدة دق لقلب رجل واحد وظنت أنها المرأة الوحيدة فى حياته على عكس الواقع.. كانت جلستهما هى الأولى لهما معا وكأن القدر "الحب" يفرضهما على بعضهما.. كانت آخر كلمات الرجل فى رسالته: "تعلمت الحب منكما وأعلم أنه سيجمعكما.. ما من قلب بحث عن مصدر الحب ووجده، إلا وظل محبا لمن فوق الأرض وجده.. نحن لا نختار أقدرانا".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة