قالت الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن مصر تمر بحالة حرب شرسة ضد الإرهاب، بسبب موقعها الجغرافى، الذى جعلها بؤرة تعانى من ذلك الخطر وبالأخص عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ولذلك يجب أن تقوم مؤسسات الدولة بشحذ الهمم والتصدى للإرهاب والتطرف.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "مستقبل مصر: المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب ودور مؤسسات الدولة المصرية"، والذى افتتحه الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ويستمر المؤتمر على مدار يومى الاثنين والثلاثاء، فى المجلس الأعلى للثقافة.
وتحدث فى الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور إكرام بدر الدين، رئيس المؤتمر، ومقرر لجنة العلوم السياسية فى المجلس، والدكتور جمال زهران، أمين عام المؤتمر، وذلك بحضور حسن خلاف، رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة، والدكتورة نيفين الكيلانى، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وأشرف عامر، رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، والدكتور خالد عبد الجليل، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وهشام فرج، وكيل وزارة للأمن بوزارة الثقافة، بالإضافة لعدد من الكُتاب والمؤرخين والمثقفين والمتخصصين ومنهم الدكتور أحمد مرسى، والدكتور خلف الميرى، والكاتبة سهير المصادفة، والكاتب سعيد الكفراوى، والدكتورة آمنة نصير.
وطالب حلمى النمنم فى كلمته بأن تحذو لجان المجلس الأعلى للثقافة حذو لجنة العلوم السياسية فى إقامة مؤتمرات وندوات تناقش وتحلل فيها القضايا والمشكلات والظواهر، التى يتعرض لها الوطن، وأن المؤتمر يواكب انتصارات أكتوبر ومرور 60 عامًا على العدوان الثلاثى على مصر.
واستنكر "النمنم" تجاهل تلك المناسبة من قبل الدولة ومؤسساتها، مضيفًا: أن الإرهاب ظاهرة مركبة، فهو ليس كما يقال وليد مجتمعات فقيرة؛ بدليل وجوده فى أكثر دول العالم تقدمًا، كذلك لا نستطيع القول بأنه مرتبط بالإسلام، ولو كان كذلك.. فكيف يُفسر اغتيال إسحق رابين؟ مؤكدًا أن مقولة الإسلام السياسى هى مقولة غربية مندسة.
كما وصف ظاهرة الإرهاب بأنها ظاهرة ذات شقين، وهما الشق التأمرى والشق المخابراتى، كما لها أيضًا شق سياسى، وأن ظاهرة الإرهاب تعتبر ظاهرة قديمة وليست حديثة، بدأت منذ اغتيال على بن أبى طالب "كرم الله وجهه"، وعثمان بن عفان "رضى الله عنه".
كما استشهد "النمنم" بعدة محاولات حديثة لاغتيال عددًا من الرموز مثل: الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ومفتى الديار المصرية السابق الدكتور على جمعة، كما ذكر واقعة اغتيال المفكر فرج فودة.
واختتم "النمنم" كلمته معربًا عن أمله الكبير فى أن يجيب هذا المؤتمر عن تساؤلات كثيرة مطروحة على الساحة الآن، وأن الإرهاب هو مفهوم ضد الوطن والوطنية ومصر.
وأشادت أمل الصبان بدور لجنة العلوم السياسية فى تبنى قضايا المجتمع، ووصفت الإرهاب بأنه الآفة الأكثر خطورة التى تعانى منها الشعوب، وأن مصر كانت الأولى فى دق ناقوس خطر الإرهاب لتنبيه العالم أجمع.
وأضافت "الصبان" أنه على الرغم من إدراج الإرهاب عالمياً فى منظومة الأمم المتحدة، إلا أن أحداث 11 سبتمبر، التى وقعت فى أمريكا جعل مجلس الأمن يصدر قانوناً خاصاً به.
وتطرقت "الصبان" إلى إستراتجية الأمم المتحدة فى مواجهة الإرهاب وجهود كافة المنظمات الإقليمية والاتحاد الإفريقى والجامعة العربية بهدف ضرورة مضاعفة تعزيز الجهود لمكافحته.
وقالت "الصبان" إن موقع مصر الجغرافى جعلها بؤرة تعانى من ذلك الخطر وبالأخص عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وأن مصر تمر بحالة حرب شرسة ضد الإرهاب ولذلك يجب أن تقوم مؤسسات الدولة لشحذ الهمم والتصدى للإرهاب والتطرف.
وتمنى الدكتور إكرام بدر الدين أن يصبح المؤتمر تقليدًا سنويًا يتبناه المجلس الأعلى للثقافة، لكى يتم من خلاله تناول مستقبل مصر وقضياها القومية الهامة، مشيراً إلى أن المؤتمر يتناول هذا العام ما يمكن أن نطلق عليه "موضوع الساعة" وهو ظاهرة الإرهاب ودور مؤسسات الدولة المصرية فى مواجهتها، بداية من تحديد المصطلح وتحليل تلك الظاهرة والمواجهة الشاملة لها من قبل مؤسسات الدولة.
وأكد "بدر الدين" على أن المؤتمر يعكس ارتباط المثقفين بقضايا المجتمع، فالعلم الحقيقى ليس التنظير ولا الأبحاث والدراسات الأكاديمية ولكنه هو العلم الذى يخدم المجتمع ويتواصل معه، وكذلك تقديم بدائل وحلول تفيد فى حل المشكلات والظواهر التى نتعرض لها.
كما أشاد رئيس المؤتمر بخبرة الكوكبة التى تشارك فى هذا المؤتمر من كافة المجالات الدينية والثقافية والأمنية، وأخيرًا تمنى أن تكون نتائج المؤتمر تليق بمستوى تلك الكوكبة المتميزة.
وقال جمال زهران إن مجرد عقد هذا المؤتمر كان حلمًا طوال سنوات سابقة، فمنذ سنوات مضت سعينا جاهدين لتنفيذ هذا المؤتمر، وكلما اقتربنا من ذلك، توقف الحلم، ولا أدرى لماذا؟، وتمنى أن يكون هذا المؤتمر مستمراً، فهو فاتحة لسلسلة مؤتمرات تعقد سنوياً فى شهر أكتوبر شهر الانتصارات، ومن منطلق هذا نتوجه بالشكر لقواتنا المسلحة المصرية.
وأضاف "زهران" أن مفهوم الإرهاب ومعناه مركب ومعقد ومتعدد الجوانب، وأن مصر منذ منتصف السبعينات وهى تعانى منه، وأن فترة الرئيس المصرى الراحل أنور السادات استهدفت تدمير القوى الناعمة كالتعليم والثقافة والإعلام، وكان ذلك التدمير منظماً وممنهجًا، مما أتاح الفرصة لظهور العقول الظلامية والتطرف الفكري، وأن الصراع على أشده الآن فى مجتمعنا المصرى، وسينتهى حتماً بانتصار الطبقة الوسطى والطبقات الفقيرة بعد ثورتى يناير ويونيو.
وأشار جمال زهران إلى أن عنوان المؤتمر ذو شقين، الأول، هو مستقبل مصر، وسوف يظل ثابتًا، أما الشق الثانى فسوف يتغير فى كل دورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة