كشف تقرير إسرائيلى حول الطائرات بدون طيار الإسرائيلية الصنع، أن تل أبيب تقوم بتصدير هذا النوع من الطائرات إلى معظم دول العالم، وأنها شاركت فى العديد من المعارك خلال السنوات القليلة الماضية.
وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن وزارة الدفاع الإسرائيلية، نشرت على صفحتها فى موقع "اليوتيوب" مقطع فيديو باللغة الانجليزية يدعو الى التعرف على الطائرة من طراز "هرمس 450" طائرة المهمات الخاصة.
وجاء فى مقطع الفيديو القصير توثيق للطائرة اثناء اقلاعها، ومن ثم اثناء تحليقها فى الجو، وصور لقنابل، الى جانب التفصيل التقنى للطائرة، من انتاج شركة "البيت" الإسرائيلية للصناعات الجوية، ووزن الطائرة، والمسافة التى يمكنها التحليق اليها ومدة الوقت الذى تمضيه فى الجو.
وأشارت هاآرتس إلى أن مصادر أجنبية تؤكد أن "الهرمس 450" يمكنها حمل صواريخ والقيام بعمليات قصف جوى، وهو ما لم ينشره التقرير المصور للطائرة الذى نشرته الدفاع الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أنه يمكن العثور على تلميح لهذا فى موقع وزارة الدفاع، الذى يفاخر بأن اسرائيل هى قوة عظمى فى مجال الطائرات بدون طيار.
وجاء فى موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية: "فى السنوات الأخيرة ازداد مجال الطائرات بدون طيار بوتيرة سريعة، فى اعقاب ازدياد المهام وطابعها المعقد، وجمع المعلومات، ومساعدة قوات المشاة، والهجوم والدفاع وغيرها".
ويوضح الموقع ان الطائرات الإسرائيلية بدون طيار تستطيع التواجد لفترة طويلة فى الجو وحمل مئات الكيلو جرامات والوصول الى مسافات بعيدة جدا.
وتستخدم الإدارة الأمريكية، الطائرات بدون طيار لمهاجمة اهداف فى انحاء العالم، وقد تعرضت للانتقاد بسبب تفعيلها كآليات اعدام بدون محاكمة، ومع مرور الوقت قلل الرئيس الأمريكى باراك أوباما من استخدام هذه الطائرات وسعى إلى فرض نظم جديدة.
وفى يوليو الماضى، أعلن البيت الأبيض انه منذ بداية ولاية أوباما فى 2009، نفذت الولايات المتحدة 473 هجوما، غالبيتها بواسطة طائرات بدون طيار، وقتلت بين 2300 و2600 إرهابى، وعكس هذا البيان عدم الوضوح فى كل ما يتعلق بعدد المدنيين الذين قتلوا خلال الهجمات الأمريكية فى باكستان واليمن والصومال، وحسب ادعاء جمعيات لحقوق الإنسان فان العدد اكبر بكثير ووصل الى مئات كثيرة.
فى المقابل، ترفض السلطات الإسرائيلية بتعنت التطرق الى المهام التى تنفذها بواسطة الطائرات بدون طيار، التى تنتجها وتستخدمها، ويحرص رجال الجهاز الأمنى على التعتيم فى هذا المجال.
وخلال الأسبوع الجارى، رفض الجيش الإسرائيلى طلب نشطاء حقوق الانسان كشف نظم تفعيل هذه الطائرات فى قطاع غزة والضفة الغربية، حيث أنه عندما يقصف سلاح الجو الإسرائيلى فى قطاع غزة، يعلن المتحدث العسكرى أن طائرة نفذت عملية القصف من دون أى تفصيل، ولكن عندما تملك اسرائيل اكثر من 100 طائرة بدون طيار، يتم حسب التقدير، تكريس حوالى 70% من ساعات الطيران فى سلاح الجو لها، يصعب اخفاء عملها لفترة طويلة.
وقالت هاآرتس إن التقارير الأجنبية حول استخدام هذه الطائرات من قبل سلاح الجو، قد بدأت تظهر منذ حوال عقد زمنى، ففى عام 2006، نشرت مجلة Aviation Week إن الجيش الاسرائيلى استخدم خلال حرب لبنان الثانية طائرات "هرمس 450" لتنفيذ الهجمات.
وقام الجيش البريطانى بتطوير الطائرة البريطانية بدون طيار Watchkeeper بناء على الطائرة الاسرائيلية، وفى 2014، عندما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن انخراط الطائرة فى الخدمة، كتب على موقع سلاح الجو الاسرائيلي: "على الرغم من ان المقصود طائرة بدون طيار ليست هجومية، الا انه يمكن لوحدة المدفعية البريطانية تسليح هذه الطائرة مستقبلا".
هرمس 450
وأوضح التقرير الإسرائيلى، أنه فى الواقع، لقد قامت شركة "البيت" فى مشروع Watchkeeper، شركة "تالس" بعرض الطائرة مع صاروخين تحت جناحيها، خلال معرض للسلاح فى لندن. وكشف موقع "The Intercept" أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تعقبت نشاط الطائرات الاسرائيلية غير المأهولة ووثقت آليات مسلحة بالصواريخ.
ومع مرور السنوات تراكمت المزيد والمزيد من التقارير، فحسب تقرير نشر فى موقع التسريب "ويكليكس" فى عام 2011، فان سلاح الجو الاسرائيلى يستخدم طائرات بدون طيار لمهاجمة نشطاء الارهاب فى القطاع.
وقالت صحيفة "الإيكونيميست" البريطانية، فى حينها إن اغتيال مسئول حماس احمد الجعبرى فى بداية حملة "عامود السحاب" فى 2012، تم بواسطة "هرمس 450"، وتبين من الفحص الذى اجراه الباحث الفلسطينى، الدكتور عاطف ابو سيف، والذى نشرت استنتاجاته فى "هآرتس" فى 2014، ان الطائرات بدون طيار نفذت خلال "عامود السحاب" و"الرصاص المسكوب" اكثر من 100 هجوم، قتل فيها اكثر من 120 مدنيا، بينهم حوالى 30 طفلا، ونسبت منشورات اخرى لطائرة "ايتان"، قصف قوافل لتهريب الاسلحة فى السودان.
وخلال عدة سنوات باعت شركات اسرائيلية – خاصة "البيت" و"الصناعات الجوية"، وغيرها- طائرات بدون طيار لعدة دول فى العالم، ففى "ناجورنو كرباخ"، الجيب الأرمينى فى اذربيجان، شوهدت طائرة انتحارية إسرائيلية من طراز "هاروب" اثناء قيامها بتنفيذ هجوم، وهذه الطائرة اشترتها الهند ايضا.
وخلال المعارض الرسمية للسلاح فى الخارج يعرض على الزبائن الأجانب نوع اخر من الطائرات الانتحارية "هاربى"، وفى السنة الماضية، عندما علم بأن الحكومة الهندية صادقت على شراء 10 طائرات بدون طيار من طراز "هارون TP " من الصناعات الجوية، تم النشر بأنها طائرات مسلحة.
وكان هذا هو احد الاسباب التى جعلت المانيا تختار هذا النموذج، المسمى فى إسرائيل "ايتان"، فى اطار صفقة ضخمة مع اسرائيل، وفى بداية العام الجارى أعلنت وزارة الدفاع الالمانية انها تنوى استئجار بين ثلاث او خمس طائرات بدون طيار من طراز "هارون TP"، ضمن صفقة تقدر بـ 580 مليون يورو، وشرحت وزيرة الدفاع الألمانية، اورسولا فون دار لاين، انه يمكن تسليح الطائرة بدون طيار، وهذا "مهم لحماية الجنود".
وحسب تقارير أجنبية فان الاتفاق بين إسرائيل والمانيا، استثنائى فى مشهد الطائرات بدون طيار، فى كونها صفقة استئجار تبقى بموجبها الطائرات المستأجرة فى اسرائيل.
وحسب مصدر فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، فان الجنود الألمان الذين سيقومون بتفعيل هذه الطائرات سيتدربون فى قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلى، وفى هذه الأثناء يقف عائق قضائى امام تفعيل الطائرات من قبل الجيش الالمانى، فقد قامت شركة "جنرال اتوميكس" المنافس الاساسى للصناعات الجوية الإسرائيلية، والتى تنتج طائرات "بارديتور B" بتقديم دعوى ضد وزارة الدفاع الألمانية لتفضيلها الطائرات الاسرائيلية. وفى المقابل، يبثون فى اسرائيل بأن الاعمال تجرى كالمعتاد بشأن هذه الصفقة.
وفى الفترة الأخيرة، وبناء على طلب سلاح الجو الإسرائيلى، تم تغيير المصطلح الذى يتطرق الى الطائرات بدون طيار: منذ الان باتت تسمى طائرات مأهولة من بعيد، وليس "غير مأهولة" – ايضا لتأكيد الضلوع البشرى فى اتخاذ القرارات وتنفيذها.
تقرير هاآرتس حول الطائرات بدون طيار
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة