قبل 5 سنوات التقيت النجم القدير يوسف شعبان فى نفس المكان _مكتب نقيب المهن التمثيلية بنادى نقابة الممثلين بالبحر الأعظم_ كانت البلد فى حالة ثورة .. كل شئ يثور على الآخر .. حتى الأرض كانت تتبدل تربتها وتتمرد هى الأخرى على نفسها .. وقتها كان الفنان الكبير أكثر حيوية وشبابا ويستعد للترشح لمنصب نقيب الممثلين قبل أن يتنازل عنه للفنان أشرف عبد الغفور.. لكن اليوم ليس كالأمس.. الفنان الكبير الذى كان مفعما بالحياة من 5 سنوات ، أضعفه المرض حاليًا وأرهقه ، وبدا وكأنه فى سن الشيخوخة رغم أن ضحكته مازالت كما هى لها رنة خاصة، وعقليته تعى كل شئ سواء فى الماضى أو الحاضر.. ثقافة يوسف شعبان واسعة وليس لها آخر .. ثقافة منفتحة على الأدب والفن الغربى والعالمى ، وسياسة الحّكام فى كل الدول الأوربية والعربية.
يوسف شعبان فى حواره مع العباس السكرى
يوسف شعبان فضّل أن يكون حواره مع "اليوم السابع" فى نادى الممثلين.. هذا المكان يمثل له ذكريات كبيرة تبعث فى نفسه الراحة، مشاهد كثيرة لم تزل فى قلبه إلى الآن ، عندما يدخل النادى تلمع عينيه رغم الإرهاق الذى بدا على ملامحه.. وفى المكتب بدأ النجم حديثه قائلاً:"أنا مليان حزن وأسى على البلد، ماذا يحدث فيها؟.. لا ده فنها ولا مستواها ولا تاريخها".. يضيف :"حال الفن فى النازل، حتى الهند الدولة التى بدأت سينما بعدنا بـ 20 سنة ، حاليا بيعملوا 700 فيلم فى العام الواحد ، وما زاد من حزنى اختفائى أنا وجيلى بالكامل من ممثلين ومخرجين وكتاب من المشهد الفنى دراما وسينما.. حزين على الحركة الفنية كلها ونحن القوى الناعمة للبلد ، وأؤكد أن الذى صنع مصر هم الأدباء والكتاب والفنانون، خصوصا فى فترة الستينات وما تلاها من أحداث وخيمة ".. يستكمل الفنان القدير حديثه :"أنا مستغرب ومندهش من اللى بيتعرض على شاشتنا العربية، كل واحد بقى يعمل اللى هو عاوزه وناسى إن مصر محتاجة لفن وأدب محترم".
العباس السكرى و يوسف شعبان
سألته كيف يعيش الفنان حياته بلا عمل خصوصا هذا الجيل الذى لم يعرف الملايين؟
"لا خدنا ملايين ولا نيلة، ونعيش بستر ربنا، وإذا كان الواحد شايل قرشين للزمن خلاص خلصوا، وبصراحة فى قصور من القيادة السياسية تجاهنا ، وللأسف معندناش قيادة فنية تقدر تعمل لنا حاجة، والقيادة السياسة لابد أن تعى فائدة القوة الناعمة ووقوفها مع البلد، واكتشفت بعد رحيل العمر أن الفن "نقمة" وندمت على دخولى هذا المجال، وليس نقمة علىّ وحدى، بل على الكتاب والمؤلفين والمخرجين، لكنى مع القيادة السياسية الحالية والتمس لها العذر، حتى وإن كان هناك قصورًا ، لأن كل الفترات السابقة كانت كوارث على البلد وبندفع تمنها دلوقتى ، ولعلك ترى اللى هربان بكذا، ملايين ومليارات خرجت من البلد مع رجال أعمال وغيرهم، ومصر بتدفع تمن الناس دى كلها".
لو كنت قاضيا بماذا تحكم على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟
رد بثقة :"رجل فاشل، وكان زعيما بالكلمة فقط، لكن من ناحية الفعل اتهزم، وحط دماغنا فى الوحل، وبصراحة مستغرب ليه بيصحوا اسمه تانى فى كل مناسبة ، عبد الناصر استلم الجنيه المصرى أغلى من الجنيه الاسترلينى واللى إحنا وصلنا له دلوقتى نتاج فترة عبد الناصر، وأود أن اتساءل راح فين كل ده؟.. أين مقدرات البلد منذ عهد عبد الناصر ؟، هذا الرجل عمل الثورة بحجة أنه يصلح مصر فبوظها".
وأنت مازلت تجلس على منصة القضاء بماذا تحكم على الملك فاروق والرئيس السادات وحسنى مبارك؟
رغم أن الملك فاروق ينحدر من سلالة ألبانية ، إنما هو نموذج للمصرى كما يجب أن يكون، أما الرئيس أنور السادات كنت مشفقا عليه ، لأنه مسك البلد مهزومة وحقق النصر ورد الكرامة والعزة، وبحبه لأنه حب المصريين بخلاف عبد الناصر كان يحب نفسه فقط ، والسادات حاول بكل الطرق يخلق الفرحة للمصريين لأنه كان حاسس بالذنب تجاههم لأنه أحد الضباط الأحرار بس "مقدرش يعمل حاجة ومات يا عينى "، وبالنسبة للرئيس الأسبق حسنى مبارك فرغم أنه بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة ، لكنه أصغر من حكم مصر، وقيادة البلد كان تحتاج لرجل أقوى منه.
الملك فاروق وعبد الناصر ويسف شعبان والعباس السكرى
كيف ترى شخصية محمد البرادعى.. وما أسوأ فترة تعايشتها من الستينات وحتى الألفية؟
لا أنكر أنى انخدعت فى شخصية البرادعى مثل بعض المصريين ، حتى ظهر على حقيقته انسان "أفّاق"، وأسوأ فترة كانت وقت حكم الإخوان ، سنة مرت كأنها 100 سنة ، هؤلاء ناس لا يصلحون لقيادة بلد ، وليس عندهم إيمان بقيادة دولة، هم "لا رجال دين ولا حاجة وملهمش دعوة بالدين " ويتخذونه وسيلة لتحقيق أغراضهم ووصلوا للحكم وفشلوا لأنهم خارجين عن قوانين مصر والإنسان المصرى وتاريخه".
أعلنت كرهك للإخوان فماذا عن السلفيين؟
يضحك بصوت عال ويقول :"السلفيون بيهرجوا الدعوة السلفية دى تهريج، وفتاويهم تفطس من الضحك " عكس الإخوان "واخدينها جد بس فى الواقع هم غلط".
كيف يتذكر يوسف شعبان شبابه مع فريد شوقى والمليجى وفاتن حمامة وشادية؟
هؤلاء النجوم اتوجدوا فى فترة كان بها نجوم حقيقيون، جيل فريد شوقى ومحمود المليجى اتعلمنا منهم ومعهم، ولم يجنح أحد من جيلنا للغرور بسببهم، كانوا قادة من غير قصد، بعكس الآن كل فنان متصور انه أحسن واحد فى الدنيا ، لكن معرفش ليه تميزت وسطهم بـ "الشنب" كان علامة مميزة، ومن أكثر الفنانات اللائى أحببتهن فاتن حمامة وشادية، وجمعتنا مواقف انسانية كثيرة ، ومن عظمة فاتن أنى رشحت لتجسيد دور رجل كانت تحبه فى مسلسل "ضمير أبلة حكمت" فقالت يوسف أصغر منى مينفعش يعمل دور "حبيبى" والأفضل يجسد شخصية أخى الصغير ، ومن أعز أصدقائى فريد شوقى ومحمود المليجى، يصمت يوسف ثم يقول ضاحكا :"المليجى كان أقوى من فريد فى التمثيل، لكن فريد كان نجم الشباك، ودى حاجة بتاعت ربنا، لا معهد تمثيل بيعلمك إزاى تكون نجم ولا حاجة".
يوسف شعبان
من أكثرهم انسانية المليجى أم فريد شوقى؟
رد :"الاثنين أكتر من بعض، ودائما كانوا بيتكلموا على بعض كويس جدا وبيحبوا بعض جدا، ده يقّدر ده، وده بيقّدر ده".
يتردد أن بعض الفنانات يقدمن تنازلات من أجل التمثيل؟
هؤلاء لا نستطيع أن نقول عليهم فنانات، لكن هناك نوعية منهن فاهمة أن الفن هو تحقيق رغبات المنتجين والمخرجين، وهناك الكثير من الفنانات محترمات.
لماذا اعتمدت أفلامك التى صوّرتها فى لبنان على القبلات والجنس؟
"كنا بنهرب إلى لبنان أيام فترة الاشتراكية والمهلبية، والأفلام التى صّورت فى لبنان كانت لا تقوم على "القبلات" لكن على النواحى الجمالية فى البلد هناك ، وقدراتهم كانت كدة والمخرج محمد سلمان كان بيعمل فيلم سينمائى من الهواء".
ليلى طاهر ويوسف شعبان
هل تزوجت الشحرورة صباح كما أشيع؟
"للأسف لم أتزوج صباح ولا حتى يوما واحدا، وفيه حد تجيله فرصة إنه يتجوز صباح ومايتجوزهاش"، لكن على المستوى الإنسانى أحبها جدا فنانة وإنسانة بمعنى الكلمة، كانت تفضّل أشقائها عنها، ومن إنسانيتها أنها باعت عمارة سكنية كانت تملكها فى أغلى منطقة ببيروت ووزعت فلوسها على أشقائها بعد تعرضهم لأزمة مالية، وكان بيننا ود وحب واحترام وتقدير متبادل.
ما الشىء الشاذ فى المجتمع من وجهة نظرك؟
الهبوط الأخلاقى، و"مهما بلغت معاناة المواطن المصرى كان بيأكلها بالعيش والملح والدقة، مكنش كده، بل كان محافظا على أسرته معندوش انحرافات واللى بيرتشى كان بيمشى جنب الحيط، شوف دلوقت كام مرتشى ومنحرف".
ماذا تمثل لك المرأة.. وكم مرة أحببت؟
تمثل لى الحبيبة والصديقة والأخت والأم ، وأحببت 3 مرات ، وأنا "مش أونطجى فى علاقتى بالمرأة" بل أكن لها كل الحب والتقدير والمعزة.
كيف تصف تجربة زواجك بالفنانة ليلى طاهر.. ولماذا لم تستمر؟
تجربة جميلة جدا وكنا سعداء لكن ارتباط الفنان بفنانة "غلط" و"مفيش حد عمّر من اللى اتجوزوا بعض من الوسط الفنى" يعنى مثلا ليلى مراد انفصلت عن أنور وجدى ، وعمر الشريف عن فاتن حمامة وشويكار عن فؤاد المهندس وحسين فهمى عن ميرفت أمين، يصمت ثم يقول ضاحكا:"محدش نفع فيهم، اشمعنى انا اللى عايزنى انفع".
صباح ويوسف-شعبان
ما هى أفلامك المفضلة؟
"أفلام كثيرة اعتز بها، كل أعمالى الجيدة ، خصوصا فيلم ميرامار مع المخرج الكبير كمال الشيخ، وشادية وعماد حمدى ويوسف وهبى، ويكفى أن أديب نوبل نجيب محفوظ قال عنى يوسف شعبان استطاع أن يعكس لى شخصية سرحان البحيرى".
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
خمورجي
انك تتكلم عن عبدالناصر بالشكل ده يبقي الصنف اللي بتشربه يبقي مضروب عيب انت ظهرت بفترة عبدالناصر بحلوها ومرها لا دخلت سجن ولا شحت
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشق تراب مصر
يوسف شعبان
اولا زواجك من العائلة المالكة فى مصر ( رغم رفضهم لهذا الزواج ) هو من تسبب فى حكمك على جمال عبد الناصر. عبد الناصر الذى لم تشهد مصر فى غير عصرة اهتمام بالفن والادب . وعلى لسانك تعترف بمكانة الفن فى الستينات. وان كان جمال قد وضع راسك فى الوحل كما تزعم فلماذا لم تترك مصر وتعيش خارجها؟؟. ولماذا تنافق ولاتعترف بان مبارك لم يكن الا لص نهب مصر بكل ما فيها بما فى ذلك ما بناة واسسة عبد الناصر من شركات ومؤسسات؟؟ علاوة على نهب المال العام والاراضى وغيرها لماذ ا تعمى عيناك عن الحقائق؟؟؟ . كنت احترمك كفنان
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
وانت مين اساسا
يعنى ممكن توضحلنا لو كان الزمن رجع ومكنش فى يوسف شعبان او حتى مكنش فى سينما اساسا...كان حالنا حيختلف فى حاجة؟ فبلاش بقى تجيبوا شوية مهرجين وتسالوهم فى السياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
farag abdelaziz
التفاهة
انت شخصية تافهة ..عاوز تقول رايك .قول بصوت عالى خلال الحكم لكن تنتظر حتى يموت ثم تبدأ تتكلم ده اسمه .......
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عشري
أنت رجل مغيب !
الملك فاروق "إنما هو نموذج للمصرى كما يجب أن يكون" ما هي مواصفات هذا النموذج؟ هل من بينها المجون والجري خلف النساء ؟! اتقي الله
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالمنعم عطيه
فنان محترم
يوسف شعبان . فنان محترم ومثقف ويعى مشاكل بلده واوافقه على كل آرائه خاصة بالنسبة للملك فاروق وعبدالناصر .المفروض الدوله ترعى هؤلاء العظماء الذين اسعدونا بفنهم .
عدد الردود 0
بواسطة:
roro
في الصميم
والله يا أستاذ يوسف كلامك في الصميم الناس حبت وكرهت بالأحساس ونسيت أفعال كل واحد في البلد مين أعطاها ومين أخذ منها وخسرها .
عدد الردود 0
بواسطة:
الجعفري
عيب
عيب على ممثل كبير ان يتهم زعيم مثل عبد الناصر بهذا الكلام .. اتق الله
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى عبد العزيز الفرماوى
كلام جميل وواقعى عدا شئ واحد
جمال عبد الناصر رائد العدالة الاجتماعية فى مصر . حرر الفلاح من العبودية واعطى العامل حقه . وانشأ السد العالى وآلاف المصانع . غلطته الوحيدة حرب 1967 . ولكن لا يختلف على نزاهته ووطنيته وعروبته اثنين .
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
والله يا استاذ يوسف - اليك الحقيقة من وجهة نظري
(1) حضرتك والجيل العظيم ده هم من خربوها بأفلامكم الهابطة التي تسمونها تجارية - وما اكثرها - لو ممكن تعد الافلام التي تحترمها انت نفسك شخصيا مقابل الافلام التجارية واحسبها انت. (2) كل افلام الستينات والسبعينات لا يوجد فيلم ليس به خمرة ونسوان كل بيت مصري غني او فقير لا يخلو من زجاجة الخمرة والكباريهات (3) ثم انتقلت افلام الثمانينات والتسعينات والالفينيات ومع التطور الطبيعي للحاجة الساقعة كان من المهم ان تتطور السينما والافلام لتواكب العصر اقصد عصر المخدرات فيضاف الى كل السيناريوهات المخدرات ومدمني المخدرات. (4) ثم اكتملت المسيرة بالبلطجة التي اصبحت عرفا في مصر. (5) يا سيد يوسف عدد الافلام التي خرجت من مصر في هذه الفترة وشوف كم العمل المحترم من الغير محترم وشوف النسبة كام - ولن اتطرق الى ما صنع في لبنان (6) يا سيد يوسف احب اقول لحضرتك انتم من خربتم مصر وكل العاملين في مجال الفن (اللهم الا القليل جدا من الممثلين المحترمين والمنتجين الذين يخافون الله) هم من نجوا من هذ المستنقع - وحتى البعض من هذا القليل كان ولابد وان يشارك سواء بقصد او بدون قصد او مجبر على تسير اموره والا اتركن على جنب وغلقت في وجهه كل الابواب (7) يا سيد يوسف ان الفن ورسالته العظيمة لم تتطرق لأي موضوع او مشكلة الا وزادت سوأ وانتشرت - كام فيلم اتعمل عن المخدرات - النتيجة زيادة مدمني المخدرات - كام فيلم اتعمل عن الزواج العرفي هل حلت المشكلة لا والله والعدد زاد اضعاف بعد ان تناولته السينما والافلام لأنكم في الحقيقة تدسون السم في العسل ولا تظهرون الا الجوانب المشوقة في المشهد وهذا بكلامك وبألسنتكم وارجع الى احد حوارات محمد صبحي