اعتدنا فى الماضى أن يظهر الرئيس فى المؤتمرات الكبرى كضيف شرف، يلقى كلمته ويغادر، دون أن يشارك فى جلسات مفتوحة ،تذاع على الهواء مباشرة ، ويحضرها آلاف الشباب، الذين يعبرون عن مختلف التيارات السياسية والفكرية فى مصر، إلا أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم فى جلسات مؤتمر شرم الشيخ للشباب ، غيرت هذه النظرية القديمة ، وظهر خلالها لأول مرة رئيس الجمهورية مستمعا ومنصتا لكل ما يثيره الشباب من تساؤلات ، بل ويتفاعل معهم ويطرح حلول لما يعرضونه من مشكلات .
خبرا ء ومؤرخون أكدوا أن ما دار اليوم فى مؤتمر شرم الشيخ ، يعد حدثا فريدا من نوعه، ولم تشهده مصر من قبل فى عهد كل الرؤساء السابقين .
وقال الدكتور عاصم الدسوقى، استاذ التاريخ الحديث والمعاصر والمؤرخ المعروف إن الرئيس عبد الفتاح السيسى حرص فى هذا المؤتمر على أن يعطى للشباب فرصة لكى يعبروا عن رأيهم وتدريبهم على المشاركة فى صناعة القرار وبالتالى على الحكم وصناعة القرار .
وأضاف الدسوقى لـ"اليوم السابع" أن ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، سابقة لم يفعلها قبله من الرؤساء، موضحا أن الرؤساء السابقين دائما ما كانوا يحرصون على أن يظهروا بدور الملقى للخطابات، إلا أن السيسى كان حريصا على أن يكون هو المستمع لهم ، وليس المتحدث .
وأشار عاصم الدسوقى، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان يود التأكيد على رسالة غير مباشرة للشباب اليوم ، وهى أن يحسنوا فن الاستماع، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذا المؤتمر فى التعرف على مقترحات الشباب وتصوراتهم للمستقبل.
من جانبها وصفت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشارة الرئيس السابق عدلى منصور، ظهور الرئيس عبد الفتاح السيسى بدور المستمع للشباب خطوة موفقة، متوقعة أن يكون الرئيس قد أجّل خطابه لنهاية الفعاليات الخاصة بالمؤتمر، حتى يتمكن من الاستماع لكل الرؤى والأفكار التى يتحدث عنها الشباب وتصوراتهم للمستقبل، موضحة أن هذا الظهور فريد من نوعه، ويعطى استفادة أكبر للمؤتمر.
وأضافت فؤاد لـ"اليوم السابع" أن الرئيس أراد خلال المؤتمر أن يعطى فرصة كاملة للشباب بأن يعلنوا عن أرائهم ومقترحاتهم وأصر على الاستماع لمصارحات الشباب ومطالباتهم ونقدهم ، وبعد ذلك يلقى خطابه الذى سيكون خطاب واقعى نابع من مطالبات الشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة