فى بداية الستينيات، صدرت تعليمات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتأسيس «التنظيم الطليعى» لاختيار العناصر الصالحة للقيادة من الشباب فى كل مؤسسات الدولة، وتنظيم جهودها وتطوير «الحوافز الثورية للجماهير»، ورغم بعض الكتابات التى حاولت تشويه التنظيم وأهدافه والغاية منه، فقد رأى عبدالناصر أن هذا التنظيم الذى ضم تيارات فكرية وسياسية متنوعة وصل عدد أعضائه إلى أكثر 30 ألف شاب، لإعداد الجيل الجديد للقيادة وتحمل المسؤولية، بعد أن ترهلت التنظيمات السياسية التى تشكلت بعد ثورة 52 وثبت أنها غير جديرة بثقة الناس وعجزها عن التعبير عن أهداف المرحلة.
الهدف أيضا بعيدا عن التشويه الذى تم للتنظيم فى السبعينيات بعد إعلان حله فى 71، هو ضخ الدماء الجديدة بتنوعاتها وتجديد شباب الدولة، استعدادا لما هو قادم، وربما أشارت بعض الكتابات السياسية إلى أن عبدالناصر كان يفكر ويدرس بجدية أن يتحول التنظيم إلى حزب سياسى حقيقى فى إطار استكمال أحد أهداف الثورة، وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
فى السبعينيات تعرض التنظيم الطليعى لأسوأ حملة لتشويه السمعة رغم نبل الفكرة، والغرض كان واضحا، تشويه المرحلة الناصرية برمتها لخدمة المرحلة الجديدة، وبلغ الحد إلى اتهام أعضاء بالجواسيس وأنهم كانوا «عصافير عبدالناصر»،رغم أن بعضهم لمع نجمه وبرز فى المرحلة الساداتية وفى زمن مبارك.
الآن ومع الاستعداد لعقد أول مؤتمر وطنى للشباب، فى مدينة شرم الشيخ يوم الثلاثاء المقبل، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحت شعار «ابدع.. انطلق»، وبمشاركة 3 آلاف شاب من مختلف شرائح وقطاعات الشباب، انطلقت كتابات مسمومة لتشويه المؤتمر، واعتباره إحياء من الرئيس السيسى للتنظيم الطليعى.
أظن أن مؤتمر الشباب، مع توافر الإرادة السياسية وإيمانها بدور الشباب وضرورة استيعابه واحتوائه فى أطر سياسية واجتماعية واقتصادية ورياضية واضحة، يمكن أن يكون لبنة أساسية وقوية فى بناء تنظيم شبابى واسع يستوعب كل القدرات والإمكانات والإبداعات الشبابية وتأهيلها للمشاركة فى المسؤولية والقيادة
فى المرحلة الحالى والمقبلة. وحتى لوكان المؤتمر نواة لحزب حقيقى لـ30 يونيو، فيمكن أن يكون أمل مصر فى السياسة والاقتصاد والفنون والإبداع دون إقصاء أحد، ولم لا؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة