تصريحات النشطاء «المهاطيل» تدفعنا للسؤال عن كيف صدق عدد كبير من المصريين هؤلاء يوما؟
عندما نصدق ونؤمن بأفكار وطرح «سائق توك توك» فى السياسة العامة للدولة، خاصة فى القطاعين الاقتصادى والسياسى، ونكذب قامات من عينة العلماء فاروق الباز، ومحمد العريان، وهانى عازر، الذين أدلوا بتصريحات متزامنة مع ما ردده «سائق التوك توك»، فاعلم أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من «الهطل»، وعودة قوية لعصور الظلام التى كانت يطفو عيها الجهل والخرافات والخزعبلات فوق العقل والعلم والمنطق.
وعندما نصدق خبرا أو مقالا منشورا فى صحيفة أجنبية، تؤكد على خراب مصر، أو بيع مصر للميسترال لروسيا بدولار أمريكى واحد، ثم يخرج النشطاء ونخب العار الذين يملأون الدنيا ضجيجا، ويعتبرون أنفسهم قامات كبرى، والجميع من حولهم أقزام، فيصدقون هذه «الترهات»، ويردد زياد العليمى دون أدنى تفكير أو تدبير أن مصر ستبيع الميسترال لروسيا بدولار، فتأكد أن «الهطل» تمدد وتوغل واستفحل وتضخم تضخم الوحش.
المصيبة تتجلى فى أن زياد العليمى ورفاقه من الذين يفهمون فى كل شىء، لم يدركوا أن بيع الأسلحة ذات التأثير الاستراتيجى، وفقا لقوانين وقواعد مستقرة بين الدول، ولا تخضع لقانون التجارة من سلع وملابس وشاى وسكر، و«حاملات المروحيات» من الأسلحة الاستراتيجية، ومن ثم، فإن مصر لا يمكن لها أن تبيع الميسترال لطرف ثالث إلا بموافقة فرنسا باعتبارها الدولة المصنعة.
كما أن القواعد المستقرة لبيع الأسلحة بين الدول، لا تعترف بدور المحلل، بحيث تشترى دولة ما أسلحة بشكل علنى وأمام العالم، ثم تقرر بيعها لدولة أخرى، فى السر أو حتى العلن، وفى هذا الإطار الذى يحكم تعامل الدول فى قضايا التسليح المعلنة، تكتشف أن النشطاء وأتباعهم لا يعرفون شيئا عن أى شىء، وأنهم يلجأون دائما للدوشة لتقنين أوضاع تصب فى مصلحتهم التخريبية فقط.
الرد على زياد العليمى وأقرانه جاء سريعا من «دميترى بيسكوف»، الناطق باسم الرئاسة الروسية، الذى خرج أمس السبت، بتصريحات معلقا على شائعات بيع مصر لحاملتى طائرات الهليكوبتر «ميسترال» لروسيا نصه: «أقول لوزير الدفاع البولندى أنطونى ماتشيريفيتش يبدو أن مصادرك غير موثوق فيها، التى قالت لك إن مصر يمكن أن تسلم حاملتى مروحيات «ميسترال» لروسيا مقابل سعر رمزى قدره دولار أمريكى واحد!!
الناطق باسم الرئاسة الروسية أرجع أسباب مزاعم وزير الدفاع البولندى، ببيع مصر الميسترال لروسيا إلى التهيج العاطفى وحالة الهلوسة المسيطر على العاصمة البولندية «وارسو» خلال الأسابيع الماضية، خوفا من تسارع الأحداث الدولية، وارتباك فى المشهد السياسى الدولى، وتحذيرات روسيا من اندلاع حرب عالمية ثالثة.
ولم تكن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الروسية الذى نفى فيها ما ردده وزير الدفاع البولندى، هى الوحيدة، ولكن المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الروسية «إيجور كوناشينكوف» أدلى بتصريحات للصحفيين وصف فيها تصريحات «وزير الدفاع البولندى» بـ«غباء الجمعة»، مؤكدا أن «مثل هذه الادعاءات، وغيرها من التصريحات الغريبة، يطلقها «ماتشيريفيتش» من أجل الدعاية لنفسه».كما جاء الرد المصرى المتمثل فى بيان السفارة المصرية فى موسكو، متطابقا مع نفى الرئاسة ووزارة الدفاع الروسية.
ونسأل النحانيح، ونشطاء الهم والغبرة «والمهاطيل»، إذا كانت مصر ارتضت بدور المحلل واشترت الميسترال لبيعها لروسيا فى عملية خداع استراتيجى للغرب وأمريكا، لماذا استلمت الحاملتين وسط احتفالات صاخبة، وأرسلت أبناءها إلى فرنسا للتدريب والإعداد لقيادة الميسترال؟ ألا يكفى استلام مصر للميسترال فى السر ودون صخب، وتسليمها بعد فترة لروسيا؟
تصريحات «المهاطيل من النشطاء ونخبة العار»، تدفعنا للسؤال، كيف صدق عدد كبير من المصريين هؤلاء النشطاء والنحانيح من عينة زياد العليمى، واعتبروهم ثوارا وطنيين يتمتعون بذكاء وأفكار خارقة للعادة؟ أيضا كيف يتم بيع «الميسترال قبل أن أتجول بها فى رحلة بحرية تجوب المحيطات والبحار؟ أو أشتريها بمائة دولار، وليس دولارا واحدا فقط!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة