أثارت المبادرة التى أطلقها الإعلامى عمرو أديب مؤخراً وتبنتها مشكورة مؤسسة اليوم السابع كعادتها فى تبنى كل المبادرات الوطنية، ضجة كبيرة شعرت بالخجل على إثرها جهات متعددة من كبرى الشركات المملوكة لفطاحل رجال الأعمال، فتبارى كل منهم فى المزايدة على الآخر كى يتصدر اسمه قائمة المشاركين فى المبادرة وأهو كله بيتقل موازين الدعاية ببلااااش!
بداية أحب أن أؤكد للجميع أن أى مشاركة فى حل الأزمة ولو بمقابل ضئيل محمودة ومشكورة، بداية ممن فكر وأطلق المبادرة. إلى أصغر وأقل المشاركين بها حتى وإن كان أكبرهم اسما وشهرة.
على سبيل المثال (شركة جهينة) العملاقة التى تمخضت عن كيس لبن بخيرة دونا عن آلاف الأنواع التى تنتجها الشركة تحت مسمى المشاركة فى مبادرة الشعب يأمر!!
ولكن أعزائى:
هل تمنحون الشعب حق الحياة، الذى تتمثل فى أبسط حقوقه فى الطعام لمدة تقل عن الثلاثة أشهر ثم تسلبونه إياها لتزداد الأزمة ضعفين؟
هل كل شركة أو اسم تجارى سارع بالظهور على شاشة التليفزيون أو أرسل من ينوب عنه ليعلن عن بعض المنتجات الهزيلة القليلة، التى لن تنال من مكاسبه الضخمة شيئا، ولن تنقص من رصيده المتكدس سوى أقل القليل وضعت فى حساباتها الخاصة كم الدعاية والإعلان عن المنتجات المجانى، وخاصة فى حالة من الفضول والإهتمام الجماهيرى الباحث عن أى بارقة أمل فى خضم ظلمات اليأس والإحباط التى تحيط به من كل اتجاه؟
كنت أنتظر أن يشارك كل مصرى شريف قادر على مد يد للعون دون التقيد بزمن محدد، خاصة أن كان مجرد ثلاثة أشهر تنقضى فى لمح البصر!
فهذا التوقيت المحدد الهزيل إلى أن يتم تفعيل وترتيب تلك الإجراءات وطرح السلع المحددة وتعريف المستهلكين بها والسيطرة على عدم إفسادها مثل سابقيها من قِبل تجار التجزئة، سيكون الوقت قد انقضى قبل أن يلتقط الشعب المسكين بعض أنفاسه اللاهثة فكيف سيأمر ليجد من يجيب الأمر؟
نهاية:
شكراً لكل من فكر وبادر وسمع أنات ومواجع المصريين، وشكراً لمن استجاب وقدم بعض العون حتى وإن كان بسيطا.
ولكن:
نريدها أن تكون مبادرة ممتدة المفعول تمنح المصريين قبلة للحياة وليست مجرد مسكنات مؤقتة قصيرة المدى، ما أن زال تأثيرها يعود الألم من جديد ضعفين!